.. لم ينجح أحد؟!
بينما يصنع التعليم الفارق في الحروب والصراعات ويحسم التفوق العلمي أشرس المعارك لمن يملك الأفضلية في العقول والإنتاج، نفاجأ بخبر مؤلم يقول إن محافظ بني سويف يكلف وكيل وزارة التعليم بإعفاء إدارة مدرسة حميدة أبو الحسن، بعد رسوب جماعي لطلاب الشهادة الإعدادية.. وإحالة قيادات إدارة الواسطى التعليمية للتحقيق، مثل هذه الحالة الصارخة تطرح سؤالًا محوريًّا: أين يقف التعليم في مصر مقارنة بالدول المتقدمة؟
أزمة التعليم ليست قدرًا محتومًا، وإنما انعكاس لاختياراتنا. وإذا أردنا غدًا أفضل، فعلينا أن نزرع اليوم في تربة التعليم بذور الإبداع، لا التلقين؛ الحلم، لا الرهبة؛ والانتماء، لا الاغتراب. فبناء الإنسان يبدأ من مقعد الدراسة، ومن يؤمن بذلك، يضع أول حجر في طريق النهضة الحقيقية.
فبينما تشهد دولٌ كثيرة في العالم قفزات نوعية في تطوير منظوماتها التعليمية، ما زال النظام التعليمي في مصر يعاني من تحديات مزمنة تقف عائقًا أمام طموحات التنمية. ففي دول متقدمة، بات التعليم قائمًا على الإبداع، وتوظيف التكنولوجيا، وتنمية مهارات التفكير النقدي والبحث، بينما يظل الطالب المصري رهينًا لأنماط تقليدية تعتمد على الحفظ والتلقين.
هذا التفاوت لا ينبع فقط من مستوى الموارد، بل من منهجية التفكير في التعليم ذاته، بوصفه أداة لبناء الإنسان لا مجرد شهادة.
التعليم في مصر متعدد الأزمات، إذ إنه مشهد معقد تتداخل فيه عناصر بشرية وإدارية ومجتمعية، تبدأ المشكلة من ضعف تأهيل المعلمين، حيث لا يحظى كثير منهم بالتدريب الكافي ليواكبوا أساليب التدريس الحديثة. ويضاف إلى ذلك تدنّي الرواتب، ما يجعل من الصعب استقطاب الكفاءات أو تحفيز الموجودين على التجديد والتطوير.
ثم تأتي أزمة المناهج الدراسية التي تفتقر إلى التفاعل والحيوية، فلا تعكس واقع الحياة ولا تجهز الطالب لعالم مليء بالتغيرات. التركيز على الامتحانات الورقية والحفظ يحرم الطلاب من مهارات التفكير وحل المشكلات والعمل الجماعي.
كما تسهم الكثافة الطلابية المرتفعة في تقليص فرص التعلم الفردي الفعّال، وتتراجع جودة التعليم في ظل بيئة مدرسية تفتقر للبنية التحتية السليمة.
ولا يمكن إغفال أن الإدارة التعليمية في بعض المناطق تتعامل مع التعليم كإجراء روتيني أكثر منه رسالة تطويرية، مما يؤثر على انضباط المدارس وكفاءة متابعتها، فضلا على أن الأسرة والمجتمع لم يعودا يلعبان دورًا محفزًا كما في السابق، نتيجة لانشغالهم بمتطلبات الحياة اليومية.
والسؤال: كيف نكسر دائرة التراجع؟ والجواب: لابد من انطلاقة جديدة تبدأ من المعلم، بإعادة تأهيله وتقديره ماديًا ومعنويًا، ليكون نموذجًا وقدوة، ثم العمل على تطوير المناهج لتكون أكثر ارتباطًا بالواقع، وأكثر إثارة لعقل الطالب وفضوله، ناهيك عن إدخال التكنولوجيا بشكل عملي، مع تدريب المعلمين والطلاب عليها، لتتحول بيئة التعلم إلى مساحة أكثر تفاعلًا.
تخفيف الكثافات عبر التوسع في بناء المدارس بات أولوية قصوى، ناهيك عن تفعيل المتابعة الجادة من الإدارات التعليمية، وربط الأداء بالمحاسبة الفعلية. ومن المهم إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم مبادرات تعليمية تركز على المناطق الأكثر احتياجًا.
الأهم من ذلك كله، هو إعادة صياغة النظرة المجتمعية للتعليم وخصوصًا الفني، ليصبح قيمة ووسيلة للتقدّم، لا مجرد وسيلة للعبور إلى سوق العمل أو الحصول على لقب أكاديمي.. فهل نملك حقًا الإرادة للتغيير، وإذا كان بنعم، ولابد أنه كذلك.. فماذا يمنعنا من الاستفادة من العقول الفتية والسواعد الشابة العفية؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
