رئيس التحرير
عصام كامل

ورطة «العائلة المقدسة» في السياحة.. الوزارة تخالف تعليمات مجلس الوزراء.. والكنيسة تنجح في استقدام 200 ألف زائر.. تخفيض ميزانية التطوير تثير الغضب.. وتساؤلات حول تنفيذ خطة الأربع سنوات

فيتو

على مدى سنوات طويلة، بذلت الدولة المصرية جهودا مكثفة لإدراج مسار العائلة المقدسة في مصر، ضمن برنامج حج الفاتيكان، وتوجت تلك الجهود في الرابع من أبريل عام 2017 بمباركة بابا الفاتيكان وإدراج نقاط المسار في برنامج الحج، ورغم أن الجميع توقعوا نشاطا مكثفا لاستغلال تلك الأماكن من جانب وزارة السياحة، ووضعها على رأس المزارات في مصر، لتكون مصدرا مهما لتوفير العملة الأجنبية الصعبة يقصده الملايين من السائحين حول العالم، فإن الوزارة لم تحرك ساكنا على الرغم من إعلان الدكتورة رانيا المشاط، الانتهاء من تجهيز 5 نقاط من مسار العائلة المقدسة، وهي: دير الأنبا بيشوي، ودير السريان، ودير الباراموس بوادي النطرون، ومغارة أبي سرجة والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، ودير العذراء في المعادي "على أن تبدأ الوزارة العمل على تأهيل 3 نقاط أخرى" جبل الطير في المنيا، ودير المحرق بجبل قسقام بأسيوط، ودير السيدة العذراء بجبل درنكة في أسيوط.


المدة المحددة
4 سنوات هي المدة المحددة التي قضتها العائلة المقدسة في مصر منهم 185 يوما في دير المحرق بأسيوط آخر محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، زارت خلالها 30 مدينة في 12 محافظة مختلفة (شمال سيناء القاهرة والجيزة والدقهلية والقليوبية وبورسعيد والشرقية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة وأسيوط والمنيا).

وفي مفاجأة غير متوقعة، قررت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، بداية العام الجاري تخفيض الميزانية المخصصة لتطوير نقاط مسار العائلة المقدسة من 500 مليون جنيه إلى 60 مليون جنيه، وذلك بعدما وافق مجلس الوزراء برئاسة شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء السابق على تخصيص 500 مليون جنيه لتطوير نقاط المسار لاستقبال الوفود السياحية القادمة من كافة دول العالم للتبرك بالزيارة.

وجاء ذلك ضمن المشروع المقدم من الوزارة، وكلف مجلس الوزراء آنذاك، وزيرة السياحة بتشكيل لجنة لرفع كفاءة وتطوير نقاط نقاط المسار في 6 أشهر، إلا أن الوزارة وبشكل مفاجئ قررت تخفيض الميزانية المخصصة للتطوير، وقدمت مشروعًا جديدا بقيمة 60 مليون جنيه لتطوير نقاط المسار وذلك دون إبداء أسباب، مما أثار صخب العديد من خبراء السياحة خاصة أن الدولة بذلت جهودا مضاعفة لإدراج المسار ضمن برنامج حج الفاتيكان.

وتضمن المشروع المقدم من الوزيرة، إلى مجلس النواب طبقا للميزانية الجديدة للتطوير زراعة 300 نخلة وإنشاء 50 برجولة خشبية، ورصف طريق بطول 7 كيلو مترات بوادى النطرون للربط بين أديرة الأنبا بيشوى والبراموس والسريان وإنارتها، وتعليق بعض اللافتات الإرشادية إلى الطريق، مما سيؤدي إلى مضاعفة التوافد الخارجي القادم لزيارة نقاط المسار، خاصة أن الكنيسة تستهدف الوصول إلى مليوني زائر لنقاط المسار خلال العام الجاري، بعد انتهاء عمليات تجهيزه سياحيًا.

6 ملايين جنيه
وخصصت وزارة السياحة 6 ملايين جنيه لتطوير مرسى كنيسة العذراء مريم بالمعادى، وتطوير الحديقة المجاورة للكنيسة، وتحويلها إلى جراج انتظار حافلات سياحية، إلا أن محافظة القاهرة رفضت تسليم الأرض للوزارة بحجة الاتجاه لتحويلها إلى إستاد رياضي لأبناء المنطقة.

من جانبه قال نادر جرجس، منسق زيارات مواقع العائلة المقدسة: إن المواقع الخمس وهي: "دير الأنبا بيشوي ودير السريان ودير الباراموس بوادي النطرون، ومغارة أبي سرجة والكنيسة المعلقة بمصر القديمة، ودير العذراء في المعادي"، والتي أعلنت وزارة السياحة عن انتهاء عمليات تأهيلها ورفع كفاءتها لم تجر لها أي تحديثات، حيث تفتقد تلك المواقع إلى وجود حمامات مؤهلة لاستقبال السائحين، وتكييفات وكافيتريات ومراكز طبية لاستقبال المرضى، خاصة أن أكثر من 80% من زوار المسار من المرضى والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن جاءوا للتبرك بالزيارة ومناطق انتظار حافلات سياحية، وتلك النوعية من السائحين تحتاج إلى احتياجات محددة، يجب توفيرها في مناطق الزيارة، ومد مخرج ومدخل محطة مترو الأنفاق "ماري جرجس" خاصة أنه يقع داخل المزار السياحي وهو منظر لا يليق بمنطقة سياحية.

الإيرادات
وعن إيرادات السياحة الدينية لزوار نقاط مسار العائلة المقدسة، أوضح منسق زيارات مواقع العائلة المقدسة، أن تكلفة إنفاق سائحي المسار تعادل 4 أضعاف السياحة الشاطئية، وأن مصر استقبلت العام الماضي 200 ألف زائر، وتستهدف الوصول إلى مليوني زائر خلال العام الجاري في حال الانتهاء من تجهيز نقاط المسار، مؤكدا أن السياحة الدينية تعتبر من أكثر أنواع السياحة توفيرا لفرص العمل، حيث يحتاج السائح إلى فنادق وانتقالات وبازارات لشراء الهدايا، وكافيتريات لشراء متطلباته، ومراكز طبية للعلاج، وغيرها من احتياجات أخرى تحتاج إلى أيدي عاملة، خاصة أن غالبية تلك النقاط تقع في محافظات الصعيد، مما سيؤدي إلى انتشار فرص العمل، وأشار إلى أن جميع الزيارات التي تمت لنقاط المسار جاءت بجهود ذاتية من الكنيسة وليس لوزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة أو مكاتبها الخارجية دور في عمليات الترويج، مطالبا بوجود قسم خاص بخطة الترويج لنقاط مسار العائلة المقدسة، باعتباره مصدرا مهما للعملة الصعبة.
الجريدة الرسمية