رئيس التحرير
عصام كامل

من يختار رئيس أمريكا.. ومظاهرات 11/11؟!


من يختفى وراء ستار مسرح الانتخابات الأمريكية على مدى السنين الماضية!؟ هل الديمقراطية والحرية والأهداف النبيلة التي يتشدق بها الساسة الأمريكان؟ فهم يتحدثون عن الحرية وحقوق الإنسان ويرتكبون على مدى التاريخ أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وضد أبسط صور الحريات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ضرب الأمريكان اليابان بالقنبلة الذرية، وذبحوا وقتلوا مئات الآلاف من الفيتناميين، وقاموا بتدمير أفغانستان والعراق، بل وساندت مغتصب دولة كاملة فلسطين، وفضائح سجون أبوغريب، وجوانتامو... إلخ، ونعود إلى أجمل كرنفال في العالم، كرنفال مبهج، مسلى، وأيضا لا يأتى إلا من تريده الأيادي التي تختفى وراء الستار.


لو عدنا إلى ستينيات القرن الماضى، تم اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي في وضح النهار، يا ترى من القاتل؟ لم يعرف في الأوراق الرسمية، ولكن كل الشواهد تؤكد أن القاتل المخابرات الأمريكية؟ لماذا تم قتل جون كنيدى؟ لأنه كان يتمتع بتوازن في علاقاته وله شعبية رهيبة، فتم قتله وجاءوا بنائبه الوقح ليندون جونسون الذي يعد من أسوأ من حكموا أمريكا، فكان وراء الدعم للكيان الصهيوني في العدوان على مصر والعرب في 5 يونيو 1967، وقبل انتخابات 1968 تم اغتيال روبرت كينيدي المرشح الأقوى للرئاسة، والسبب أنه يشبه شقيقه وكان لابد من قتله.

الغريب تم القبض على الشاب الفلسطينى سرحان بشارة سرحان وألصقوا إليه التهمة، لمجرد أنهم وجدوا كراسة كتب فيها "روبرت كنيدى يجب أن يموت".. وجاء نيكسون الهادئ الخبيث ليهدئ العالم بعد أن أشعلها جونسون، وكلنا نتذكر كارتر الرئيس الأمريكى الضعيف، فكان لابد أن يأتى ريجان العنيف.. إلخ، إلى أن جاء بوش الابن البلطجى، فكان لابد من رئيس موظف، لا يقدم ولا يؤخر ينفذ فقط سياسة المؤسسة، ولكن لم يكن هذا يكفى لشغل العالم، فكان الأسود أوباما، وفعلا انشغل العالم بأول رئيس أسود يحكم أمريكا، قبل ذلك نجح بوش في انتخاباته بالتزوير في الولاية التي كان يحكمها شقيقه.

البعض اندهش من نجاح ترامب، والسؤال: كيف نجح ترامب؟ هل أقنع الأمريكان بأنه الأفضل؟ هل شخصيته وجسارته التي تصل أحيانا للفجاجة أعجبت الأمريكان؟ لماذا ينجح رجل بكل نزواته وسلوكياته الغريبة علنا بلا حياء؟

الإجابة أن هذه الأسباب لا تقنع المواطن باختياره ولا ترجح كفته على أي مرشح آخر، ولكن هل يمكن أن نطرح أسئلة بشكل آخر مثلا، هل هيلارى كلينتون الرئيس المناسب بعد الرئيس السلبى والباهت أوباما؟ هل هيلارى كلينتون قادرة على محو خيبات السياسات الخارجية الأمريكية؟ هل هيلارى هي الرئيس الذي يقنع العالم بمكانة أمريكا واستعادتها لبعض ما فقدته في السنوات التي حكم فيها أوباما! ؟

الإجابة أيضا: "لا".

إذن المرشحان كلاهما لم يكن مقنعا للأمريكان، وهنا لابد لليد التي تختبئ وراء الستار من التدخل، مثلما تدخلت باغتيال الرئيس جون كنيدى، واغتيال شقيقه روبرت كنيدى المرشح الأقوى للرئاسة 68! وهى نفس اليد التي تدخلت لفضح نيكسون واستقالته في عام 74! وأيضا التي جاءت بممثل الكاوبوى ريجان رئيسا، هي نفس الأيادى التي دفعت ببوش الابن للرئاسة ليمارس البلطجة في العالم، وهى التي اختارت أوباما الباهت، والآن أمريكا تحتاج إلى بلطجى آخر حتى ولو بلطجى بلسانه، والأنسب هو ترامب!

ترامب ليس اختيار المواطن الأمريكى بقدر ما هو اختيار المؤسسة القابعة في الظلام، لا أحد يراها أو أحيانا لا أحد يعرفها، ولكنها مؤسسة تحدد أبجديات العمل للموظف القادم لرئاسة أمريكا، بل وتختاره أيضا! على المندهشين لنجاح ترامب أن ينسوا اندهاشهم، ويتعاملوا على أن الموظف الجديد لرئاسة أمريكا اختيار المؤسسة المخابراتية والبنتاجون لتنفيذ سياستهم وأفكارهم الخادمة لمصلحة أمريكا!

ملاحظة: منذ انطلاق الدعوة للتظاهر في 11/11 كتبنا وقلنا لا شىء سيحدث، والإخوان انتهى أمرهم في الداخل، وإن كان الإخوان بالخارج لن يصمتوا لأن سبب بقائهم وخيانتهم لمصر هو الاستمرار في الهجوم علينا ليل نهار، وحدث ما توقعناه، ولكن على الحكومة والداخلية ألا تبالغ في استعداداتها لأى شغب، لأن الشىء الذي يزيد عن حده.. ينقلب إلي ضده.. وتحيا مصر!
الجريدة الرسمية