رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 372 يوما على قتل عامل لزوجته بمنشأة ناصر.. الجنايات تقضي بإعدامه.. الضحية أفنت حياتها في العمل للإنفاق على أولادها.. رفضت منحه أموالا للإنفاق على الكيف.. واتهمها في شرفها للهروب من حبل المشنقة

فيتو

بعد مرور 372 يوما على أبشع جريمة شهدتها منطقة منشأة ناصر جنوب القاهرة، عندما تجرد عامل كاوتش من مشاعره الإنسانية وانتزعت من قلبه الرحمة، وقتل زوجته لرفضها منحه أموالا للإنفاق على الكيف أثناء خروجها من المنزل متجهة إلى عملها بالمستشفى، ثم فرا هاربا حتى تمكن رجال المباحث من ضبطه، فاتهمها في شرفها هربا من الإعدام، فقضت محكمة الجنايات بإعدامه.



الحكاية بدأت منذ ٢٢ عاما عندما ترك "عبد الحميد" ابن كفر الشيخ، بلدته وتوجه إلى منطقة منشأة ناصر بمحافظة القاهرة عند أحد أقاربه للبحث عن العمل، وبالفعل حصل على عمل بإحدى الورش بالمنطقة، وبعد فترة أعجب بـ"خديجة" التي تقيم بنفس الشارع الذي يسكن به، فحاول التقرب منها وبدأ التحدث معها لكن "بلدياته" نصحه بعدم الحديث معها لأنها جادة في حياتها و"بنت بـ100 راجل" كما وصفها، لكنها طيبة القلب وكل المنطقة تشكر في معاملتها.


هذه الكلمات زادت من إعجاب "عبد الحميد" بها أكثر وظل يراقبها ويراقب تصرفاتها أثناء خروجها من المنزل فتأكد من وصف قريبه لها، ففكر أن يفصح عن حبه لها لكنه كان مترددا خوفًا من رد فعلها عليه، وفى أحد الأيام شاهدها تحمل بعض طلبات المنزل التي اشترتها من السوق، طلب منها أن يساعدها في حملها إلى منزلها، رفضت في بادئ الأمر ومع الإلحاح وافقت على مساعدته لها، وهنا بدأ التعارف.


أعجبت "خديجة" بشجاعة "عبد الحميد"، وظل يتحدثان سويا أثناء ذهابه إلى العمل وأفصح عن حبه لها، من أول نظرة، واستمرت قصة حبهما سنة حتى قرر أن يتقدم لأسرتها لطب يدها، وأخذ "بلدياته" الذي يكبر عنه سنا ويمكث معه في نفس المنزل واتجها إلى أسرة خديجة لطلب يدها، لكن طلبه قوبل بالرفض، بعد إفصاحه لهم بأن سيتزوج ويعيش بكفر الشيخ.


"خديجة" رفضت الرضوخ لقرار أسرتها، فتحدث معهم وحاولت إقناعهم وبالفعل تمكنت من اقتناص الموافقة على العريس، وتم حفل الزفاف وسط الأسرة والأحباب والأصدقاء، واصطحب "عبد الحميد" عروسه وتوجه بها إلى بلدته بمحافظة كفر الشيخ، وهنا كانت المفاجأة حيث اكتشفت أنه يتعاطى المواد المخدرة، فحاولت معه للإقلاع عنها لكن محاولاتها باءت بالفشل.


وبعد مرور عام على زواجهما أنجبت طفلتها "منة" وقررت العودة إلى أسرتها بمنطقة منشأة ناصر بسبب مشاجرتها المستمرة مع زوجها، وظلت تبحث عن عمل، حتى جاءت الفرصة وعملت بأحد المستشفيات، وبعد فترة عاد الزوج إليها لكن المخدرات دمرته، حاولت "خديجة" علاجه أكثر من مرة للإقلاع عن الإدمان لكن محاولتها كتب لها الفشل، وظلت تعمل في المستشفى لكى تلبى متطلبات منزلها ومتطلبات زوجها.


ظلت "خديجة" تبحث عن عمل لزوجها لتخرجه من الحالة النفسية التي كان يمر بها نتيجة تأثير المواد المخدرة، وتمكنت من توفير له فرصة عمل بإحدى الورش، وبدلا من رد الجميل لها، زادت مشاجراته وامتنع عن الإنفاق على أسرته، استحملت كل ضغوط الحياة، وبدأت تشترى متطلبات جهاز ابنتها التي تحدد فرحها خلال أيام قليلة، لكن القدر لم يسعفها.


اشتدت حدة الخلافات بين "خديجة" و"عبد الحميد"، فنشبت بينهما خلافا على 50 جنيها طلبها لشراء مواد مخدرة، وعندما رفضت إعطاءه المبلغ لحاجتها إليه، فهددها المتهم بالقتل أمام أولادها، وفى صباح اليوم التالي للمشاجرة، انتظرها حتى شاهدها تخرج من المنزل، وعلى بعد 20 مترا من منزلها، بادرها "عبد الحميد" بعدة طعنات حتى سقطت على الأرض وفرا هاربا.


وتمكن رجال المباحث من ضبطه، واعترف بارتكاب الواقعة، وادعى أنه قتلها بسبب خلافات زوجية لشكه في سلوكها وعلمه في الآونة الأخيرة بأنها على علاقة غير شرعية بأحد الأشخاص لكى يهرب من العقاب.

وقضت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية - الدائرة 27 جيزة - بإعدام "عامل كاوتش" لقتله زوجته، بسبب خيانتها له في منشأة ناصر.

وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد شريف طاهر وعضوية المستشارين فوزي السيد وهاني ربيع وأمانة سر عامر على ويحيى عبد الرشيد.
الجريدة الرسمية