رجاء توما

في لحظات الانتظار، حيث يبدو الصمت ثقيلًا والسماء بعيدة، يتسلل إلى القلب شعور مبهم بالتيه: أين الله مما يحدث؟ أين يده التي اعتدنا أن نلمسها حين تضيق بنا السبل؟ لكن الحقيقة الراسخة، التي لا يهزها تأخر الاستجابة ولا يضعفها طول الطريق، أن الله يعمل، حتى وإن حجبت العيون عن رؤية عمله.

لقد كانت قصة توما التلميذ خير شاهد على طبيعة النفس البشرية المترددة، الباحثة عن يقين ملموس. حين جاءه خبر القيامة، لم تفرح نفسه كما فرحت نفوس التلاميذ الآخرين، بل وقف حائرًا، يطلب الدليل المادي، قائلًا: "إن لم أبصر أثر المسامير في يديه، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أؤمن."

لم يكن توما في تمرُّد، بل كان في ألم. أراد أن يصدق، لكنه كان يخشى أن ينخدع. فأتى المسيح إليه، لا ليوبخه على شكه، بل ليقدم له محبة تفوق الشك، وحقيقة تلمس القلب قبل أن تلمس اليد.

مد المسيح يديه الجريحتين أمامه، وقال له: "هات إصبعك إلى هنا، وأبصر يديّ. وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا." وفي تلك اللحظة، لم يحتج توما إلى أن يلمس أو يفحص، بل صرخ من أعماقه قائلًا: "ربي وإلهي!"

هكذا يفعل الله مع الذين ينتظرونه بالرجاء. قد يبدو الطريق طويلًا، وقد يعلو الشك في لحظة ضعف، لكن في النهاية، الله يظهر، ويأتي إلينا بما يفوق توقعاتنا. يظهر لنا أثر جراحه التي صارت عربون شفاء لنا، ويكشف عن محبته التي كانت تعمل في الخفاء، حتى ونحن لا ندري.

إن الرجاء الذي يحيا في القلب ليس أمنية فارغة، بل هو إيمان حي بأن الله يحضر في اللحظة المناسبة. حين يخفت صوت الإيمان، يأتي الرجاء ليهمس: "الله لم يتأخر، بل يعد لك شيئًا أعظم مما تظن." وحين تتثاقل الأيام، يقف اليقين شامخًا قائلًا: "الله يعمل، حتى وإن صمتت الأيام."

لذلك، لا تدع بطء الأحداث يخدعك، ولا تدع ظلمة اللحظة تطفئ نور يقينك. الله الذي ظهر لتوما في عزلته، هو نفسه الذي يعدك بلقاء يمسح عنك كل دمعة، ويملأ قلبك بالسلام. سيأتي، لا ليجيب عن كل الأسئلة فقط، بل ليملأك حضورُه بحقيقة لا شك فيها: أنك لم تكن وحدك في يوم من الأيام، وأنه كان يعمل، ويبني، ويدبر، حتى وأنت لا ترى.

لكنه قام!

خميس الحب والعهد

ليكن قلبك مفعمًا بالرجاء، وعيناك ثابتتين على الوعد. فالله الذي وعد أن يكون معنا، لم ولن يتخلى عن الذين ينتظرونه بأمانة. وكما جعل توما يرى ويؤمن، سيجعلنا نحن أيضًا نرى عمل يديه في حياتنا، فنصرخ ملء القلب: "ربي وإلهي."
للمتابعة على الفيس بوك: @Pwagih

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.