رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة.. كيف تستعيد الهيبة؟!

18 حجم الخط

مرّ يوم الصحافة هذا العام كظلٍ خافت، لا صوت له ولا حضور، كأنما يعكس تمامًا حال المهنة التي كانت يومًا ما تُوصف بـ"السلطة الرابعة"، فإذا بها اليوم لا سلطة ولا تأثير. صحافة بلا أنياب، بلا موقف، بلا بريق، وبلا قامات.


في السابق، كان الصحفي يُهاب، تُحسب كلمته، ويُصغى لرأيه. كان الرأي العام يُصنع من أعمدة تُكتب مساءً، فتتغير قرارات صباحًا. أين ذهب هذا المجد؟ كيف تحوّلت المهنة من صانعة رأي إلى تابعٍ لا حول له ولا قوة؟ كيف غابت هيبة الصحافة، وسقطت منابر كانت تُضيء عقول الناس وتكشف الفساد وتُحرك الساكن؟


مرتبات الصحفيين اليوم في الحضيض، لا تكفي حياةً كريمة ولا توفر أبسط احتياجات بيتٍ صغير. ومع كل دورة انتخابات نقيب، لا ينتظر الصحفيون إصلاحًا أو حماية للمهنة، بل تحريكًا بسيطًا في بدل التكنولوجيا، وكأنهم يشحذون على باب وزارة. 

لم يعد في النقابة من يُشبه صوت علي أمين، أو روح مصطفي أمين، أو هيبة هيكل، أو شجاعة حمامصى. أين ذهبت القدوة؟ من يعلّم الجيل الجديد؟ من يدرّبهم؟ من يُبقيهم على تماس مع معنى أن تكون صحفيًا؟

 

أجيال كاملة دخلت بلا تدريب، بلا أدوات، بلا طموح. صحفٌ تُدار كالمكاتب الحكومية، ومواقع إلكترونية لا فرق فيها بين الصحفي وموظف النسخ واللصق. ومجالس إدارات تعتبر الصحافة مشروعًا خاسرًا لا يستحق الإنفاق عليه.

 

أما القراء، فإما هجروها، أو هجرتهم. لم تعد الصحافة هي ملاذ الباحث عن الحقيقة، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى نسخة باهتة من بيانات رسمية، أو مطرقة لتصفية الحسابات السياسية، أو نافذة لتلميع الوجوه.


نعم، لقد كانت هناك سلطنة. وكانت المهنة تاجًا على رؤوس الأمم. أما اليوم، فنحن نشهد نهايتها، في صمتٍ بائس والسؤال: كيف الخروج من النفق؟!

والجواب: رغم كل هذا المشهد الضبابي القاتم للصحافة، فلا تزال هناك فرصة، ولو ضئيلة، للإنقاذ. أول الطريق يبدأ بالاعتراف أن ما نحن فيه هو نتيجة إهمال طويل، وانفصال الصحافة عن المجتمع الحقيقي. 

 

نحن بحاجة إلى إصلاح تشريعي يضمن للصحفي حقوقًا مادية ومهنية واضحة، ويجرّم التضييق عليه دون سند قانوني تشريع قانوني لتعديل قانون نقابة الصحفيين ذاته الذي عفا عليه الزمن.

كما لابد من استقلال فعلي للمؤسسات الصحفية، يجعلها خارج سيطرة رأس المال الموجه أو التدخل السياسي السافر، فضلا على إعادة الاعتبار للتدريب، بإنشاء أكاديميات ومراكز تطوير مهني حقيقية داخل المؤسسات نفسها، وإحياء نموذج القدوة، بفتح المجال أمام الأسماء الشابة الجادة، التي تملك الموهبة والحس المهني، لصناعة نجومها الجدد.


ناهيك عن ضرورة فتح النوافذ الرقمية أمام الصحفيين، لا للترفيه أو النقل، بل للتحقيق والعمق والكشف.. فالجمهور لا يهرب من الصحافة لأنه ملّ، بل لأنه لم يعد يجد ما يُحترم فيه عقله.


الطريق طويل، نعم. لكن البديل هو موت كامل لمهنة كانت ذات يوم تكتب تاريخ الأمم. فهل الجماعة الصحفية جاهزة لإحياء مهنة كانت حتى وقت قريب ملء السمع والبصر.. هل هناك إرادة ورغبة حقيقية في الإصلاح؟!
الصحافة في وضع مخيب لكل الآمال.. هل يعرف الناس إسم رئيس تحرير واحد بعد يناير 2011؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية