رئيس التحرير
عصام كامل

«شاي وخمور وفيديوهات إباحية».. قمة هرم خوفو «حمالة الأسية» (صور)

فيتو

اختلف هوس الأجانب بتسلق الأهرامات كثيرا عن القرون الماضية، وكانت زيارة الأهرامات عبارة عن رحلة صعود إلى أعلى قمتها والتقاط الصور التذكارية، وهذا كان مسموحا به حتى تسعينيات القرن الماضي، ولكن في الوقت الحالي وبعد منع تسلق الأهرامات حفاظا على أحجارها الأثرية ازداد شغف بعض الأجانب بالصعود إلى قمتها والتقاط صور بعضها يكون خادشا للحياء لتوثيق تلك الرحلة التي يطير من أجلها الكثيرون آلاف الأميال والتضحية بالكثير من الأموال لبلوغ وتنفيذ رغباتهم وطموحاتهم.


وأشهر من ارتبط اسمه بتسلق الهرم الأكبر‏ قديما شخص يدعى "حفناوي عبد النبي‏‏"،‏ ظل يتسلقه يوميا لمدة 50 عاما، ورافقه آلاف المشاهير والسياح، ‏وكان يتسلقه خلال 6 دقائق، ولقبه الرئيس الراحل محمد نجيب بالبطل.

وتسلق الملك الراحل سعود بن عبد العزيز الهرم مع "عبد النبي"، الذي أعطاه ألف جنيه إسترليني عندما رافقه في زيارته للهرم‏،‏ والرئيس اليوغوسلافي الأسبق ‏جوزيف تيتو‏‏، الذي أعطاه علبة سجائر ذهب خاصة به‏، والرئيس الروسي الأسبق خروشوف أهداه ساعة يده، وكذلك أهداه شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي والإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي هدايا قيمة‏، وأثناء الوجود البريطاني في مصر، اعتاد الإنجليز تسلق تمثال أبو الهول والهرم واحتساء الشاي والمواد الكحولية فوق قمته.

ومنذ أيام قليلة آثار مقطع "فيديو" نشره مصور دنماركي على موقع "يوتيوب" يوثق رحلة صعوده برفقة فتاة لقمة هرم خوفو ويلتقط معها صور خادشة للحياء أعلى قمة الهرم ردود أفعال غاضبة بين أوساط الأثريين وغيرهم من المصريين.

وكشف المصور الدنماركي، أندرياس هفيد، صاحب الفيديو الإباحي فوق قمة هرم خوفو، كواليس التحضير لعمله المشين، الذي أثار عاصفة غضب عارمة.

وأوضح هفيد أنه قام بعملية اختباء وتسلل للحواجز في جنح الليل، لتصوير فيلمه، رغم علمه بخطورة تصرفه ووقوعه في قبضة الأمن خلال محاولة سابقة قبل ارتكاب فعلته، ومع ذلك عاد للقيام بالمهمة المحفوفة بالمخاطر لإشباع هوسه بالتجربة.

ولقناعته بفداحة جريمته، أوضح أنه لن يعود إلى مصر في المستقبل خشية تعرضه للمساءلة، خصوصا أنه نجح في الحصول على ما يريد –على حد قوله-.

لحظات التخطيط والاختباء والتسلل، كما أوضحها «هفيد» في حوار أجراه مع صحيفة «إكسترا بلاديت» الدنماركية، والذي أعرب في بدايته عن حزنه لمهاجمته بعد تصوير فيلمه الإباحي، مدعيا أن أفعاله يجب أن يتقبلها «الليبراليون» بشكل طبيعي كمساحة من الحرية.

وأوضح السائح، أنه لا يظن أن أزمته ستؤثر على استقبال السياح الدنماركيين في مصر فيما بعد: «الأمر سينتشر قليلًا ثم يتم نسيانه»، زاعما أن الصور ليس بها إهانة لأي مقدس ديني وتحديدًا الإسلام.

وقال هفيد إنه يعرف أهمية الأهرامات بالنسبة لمصر، وأنه يحرص على المزيد من الاستكشاف للحضارات دون إيذاء أي منطقة يزورها.

وحول طريقة تسلله إلى قمة الهرم وقيامه بالتصوير بهذه الأريحية، كشف المصور الدنماركي أنه أمضى وقتا طويلا في «القاهرة»، قبل تنفيذ خطته، في محاولة لمعرفة أفضل توقيت لتسلق الأهرامات.

كاشفا، أنه عندما حاول برفقة صديقة له التسلق في المرة الأولى تم القبض عليه واقتياده إلى أحد أقسام الشرطة بالجيزة، وبعد وقت قليل تم إطلاق سراحه لأنه سائح أجنبي لم يرتكب واقعة مخالفة تستحق القبض عليه.

وأضاف في حديثه للصحيفة الدنماركية: «كنت مهووسًا بإنجاح المشروع واتصلت ببعض الفتيات في الدنمارك، اللاتي اعتقدت أنهن سيَكُنَّ مهتمات بصنع صورة اللعنة الهرمية –لعنة الفراعنة- وبالفعل وافق العديد منهن، واعتقدن أنها فكرة ممتعة، ولحسن الحظ، أتيحت لي الفرصة للحضور إلى القاهرة بعد وقت قصير من واقعة القبض علي».

مستطردا، أنه عقب القبض عليه في المرة الأولى –لم يحدد تاريخها- عاد إلى أوروبا وبدأ البحث من جديد عن صديقة تشاركه مغامرته، حتى نجح في إيجاد واحدة في وقت سريع وعاد إلى القاهرة مرة أخرى لتصوير فيلمه.

مبينا أن وصوله الثاني إلى مصر كان في نهاية شهر نوفمبر الماضي، عقب ذلك وفي تمام الساعة 9:30 مساءً، وصل برفقة صديقته إلى سور الهضبة، واختبأ في مكان بعيد حتى أتيحت له فرصة تسلل نقاط الحراسة -وصفها بالحرجة-، التي درسها جيدًا، بعدها اختبأ هو وصديقته لمدة ساعة ونصف تقريبًا ثم توجها لتسلق الهرم، واستغرق الأمر 25 دقيقة حتى وصلا إلى قمة هرم خوفو.

وحول شعوره بعد الوصول إلى قمة الهرم نتيجة عملية المراوغة والتسلل، قال المصور الدنماركي: انتابنا –أنا وصديقتي- الشعور بالبهجة لحظة استقرار أقدامنا فوق القمة، وكان الأمر بمثابة تتويج للكثير من العمل والتخطيط الذي استغرق وقتا، فالهرم هو واحد من أكثر المواقع السحرية التي زرتها في حياتي على الإطلاق.

ووصف أندرياس هفيد، فكرة التقاط صورة فوق قمة الهرم بـ"أغبى فكرة" سيطرت عليه رغم الهوس بها، لما يصاحبها من تداعيات خطيرة.

وأوضح أنه كان حريصا على سلامة معدات التصوير التي استخدمها خلال عملية الصعود، وأنه حمل معه هو وصديقته زجاجة «فودكا» للاحتفال بالوصول إلى قمة الهرم.

وفى سؤال طُرح عليه، بشأن إمكانية تكرار زيارته إلى مصر، اعتبر أن تكرار الزيارة مرة أخرى بـ«المخاطرة»، موضحًا أنه زار القاهرة لمشروع معين وقام بتنفيذه.

وأثار نشر الفيديو، موجة جدل وغضب في مصر، وتضاربت الردود الرسمية حول الواقعة، أشرف محيي، مدير منطقة الأهرامات، قاله عنها: إن الصور ومقطع الفيديو المنشور للمصور الدنماركي ليست حقيقية، ومن المؤكد أن تكون قد صممت بطريقة تقنية «فوتوشوب».

وأضاف وقتها، في تصريحات صحفية، أن منطقة الأهرامات مؤمنة بشكل جيد جدا ولا يمكن السماح بحدوث أي مخالفات صغيرة في المنطقة.

وتوافق معه في الرأي، الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بقوله: إن الشاب والفتاة اللذين ظهرا في الصورة ينظران إلى الهرم نهاية الشروق، والشمس لا تشرق من الناحية الغربية، وهو شيء صعب للغاية، وأن هذه الصور «فوتوشوب».

فيما قرر الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إحالة مذكرة عن الواقعة للنائب العام، للتوجيه بالتحقيق في الأمر، للوقوف على الحقيقة واتخاذ الإجراءات اللازمة، تجاه المصور الدنماركي، وإبلاغ سلطات الإنتربول الدولي.
الجريدة الرسمية