في تراثنا كنوز من مجامع الكلم تصلح أن تكون دستورًا للحياة، لو أحسنّا استحضارها وتفعيلها، لأثمرت سلوكًا مستقيمًا وخلقًا راسخًا نحن أحوج ما نكون إليه في زمن اختلطت فيه المعايير وارتبكت فيه البوصلة..
رأى نوبوأكي نوتوهارا أن الدين يملأ الأفق خطابًا وتعليمًا، لكنه لم يردع الفساد، وأن المواطن حين يسيء إلى الممتلكات العامة يتوهم أنه يضر الحكومة لا نفسه، فيكشف بذلك عن خلل في إدراكه لمعنى المسؤولية.
كم من إنسانٍ ظنّ أنّ النجاح بيده، فإذا به يتعثّر لأنه أغفل دعوة أمّ أو دعاء أب! وكم من شابٍّ فتحت له أبواب الرزق لأنّه قبّل يد أمّه صباحًا وأدخل البِشر على قلب أبيه مساءً!
اليوم خسرنا روح التعاون التي كانت تصنع التكافل، وخسرنا الثقة التي كانت تربط القلوب، وأينما التفتَّ وجدت أنانية تلتهم كل فضيلة، وسوء ظن ينهش العلاقات، وجفاء يقطع أواصر القربى، وعنفًا يستباح به كل شيء.
في زمن الكبار، كانت هناك طبقة وسطى متينة تتذوق الفن وتمنحه مكانته، مؤسسات إعلامية وموسيقية تقيم ميزانًا صارمًا للجودة، وجمهور يعرف أن يميّز بين الأغنية الخالدة واللحن العابر.
في أوروبا التي تعاني من أزمات الطاقة، لجأت الحكومات إلى تخفيض أسعار الكهرباء والوقود لتخفيف التضخم، فتمكّنت ألمانيا مثلًا من تثبيت التضخم عند حدود 2.2% بعد خفض أسعار الطاقة..
الصحافة والإعلام لا يمكن أن يظلّا أسرى المحلية، ولا أن يكتفيا بنقل الخبر عاريًا بلا تحليل، بل مطالبان بأن يقدّما رؤية تساعد المواطن على أن يعرف ماذا يفعل تجاه وطنه وأمته، وكيف يتعامل مع قضاياه المصيرية
الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، قد أحسنت صنعًا حين جمعت كبار الكتّاب ورؤساء التحرير وشيوخ المهنة في جلسة نقاشية موسعة، لأن إصلاح الإعلام لا يصاغ في غرف مغلقة ولا بقرارات فوقية
الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، يقدّم قراءة واقعية تُرجع المشكلة إلى أزمة تنمية ونمو، أكثر من كونها مجرد اختلالات مالية..
كيف وصلنا نحن العرب إلى هذا المنحدر؟ كيف تحولت أمة ذات تاريخ وجغرافيا ولغة ومصير مشترك إلى أطراف متناحرة، منشغلة بذاتها، غارقة في أزماتها، إلى درجة جعلت المشروع الصهيوني يتمدد دون مقاومة حقيقية؟
لا تزال هناك أصوات تؤمن بأن قوة الكلمة لا تحتاج إلى صخب، وأن الحجة إذا صيغت بوضوح وهدوء تصل أبعد من أي صراخ. هؤلاء الذين يضبطون إيقاع الحوار، ويمنحون ضيوفهم حقهم، ويقدمون للمشاهد معلومة دقيقة بلغة رصينة
عبد الوهاب المسيري لا يهاجم الامتحان كمفهوم، بل يحذر من تفريغ التعليم من روحه. فالخطر ليس أن تصبح للامتحانات سلطة، بل أن تصبح هي الغاية والهدف، فيغدو التعليم كله تدريبا على اجتيازها، لا طريقا إلى ما بعدها
إن قصة مجدي يعقوب ومحمد صلاح تكشف لنا أن النجاح ليس قدرًا فرديًا فحسب، بل هو انعكاس لمنظومة اجتماعية تحترم الموهبة وتدعمها.
في زمنٍ يتعطش فيه الشباب إلى نماذج ملهمة، يشكل يعقوب وصلاح أيقونة متجددة للأمل والعمل، وقد يظن البعض أن المسافة بينها شاسعة، لكن رحلة الرجلين تكشف أن الطريق إلى القمة يبدأ بخطوة صغيرة ثم يُبنى بالعرق والإصرار
إن القراءة، في جوهرها، ليست جمعًا للكلمات في الذاكرة، بل بناء للإنسان من الداخل، وتشييد لأسوار الوعي حول العقول كي لا تُقتاد كما تُقاد القطعان.