رئيس التحرير
عصام كامل

"معكم".. حياد أم هروب من القضايا الساخنة؟!

شتان بين المذيعة منى الشاذلي التي تألقت قبل 14 عامًا في برامج التوك شو وبين منى الشاذلي في برنامجها الحالي "معكم" الذي رغم ما يحظى به من شعبية فإنه لا يمكن تجاهل أن البرنامج، بعد أكثر من عشر سنوات على انطلاقه، يعيش حالة من التكرار والركود المهني، ويفتقر إلى الجرأة في الطرح والمغامرة في المضمون، في وقت يتطلب فيه المشاهد محتوى أكثر اتصالًا بالواقع وتفاعلًا مع قضاياه الضاغطة التي تؤرق الضمائر الحية وتوجع القلوب النابضة بحب الأوطان.


معكم منى الشاذلي.. سقط في فخ الدوران في حلقة ضيقة من الضيوف؛ إذ تجد ضيوفه وجوهًا مكررة، بينهم فنانون، وممثلون، ولاعبو كرة قدم يشكلون غالبية الحلقات، بينما يغيب التنوع الفكري والثقافي الجاد عنه.


استضافة نفس الوجوه لمرات متعددة، كأنما هناك قائمة جاهزة يُعاد تدويرها، دون مجازفة بإظهار وجوه جديدة من خلفيات ثقافية أو فكرية أو علمية وهو ما خلق رتابة ومللًا وسآمة تسربت بلا شك إلى قلوب المشاهدين وعقولهم..والنتيجة: حالة من التشبع والملل عند شريحة من الجمهور الباحث عن التغيير.


فخٌّ آخر لم تسلم منه منى الشاذلي وهو تجنُّب الخوض في القضايا الساخنة، وهو حياد سلبي لا مهني، وقع فيه البرنامج حين آثر بصورة متعمدة الابتعاد عن أي قضية عامة أو أزمة مجتمعية ساخنة، مثل التضخم، التعليم، أو قضايا الرأي العام. وتحولت مقابلاته وضيوفه إلى مناطق آمنة تتجنب أي رأي قد يُغضب جهة ما أو تيارًا بعينه.


منى الشاذلي -بحكم تاريخها الإعلامي- تملك أدوات تؤهلها لإدارة حوارات جادة ومسؤولة، لكنها تفضل السلامة، فتغيب المعالجة الصحفية الحقيقية، ويضيع دور البرنامج التوعوي أو الرقابي المفترض.. وكأنها تتشبث بالوهج الإعلامي دون رغبة أو استعداد لتحمل تحمل فاتورة الخوض في واجبات الوقت والتوعية بتحدياته.


ولم تسلم منى الشاذلي من الوقوع في شراك الخطاب العاطفي الزائد، والابتعاد عن العمق؛ ذلك أن الطابع الإنساني من سمات برنامج معكم، إلا أن الإفراط في ترويج القصص العاطفية على حساب التحليل أو الحلول الواقعية يجعل بعض الحلقات أشبه بفقاعات وجدانية لا تترك أثرًا عمليًا في حياة الناس.


التركيز على بكاء الضيف، أو سرد مأساة شخصية، دون تعمق في أسبابها أو مناقشة السياسات المؤدية لها، وكأن المطلوب فقط إثارة التعاطف، لا الوعي.


في كثير من الحلقات، يظهر أن التحضير سطحي، خاصة مع الضيوف غير المشاهير، إذ تكتفي المذيعة بترديد الأسئلة العامة، وتغيب الخلفية المعلوماتية، مما يضعف الحوار ويجعل الحلقة بلا طاقة حقيقية..


ورغم أن البرنامج يُفترض أنه يركز على قصص الناس، إلا أن أغلب قصص العامة التي يعرضها تكون مختارة بعناية شديدة، ولا تعكس التنوع الطبقي والاقتصادي الحقيقي وربما يغيب عنه فقراء المدن، وسكان العشوائيات، أصحاب قضايا التهميش، أو المكافحون في مهن غير تقليدية، فهم لا يحظون بحضور كافٍ في البرنامج، إلا إذا كانت قصتهم تصلح لـ العرض العاطفي.


برنامج معكم منى الشاذلي نموذج لإعلام مريح، لكنه بات أسيرًا للراحة والحياد المبالغ فيه. وبينما يُفترض أن يكون صوتًا إنسانيًا يعكس نبض الشارع، تحول إلى مساحة ناعمة تُكرّر نفسها، وتبتعد عن التجديد والمجازفة.


يا سادة إن الإعلام الناجح لا يكتفي بإراحة الجمهور، بل يحفّزه، يطرح الأسئلة، ويزعجه أحيانًا لكي يوقظه. وهذا ما لم يعد "معكم" يفعله بالقدر الكافي، لقد صار الحياد الإعلامي عبئًا على المشاهد وعلى منى الشاذلي نفسها التي تمتلك طاقات هائلة تؤهلها لأن تتربع على عرش الساحة الإعلامية إذا ما تم مقارنتها بإعلاميين بعضهم شتام وبعضهم صاحب حنجورية زاعقة وازدواجية واضحة وبعضهم لا يرى إلا ما يراه من يمدونه بأسباب البقاء على الشاشة..وحتى ولو لفظه المشاهد وسئمه الناس!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية