وما تثيره الصحف الإسرائيلية حول تواجد قواتنا العسكرية في سيناء يشى بوضوح بأن إسرائيل مازالت ترى في مصر عدوا لها تخشاه.. كما أن موقفها خلال الحرب الوحشية في غزة أثار ضيقها وإن كانت احتاجت للوساطة المصرية
تعمير قطاع غزة يتعين أن يمضى بشكل متوازن مع تنفيذ إتفاق غزة بمراحله الثلاث.. ولا بأس من تنفيذ البند الأول فورا والتى تشمل تجهيز ثلاث مناطق آمنة تتضمن بيوتا متنقلة وخيام مجهزة لتخفيف المعاناة عن الأهالي
صلابة التماسك الوطني تأتى من الفهم، فهم الناس لما يجرى ويدور، وهذا الفهم تصنعه المعرفة، التى تتحقق بمكاشفة الناس بتفاصيل ما يدور حولهم وما يتم بيننا وبين أمريكا من مشاورات، وكذلك مع إسرائيل من شد وجذب!
قوات الإحتلال لا تريد إنهاء الحرب سواء في غزة أو في لبنان، وتبغى استمرارهاً حتى تقضى على قوة حزب الله، وتدمر ما تبقى من مناخا ومبانى قطاع غزة لتجعل الحياة فيه شبه مستحيلة لتجبر أهله على تركه والنزوح منه
هذه ليست المرة الأولى التى لا ينفذ فيها ترامب تهديداته الخاصة بالجحيم.. فهو سبق أن هدد أهل غزة بالجحيم إذا لم يتم الإفراج عن كل المحتجزين، وبدلا من تنفيذ تهديداته هذه ضغط على نتنياهو للقبول بإتفاق وقف إطلاق النار
هناك قطاعا ليس بالصغير في أمريكا يرفض مشروع تهجير أهل غزة لأنه سيلحق الأذى بأمريكا نفسها ويفقدها دورها في منطقة الشرق الأوسط، ويعكر صفو علاقاتها بدول تربطها بها صداقات وتحالف استراتيجى أيضا!
يرى فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز أن هذه خطة التهجير تتسم بالحماقة، لانها لن تلحق الأذي بكل من مصر والأردن والفلسطنيين فقط وإنما سيطال أمريكا ذاتها، التى ستتعرض سفاراتها في جميع أنحاء العالم للخطر
أمريكا كسبت صداقتنا الاستراتيجية مقابل ما قدمته لنا من مساعدات، وضمنت أيضا لإسرائيل حليفتها علاقات سلام معنا.. أى أنها حصلت على عائد كبير لما قدمته لنا من مساعدات منذ إبرام إتفاقية كامب ديفيد..
إن ما نحصل عليه من مساعدات أمريكية تقلص منذ سنوات ليقتصر على ما يزيد قليلا على المليار دولار من المساعدات العسكرية، أما المساعدات الاقتصادية فإنها تقلصت فى عهد مبارك حتى توقفت في آخر سنوات عهده..
إضطر ترامب إلى التراجع بعد أن إنتفض العالم كله فى وجهه.. فهو أرجأ زيادة الرسوم الجمركية على المكسيك لمدة شهر، وقبل بالتفاوض مع الصين حول الرسوم الجمركية، وقال أن مشروعه لتهجير أهل غزة ليس عاجلا..
بات الأمر يقتضى وحدة عربية قوية في مواجهة الخطر الأمريكي الإسرائيلى، مادام الخطر قد طال الكل.. الأمر الآن تجاوز دعم الموقف المصري والأردني وقبلهما الفلسطنيين، وصار دفاعا من كل العرب عن سيادة دولهم
قال ترامب أنه ليس في عجلة لتنفيذ مشروع تهجير أهل غزة! وهذا كلام يختلف عن كلامه قبل أيام قليلة وهو يعلن عن هذا المشروع الذى يعد فى جوهره جريمة تطهير عرقى مكتملة الأركان..
لن يقتصر الضرر على إرتفاع أسعار السلع الكندية والمكسيكية والصينية في أسواق أمريكا فقط، وإنما سيتسع ليشمل الإقتصاد الأمريكي الذى يراه خبراء اقتصاديين سيصبِح مهددا بركود تضخمى وتراجع في معدل النمو الإقتصادي!
إن إعتراف ترامب بعد إعلان قراراته بزيادة الرسوم الجمركية على صادرات كندا والمكسيك والصين بأنها ستتسبب في بعض الألم للأمريكيين ربما تجعله يكبح جماح رغبته في مزيد من الزيادة في التعريفة الجمركية
حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن ترامب سوف يتراجع عن تنفيذ تهديداته باستخدام سلاح الرسوم الجمركية ضد عدد من الدول.. بل لعل المرجح هو أن يتمادى في ذلك، خاصة بعد أن ترد تلك الدول باستخدام ذات السلاح الاقتصادى