رئيس التحرير
عصام كامل

من ارتضى بظلم غيره!

18 حجم الخط

من ارتضى بظلم غيره، فقد ظلم نفسه أولًا، وشارك في جريمة ستدور عليه ذات يوم. لا تصمت، لا تبرر، لا تهادن، فإن للظلم دائرة تدور، ومن خشي الظالم أكثر من خشيته لله، فقد خسر الدنيا والآخرة.


لا يضيّع الله سعيًا صادقًا.. خطواتك في سبيل الإحسان، مجاهداتك المستمرّة، وتنقّلاتك في طرقات الخير من محطّةٍ لأخرى.. كلّها محفوظة عند الله ﴿ثُمَّ يُجْزاهُ الجَزاءَ الأوْفى﴾.. أما السكوت على الظلم فليس حيادًا، بل هو جريمة أخلاقية، ورضا غير مباشر عن انتهاك إنساني. 

ومن ارتضى بظلم غيره، فقد هيأ نفسه لأن يشرب من الكأس ذاته، فكما تدور عجلة الزمن، فإن عواقب السكوت عن الباطل لا تفرق بين ساكت وظالم.


لا شك أن الظلم محرّم تحريمًا قاطعًا، بنص القرآن والسنة، سواء كان ظلمًا مباشرًا أو رضا به أو سكوتًا عنه.. يقول الله تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود: 113]، والمعنى هو ألا تميلوا إليهم، ولو بالرضا، فإن ذلك يُدخل صاحبه في دائرة العقوبة الإلهية. وفي الحديث القدسي: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا"(رواه مسلم)

فمن يرضى بظلم أخيه، وهو قادر على الإنكار أو الاعتراض، آثم، لأنه شارك بصمته في تثبيت الباطل. المتفرج ليس بريئًا؛ الوقوف موقف المتفرج وقت الانتهاك الإنساني، هو نوع من التواطؤ. والساكت عن الحق ليس سوى شيطان أخرس. 

قال النبي ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" قالوا: يا رسول الله، ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: "تأخذ فوق يديه" (رواه البخاري) أي تمنعه من ظلمه، فهذا هو المعنى الحقيقي للنصرة لا التواطؤ أو الصمت.


العدالة لا تقبل أنصاف المواقف، فالتاريخ مليء بشواهد على أن المجتمعات التي رضيت بالظلم وباركته، انتهى بها المطاف إلى الخراب.. يقول الله عز وجل في قصة أصحاب السبت: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} [الأعراف: 165]، لم يُنجَ من العذاب إلا من أنكر، أما من سكت فقد شملته العقوبة.


ومعلوم من الواقع بالضرورة أن السنن الإلهية لا تحابي أحدًا؛ فمن يرضى بظلم اليوم، قد يكون ضحيته غدًا. فالمظالم لا تستمر إلا برضا العامة، وحين تتحول أعينهم إلى اتجاه آخر، يصبح كل واحدٍ منهم مرشحًا ليذوق الكأس نفسه.


يقول الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا.. فالظلمُ مرتعه يُفضي إلى الندمِ
تنامُ عيناك والمظلوم منتبهٌ..   يدعو عليك وعينُ الله لم تنمِ
في حياتنا اليومية يؤثر كثير من الناس الصمت عن الظلم.. طلبًا للسلامة، أو تواطؤًا، وكثيرون يبررون سكوتهم بالخوف، لكن الخوف لا يُبرئ الذمة. بل يُؤجل الكارثة حتى تطال الجميع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية