نار الكراهية!
بعض الناس يؤذي نفسه بنار الكراهية دون أن يدري، فالكراهية شعور سلبي تكلف أكثر من الحب، لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقودًا أكثر.
والسؤال: كيف تعالج نفسك من الكراهية.. وهنا تأتي الإجابة على لسان مفكر قدير هو الدكتور مصطفى محمود الذي قال في كتابه في الحب والحياة: أفضل ما تهبه في حياتك: العفو عن عدوك، والصبر على خصمك، والإخلاص لصديقك، والقدوة الحسنة لطفلك، والإحسان لوالديك، والاحترام لنفسك، والمحبة لجميع الناس..
الكراهية ليست مجرد شعور سلبي نختبره كبشر، بل هي طاقة مُستنزِفة تستهلك منّا أكثر مما تمنح. على خلاف الحب، الذي يتدفق بسهولة من النفس حين تكون في حالة انسجام وسلام، فإن الكراهية تحتاج إلى مجهود. إنها شعور عكسي، كما لو أنك تحاول أن تدفع صخرة ضخمة صعودًا في وجه الجاذبية، بينما تنساب المشاعر الطيبة مع الطبيعة، بانسيابية وبلا مقاومة تُذكر.
تخيل أن الابتسامة تريح عضلات وجهك، فتحميك من ظهور التجاعيد في وجهك وهى مظهر من مظاهر الشيخوخة، وهذا المعنى العميق وجدنا مغزاه في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، فالابتسام رسول المحبة به تتآلف القلوب وتتجاذب النفوس وترتاح الأفئدة، وبه تهزم عدوك وتجتاز مصاعب الحياة.
الأمر يشبه قوانين الفيزياء، فالإنسان لا يولد وهو يحمل ضغينة، بل يولد بقلب نقي، غير ملوث بالانفعالات السامة.. لتحريك جسمٍ ضد الجاذبية، نحتاج إلى طاقة إضافية. كذلك هو الحال مع الكراهية، فهي ضد الطبيعة البشرية السليمة.
لذلك، حين يكره الإنسان، فهو يستدعي من داخله طاقة زائدة، توتّرًا دائمًا، ومشاعر متأججة تستنزف الجسد والنفس. القلب الحاقد لا يرتاح، والنفس المليئة بالكراهية لا تهدأ، والعقل المشغول بالكراهية لا يُبدع ينشغل بالغير عن أهدافه يفقد بوصلته إلى النجاح.
ما لا يدركه الكثيرون أن الكراهية لا تؤذي العدو بقدر ما تُهلك صاحبها. هي نار لا تحرق إلا من يشعلها. أما الحب، في المقابل، فهو مثل الجاذبية نفسها: قوة خفية لكنها ثابتة، تحفظ توازن الكون وتحرك الأجسام في انسجام. من يحب، يعيش بخفة. من يصفح، ينام قرير العين. من يختار السَماح، يختار السلام الداخلي.
الكراهية ليست فقط شعورًا ثقيلًا، بل خيارًا مكلفًا نفسيًا، وجسديًا، وحتى اجتماعيًا. إنها لا تغيّر الواقع، لكنها تغيّرنا نحن للأسوأ. وبينما نتصور أحيانًا أن الكراهية نوع من القوة أو الدفاع عن الكرامة، فهي في الواقع ضعف مُقنّع، واعتراف خفي بأن الآخر يسيطر على مشاعرنا.
فلنوفّر وقودنا الداخلي لما هو أجمل. لأن في عالمٍ منهك بالمآسي، لا نحتاج إلى مزيد من الكراهية، بل إلى شجاعة الحب. وما أصدق الشاعر حين يقول:
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
