نفتح النافذة، فيمرّ الضوء على وجوهنا ولا يُضيء الداخل.. نُعدّ القهوة، لكنها لا توقظ فينا شيئًا.. نُلقي السلام على من نُحب، لكنّ الكلمات تخرج باهتة، لا حرارة فيها.
نحن نتكلم كثيرًا لأننا نخاف أن لا يُفهَمنا أحد. نخاف أن تُشوّه صورتنا، أن نُظلَم، أن نُساء فَهمنا. فنظل نكرر، ونوضح، ونرفع صوتنا.. ثم نتعب، ونبكي، ونتساءل: لماذا لم يفهمني أحد؟
هناك نوع من الألم لا تصفه الكلمات، حين تُصلّي بكل صدق، ولا يتغيّر الواقع. وحين تتمنى أن ترى يد الله تُحرّك الأبواب، تفتح المغاليق، تُزيل الصخرة من على قبر أحلامك، ولكن السكون يطول.. ويطول.
نصلي.. فنشعر بالطمأنينة، ثم تهبّ علينا ريحٌ لا نعلم من أين أتت، فتُطفئ الشمعة التي أشعلناها بدموعنا، نثق.. ثم تتساقط حولنا الوعود كما تتساقط أوراق الخريف من شجرةٍ عتيقةٍ أنهكها الزمن..
في المدرسة، كان بيقعد دايمًا على دكة جنب الحيطة، مش علشان بيحب العزلة، لكن علشان مش هيضطر يشرح لحد ليه مقلمته فاضية أو ليه بيخبّي سندويتشه القديم في الكيس كأنه جديد..
كانت قصة توما التلميذ خير شاهد على طبيعة النفس البشرية المترددة، الباحثة عن يقين ملموس. حين جاءه خبر القيامة، لم تفرح نفسه كما فرحت نفوس التلاميذ الآخرين، بل وقف حائراً، يطلب الدليل المادي..
خرج المسيح من القبر لا ليبهر أعيننا بمعجزة، بل ليعيد ترتيب خارطة القلب، ويقول لكل من انهزم: انهض، فما بعد الموت حياة، وما بعد الدموع مجد، وما بعد الصليب قيامة .
حين نقرأ عن خميس العهد، قد نمر سريعًا على الأحداث، كما لو كانت طقوسًا محفوظة أو مشاهد متكررة في كل عام. لكن الحقيقة أن كل لحظة في تلك الليلة كانت إعلانًا عظيمًا عن طبيعة الله، ودعوة جذرية لنا لنكون مثله..
في يوم الأربعاء من البصخة، لا يطلب المسيح منّا أن نُحاكي الطيب بمثله، بل أن نُراجع قلوبنا: هل نحب مثله؟ هل نعطي بلا تحفظ؟ هل نكسر قاروراتنا الداخلية – من كرامة، أو خوف، أو رغبة في السيطرة – تحت قدميه؟
في هذا اليوم، لا تتحدّث الكنيسة عن الأحداث التاريخية فحسب، بل تقود المؤمن إلى مواجهة شخصية عميقة مع ثلاث صور تمثّل أعماق الروح البشرية: مثل العذارى العشر، مثل الوزنات، ومثل عرس الملك.
يخبرنا الإنجيل أن لعازر خرج وهو لا يزال ملفوفًا بأكفانه. لم يُخلعها، لأنه سيعود إلى الموت يومًا ما. أما السيد المسيح، فقد ترك أكفانه خلفه بعد قيامته، لأنه لن يموت ثانية.
التقدير مش وردة في عيد ميلاد.. التقدير يمكن يكون في نظرة، كلمة، لمسة، سؤال من غير مناسبة زي: إنت شكلك تعبان، شيل عنك النهارده؟، الحاجات دي مش رفاهية، دي أكسجين.. لما بيغيب، العلاقة تتخنق.
اللي بيستهين بمشاعر شريكه، غالبًا مش بيكون بني آدم وحش، بس بيكون مشغول بنفسه زيادة.. أو متربي على إن التعبير عن المشاعر ضعف، أو شايف إن اللي قدامه بيمثّل أو بيبالغ. وده بيحصل في كل أنواع العلاقات
نحن غالبًا نربط البشارة بالفرح، لكن مريم اضطربت أولاً. لأنها كانت تدرك أن كل بشارة إلهية، تحمل في طيّاتها مسؤولية، صليب، ومجهول. لكنها في المقابل، تحمل النعمة.
في الأول، كل حاجة بتبقى جديدة. الضحكة الأولى، الرسائل اللي مش بتخلص، الخروجات اللي مليانة حماس، التفاصيل اللي بتفرق. بس مع الوقت؟ كل حاجة بتبقى عادية. نفس الكلام، نفس الأماكن، نفس الأسئلة اللي بقت روتينية