ما يجرى الآن هو علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية؛ وعلامة مفصلية في شكل النظام العالمي الجديد؛ فالشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر لن يعود كما كان قبل هذا التاريخ حتمًا..
إنْ كنتَ قد خرجتَ من الحرب بذات القلبِ الذي دخلتها به فأنتَ تحت الأنقاض وإن بدا لكَ عكس ذلك! وإن لم تكن الحربُ غيرَّت فيكَ شيئاً من قناعاتك فقد دفنوكَ وأهالوا عليكَ التراب..
هل تبلدت مشاعرنا.. أم ماتت لكثرة ما اعتادته من جرائم قتل للأشقاء في فلسطين تارة وفي العراق تارة ثانية وفي الصومال والسودان وليبيا واليمن ولبنان تارات أخرى؟
الموقف الأمريكي ثابت منذ زيارة بايدن العاجلة لتل أبيب في الأيام الاولى من اندلاع عمليات طوفان الأقصى لإعلان التأييد الرسمي الكامل لإسرائيل عسكريًا وماليًا واستخباراتيا ولوجستيا..
الحزن إذا كان شعورا عارضًا أو مستداما لبعض الوقت نظراً لجسامة وهول ما يجرى مثلاً في غزة المنكوبة بإجرام الاحتلال الإسرائيلي فهذا يخرج عن إرادة الإنسان ولا يلام عليه، أما إذا استسلم له فهو يؤذى صاحبه..
يبدو طبيعيًا أن يشعر الناس بالحزن ليس هنا فقط بل خارج هنا أيضًا؛ فكل نفس سوية لابد حتماً أن تتألم لما تراه من مشاهد قتل ودم ودمار يرتكبها معدومو الضمير وفاقدو الإنسانية..
أسعار علاج الأسنان سواء كان حشواً أو زراعة أو تقويما أو حتى خلعًا، باتت فلكية؛ فأطباء الأسنان يتذرعون بأن معظم الخامات التي يستخدمونها مستوردة بأسعار فلكية نتيجة أزمة الدولار..
ها هى الأمم المتحدة تمضى خطوة أبعد وأكثر جرأة حين كشفت عن البدء في جمع أدلة حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة؛ تمهيدًا لمحاكمات محتملة لأعضاء حكومة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل..
الأمر في حاجة لوقفة وتصحيح مسار وتغيير ثقافة تقليدية أوصلتنا لما نحن فيه من تخلف وضيق أفق فيما يخص خياراتنا التعليمية على وجه الخصوص..
قرار الأمم المتحدة رغم أنه غير ملزم فإنه يمثل دعمًا أدبيًا ومعنويًا كبيرًا للشعب الفلسطينى في غزة، ويمثل بدرجة أو بأخرى إدانة دولية لما تفعله إسرائيل من قصف وحشي..
الاختلاف ليس معناه الخلاف والخصام والعداء، بل هو تنوع يفضي إلى التكامل، وهو شيء إيجابي إذا ما أبصرناه من هذه الزاوية؛ فما تصلح له أنت، لا يصلح بالضرورة له غيرك، وما يضايقك قد لا يضايقني..
إسرائيل صنيعة هذا الغرب الذي حين شعر بتهديد حقيقي لها تبارى قادته لزيارتها وفتح مخازن السلاح لها، وإعلان الاصطفاف معها في خندق واحد ضد مقاومة محدودة الإمكانيات تحاول الدفاع عن حق شعبها في الحياة..
إسرائيل وأشياعها من دعاة حقوق الإنسان والحريات لا يعبأون بمباديء القانون الدولى ولا اتفاقيات جنيف إذا تعلق الأمر بانتهاكات حقوق العرب.. حيث ينكرون حقوق المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة..
البعض يرى أن انتصار المقاومة يعنى هزيمة مشروع الغرب الاستعماري في المنطقة الذي زرع الكيان الإسرائيلي في أرض عربية بوعد بلفور عام 1917، وهو احتلال عنصري لا مثيل له على ظهر الكوكب!
أي إسرائيل تدافع عن نفسها؟ هل هي إسرائيل داخل حدود 67 كما نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 242 (1967) أم هل هي إسرائيل دولة الاحتلال والفصل العنصري؟