رئيس التحرير
عصام كامل

أسبوع رئاسي عربي.. السيسي يشارك في قمة القدس.. يبحث توحيد الصف العربي وحل أزمات الشرق الأوسط مع قادة العرب.. يلتقي رئيسي أورانچ وبوينج.. ويكلف الحكومة بتطوير منظومة شبكات الكهرباء

فيتو

تصدرت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية أحداث الأسبوع الرئاسي حيث وصل الرئيس، السبت الماضي، مدينة الظهران، جنوب الدمام؛ للمشاركة في القمة العربية العادية في دورتها التاسعة والعشرين والتي جاءت بالتزامن مع المواجهات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والضربات على سوريا.


فلسطين
واستقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بمدينة الدمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكدا على ما يربط الشعبين المصري والفلسطيني من روابط تاريخية وقوية، واستمرار مصر في بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وعلى ضرورة المضي قدمًا في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والعمل على التغلب على جميع الصعوبات بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطيني.

تقدير مصر
وأعرب الرئيس الفلسطيني من جانبه عن خالص التقدير لجهود ومواقف مصر التاريخية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، وما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة، كما أكد الرئيس محمود عباس حرصه على مواصلة التشاور والتنسيق المستمر مع مصر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشهد اللقاء تباحثًا حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، كما تمت مناقشة المستجدات على صعيد عدد من الملفات العربية والإقليمية، وذلك في إطار التنسيق والتشاور الدوري بين الرئيسين.

ليبيا
كما التقى الرئيس السيسي بمقر إقامته بمدينة الدمام فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، مشددا على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة التوصل إلى حل للأزمة الليبية بالمسار السياسي، لافتًا إلى أهمية المضي قدمًا في جهود التسوية السياسية، والعمل على مساندة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في مهمته، واستكمال التوافق حول مختلف القضايا المعلقة، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق ويحفظ سيادته وسلامته الإقليمية.

كما دعا الرئيس الأطراف الليبية كافة إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا والاستقرار في بلادهم فوق كل المصالح الضيقة، والتركيز على إعادة بناء مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات خلال العام الجاري.

وأعرب فايز السراج عن تقديره العميق للجهود المصرية الرامية للتوصل إلى توافق ليبي وطني إزاء مختلف القضايا العالقة، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة واستعادة الاستقرار في ليبيا، مشيرًا في هذا الصدد إلى خصوصية العلاقات المصرية الليبية وعمق الروابط التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وشهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولا سيما من خلال عقد اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة قريبًا لاستكمال مناقشة القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.

بناء الجيش الليبي
كما تم استعراض الجهود الجارية لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا وما تم تحقيقه من تقدم في هذا المسار، حيث تم التأكيد على أن مساعي مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية هدفها التوصل لصيغة عملية تساهم في صون المؤسسات الليبية الوطنية واستئناف الحوار استنادًا إلى المرجعية السياسية المتوافق عليها والمتمثلة في اتفاق الصخيرات.

قمة القدس
وشارك الرئيس السيسي في أعمال القمة العربية العادية الـ29 «قمة القدس»، والتي عقدت برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأقرت القمة مشاريع القرارات التي كانت مدرجة على جدول أعمالها، وتتضمن 18 بندا تتناول مختلف الملفات والقضايا العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما صدر عن القمة «إعلان الظهران» الذي يعكس وجهة نظر القادة العرب في جميع الملفات المتعلقة بقضايا المنطقة.

وألقى الرئيس السيسي، كلمة خلال القمة العربية المنعقدة بالمملكة العربية السعودية، قائلا: إن القمة العربية تنعقد اليوم في ظل تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها، وتستهدف وحدة وتماسك الدول العربية وسلامة أراضيها وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العليا فهناك دول إقليمية تهدد حقوق الجوار، وتعمل على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول الحدودية.

كما استعرض الرئيس السيسي الرؤية المصرية تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

تونس
كما التقى الرئيس، على هامش أعمال القمة العربية بالرئيس التونسي «الباجي قايد السبسي» الذي هنأ الرئيس بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، مشيرًا إلى ما تعكسه نتائج الانتخابات من ثقة كبيرة يحظى بها الرئيس لدى الشعب المصري.

كما أشاد الرئيس التونسي باستعادة مصر لدورها الرائد والفعّال على الصعيد الإقليمي وما لذلك من انعكاسات مستقبلية إيجابية على العمل العربي المشترك وجهود التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، وذلك بعد ما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية.

وأعرب الرئيس عن تقديره لتهنئة الرئيس التونسي، مؤكدًا اعتزاز مصر بما يربطها بتونس من روابط وعلاقات قوية ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص القاهرة على تطوير أطر التعاون القائمة مع تونس في مختلف المجالات، فضلًا عن تكثيف التشاور بين البلدين إزاء الأزمات القائمة بالمنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بالأزمة الليبية.

وأشار إلى أن مصر حريصة على الاضطلاع بمسئولياتها تجاه الوطن العربي ومواصلة دورها التاريخي الذي لم ولن تتخلى عنه أبدًا.

لبنان
كما التقى الرئيس السيسي على هامش أعمال القمة بالرئيس اللبناني ميشال عون. وأكد خلال اللقاء حرص مصر على تطوير العلاقات الخاصة والمتميزة التي تجمعها بلبنان، والارتقاء بالتعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات، وأشار الرئيس إلى أن التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم العربي تستدعي العمل على تكثيف التشاور، والتنسيق بين البلدين خلال الفترة القادمة إزاء الأزمات والمخاطر القائمة.

وأشاد ميشال عون الرئيس اللبناني بدور مصر المحوري على صعيد تعزيز العمل العربي المشترك، والحفاظ على تماسك الوطن العربي والتصدي لما يتعرض له من مخاطر، لافتًا إلى ما تمثله مصر من دعامة للأمن والاستقرار بالمنطقة، واعتزاز بلاده بالعلاقات القوية والوثيقة التي تربط الشعبين المصري واللبناني، مشيرًا إلى أهمية العمل على تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة.

كما شهد اللقاء تباحثاً حول التطورات على صعيد عدد من الملفات الإقليمية، وخاصةً فيما يتعلق بمستجدات الأزمة السورية وسبل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق.

اليمن
كما التقى الرئيس السيسي بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبحثا مستجدات الوضع في اليمن، وأكد الرئيس موقف مصر الثابت المساند للحكومة الشرعية في اليمن، ودعمها لوحدة الدولة اليمنية وسلامتها الإقليمية، فضلا عن مواصلة مصر جهودها لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أبناء اليمن وتوفير الدعم لهم.

وعبر الرئيس اليمني عن امتنانه لمواقف مصر حكومةً وشعبًا الداعمة للشعب اليمني وشرعيته في هذه المرحلة المصيرية، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون الذي يدفع قدمًا بالعلاقات التاريخية بين البلدين.

درع الخليج
كما شارك الرئيس السيسي، بالحفل الختامي لتمرين «درع الخليج المشترك 1»، الذي عقد بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور عدد من قادة وزعماء الدول المشاركة في التمرين.

الصومال
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الذي أعرب عن تقديره للعلاقات التاريخية التي تجمع بين الدولتين الشقيقتين، مشيدًا بدور مصر في مساندة الصومال ودعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار فيه.

وأكد الرئيس الصومالي حرص بلاده على استمرار التنسيق والتشاور مع مصر إزاء مختلف القضايا، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.

وتناول الاتصال الهاتفي آخر تطورات الأوضاع الداخلية في الصومال، حيث استعرض الرئيس الصومالي الخطوات التي تقوم بها الحكومة الصومالية لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال، والتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهه.

أورانج
كما التقى الرئيس السيسي، ستيفان ريتشارد رئيس مجلس إدارة شركة «أورانچ» الفرنسية الرئيس التنفيذي للشركة، وذلك بحضور المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأشاد الرئيس بالتعاون القائم مع شركة أورانچ منذ انطلاق عملها في السوق المصرية منذ أكثر من 20 عامًا، وما تتمتع به من سمعة جيدة لدى المصريين، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون مع الشركة في مختلف المجالات وزيادة حجم استثماراتها في مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار خطة الدولة للتحول إلى المجتمع الرقمي.

كما أشار الرئيس إلى أن مصر أطلقت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تحقيق نقلة نوعية في المجتمع المصري عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات، منوهًا في هذا الصدد إلى افتتاح مناطق تكنولوجية في عدد من المحافظات المصرية.

«بوينج» العالمية
كما التقى الرئيس السيسي مارك ألين رئيس شركة «بوينج» العالمية، بحضور شريف فتحي وزير الطيران المدني.

وأعرب الرئيس عن تقديره للتعاون القائم بين مصر وشركة «بوينج» العالمية، باعتبارها شركة رائدة عالميًا في صناعات الطائرات التجارية والعسكرية وأنظمة الأمن والفضاء، مشيرًا إلى حرص مصر على تطوير هذا التعاون في ظل ما تتمتع به الشركة من سمعة متميزة، وبما يساهم في تحقيق المصلحة المشتركة للجانبين.

وأكد الرئيس انفتاح مصر وتطلعها للتعاون مع شركة «بوينج» وزيادة نشاطها في مصر في جميع المجالات ذات الصلة بنشاط وخبرة الشركة، بما في ذلك التعليم والتدريب الفني.

منظومة الكهرباء
كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإسراع في استكمال خطة الارتقاء بمنظومة الكهرباء في مصر وتطوير بنيتها التحتية، وذلك في إطار خطة الإحلال والتجديد الشاملة التي تنتهجها الدولة لمحطات توليد الكهرباء على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى ما يمثله ذلك من استثمار مستقبلي في قطاع الكهرباء يضمن توفير الطاقة للأجيال القادمة وكذا لجهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.

كما وجه الرئيس بأن يتم تنفيذ جميع المشروعات المتعلقة بقطاع الكهرباء وفقًا لأعلى المعايير الدولية وأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، فضلًا عن المضي قدمًا في تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، لا سيما في ضوء ما تحققه من مصالح متبادلة وحسن إدارة الطاقة الكهربائية لتعظيم الاستفادة منها على مدار العام سواء بالاستهلاك المحلى أو التصدير فيما بين الدول التي تتصل بشبكات الربط.

لقاء المفكرين
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بحضور عدد من أعضائه من الشخصيات الدولية البارزة، منهم الرؤساء السابقون لكل من بنين ورومانيا وألبانيا وفنلندا وصربيا، ورئيس وزراء البوسنة والهرسك السابق، فضلًا عن عدد من الوزراء والشخصيات البارزة وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس ألقى كلمة في بداية الاجتماع، رحب خلالها باللقاء السنوي مع أعضاء مجلس أمناء المكتبة، مشيرًا إلى ما تمثله المكتبة من نموذج لمؤسسة العلم والثقافة، وترسيخ قيمة المعرفة في وقت يواجه فيه العالم تحديات جسيمة، وتعاني المنطقة العربية مشكلات حادة.

وأضاف الرئيس أن ما يواجهه العالم من تحديات يأتي في مقدمتها الإرهاب الذي يريد أن يهدم أسس المدنية والحضارة، وأن مصر تحارب تلك الظاهرة دفاعًا عن وطن يتسم بالتسامح والتعددية وعن المنطقة العربية والعالم بأسره، مؤكدًا أن مواجهة صناعة التطرف فكريًا تعد ضرورية لتحصين الشباب من الاتجاهات الفكرية والنفسية التي تدفع نحو السير على طريق الموت والإرهاب، مؤكدًا في هذا الإطار أهمية الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية لمواجهة التطرف، بهدف تكوين وعي إنساني، يتسم بروح التنوير، ورجاحة الفكر، وإنسانية النظرة.

الجريدة الرسمية