ما تكشفه أرقام الحوادث من دلالات خطيرة وروائح كريهة طفحت بعد يناير 2011 لتنذر بتردٍ أخلاقي وفساد متراكم من سنوات طويلة تضافرت له عوامل عديدة أسهمت في انتشاره واستفحاله.
ماذا حدث لأخلاقنا.. وماذا يريد مثيرو الفتن بإغراق المجتمع في قضايا جدلية تلهي الناس عن واجبات الوقت، وأهمها بالقطع نصرة المستضعفين في غزة ومنع اليمين الإسرائيلي من دفع المنطقة لحافة الهاوية؟!
وضع سمير عمر يده على جوهر المسألة بقوله إن ما يخلق أي أزمة في تقديم صورة حقيقية لما يدور داخل أي مجتمع هو غياب المعلومة، مما يفتح المجال لوسائل إعلامية أخرى قد لا يكون هدفها إيصال الحقيقة
الإغراق في الفضول.. والسؤال عن كيف.. ومتى.. وأين.. لن يؤدى إلى نتيجة ولن يغير من النهاية. ونهايتك لن يغيرها إلا عملك. قلبك وما يضمر.. وقدمك وما تسعى.. هما طريقك إلى جنتك ونارك.
الإنسان بقدر ما كان حريصًا في عنفوان شبابه على الانتصار لرأيه، وإثبات صحة موقفه، فإنه حين يكبر وتزداد خبراته تهدأ نفسه ويرق قلبه، ليصل إلى قناعة مفادها أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف..
لم تكن النائبة أميرة أبو شقة وحدها من رفضت الموازنة واعترضت على تفاقم أرقام الديون بل كان معها النائب ضياء الدين داوود الذي قابله نواب الأغلبية اعتراضه ورفضه للموازنة العامة بعاصفة احتجاج وغضب
ورغم استحقاق الأم للاحتفاء بها في كل يوم بل في كل ساعة، إذ لا يكفيها يومًا واحدًا في العام للوفاء بحقها وما قدمته من حياة لأبنائها.. لكن الأب حرم من هذا التكريم، ولم يتذكره أحد بتكريم ولو لنصف يوم..
هل يليق أن نتعامل بهذا الاستخفاف مع ما يجري من صراع القوى بين أمريكا والصين والذي قطعًا سيؤثر على مصير العالم كله، وما يحدث في غزة من مجازر بحق أبرياء؟!
يا من تتعجبون من سوء حال الإعلام وما يختلط فيه أحيانًا من فوضى وعبث وانفلات هل عرفتم السبب الحقيقي في ذلك المشهد المرتبك.. رأيي أن أهم الأسباب هو أن أغلب من يتصدر المشهد لم يقرأ كتابًا واحدًا في أدب الإعلام
هجوم من نواب الأغلبية على النائب ضياء الدين داود هل يعني أن هؤلاء النواب ضاقوا ذرعا بأي معارضة تحت القبة حتى ولو كانت من عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة؟!
هجرة الأطباء تتعدد أسبابها وتتشابك دوافعها، لكن الأكيد أن تداعياتها فادحة على الوطن، ويترتب عليها خسائر فادحة على المستويين الاقتصادي والإنساني، ما يفرض ضرورة البحث الجاد عن حلول حقيقية ومستدامة لها..
الحكومة قررت المضي في طريق من اتجاه واحد هو البحث في جيب المواطن لدفع فاتورة قراراتها الاقتصادية، وأبرزها اللجوء لصندوق النقد وقروضه والفائدة وأقساطها والدين الخارجي والداخلي وأعباؤه!
مع اقتراب انتخابات النواب فإن المواطن يرجوه برلماناً يحترم سيادة القانون، ويعلي مبدأ الفصل بين السلطات، ويكفل التنافس الشريف بين الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب التي لا يكاد الناس يعرفون أسماءها..
ضخ دماء جديدة بأفكار من خارج الصندوق في حياتنا النيابية فريضة واجبة، لمعاونة الحكومة في رسم السياسات ووضع الخطط والبرامج التنموية التي تضمن الحفاظ على فرص التقدم واستقرار الوطن..
قد يكبُر الإنسان في السن لكن تبقى روحه شابة ما دام يحيا بقوة الأمل والإرادة ونظافة القلب وسمو النفس؟! فما جسدُك إلآ وعاء توضع فيه رُّوحك!