رئيس التحرير
عصام كامل

نزيف الأطباء.. متى يتوقف؟!

 هجرة الأطباء المصريين للخارج ظاهرة قديمة شأنها شأن هجرة العقول النابهة في العالم الثالث، مما يشكل نزيفًا مستمرًا للكفاءات الطبية التي تمثل عصب النظام الصحي في مصر، وسواء صحت الأرقام التي جرى تداولها أخيرًا على منصات التواصل الاجتماعي حول استقالة 117 طبيبًا بالإسكندرية أو لم تكن صحيحة فلن يغير ذلك من الأمر شيئًا، فذلك لا ينفي وجود أزمة حقيقية ونقص حاد في الأطقم الطبية (أطباء وممرضين) في المحروسة قياسًا بالمعدلات العالمية.


وللأسف لا تجري مناقشات جادة وموضوعية تعالج جذور المشكلة بحياد وبطريقة علمية، خلافًا لما شاهدناه أمس الأول في أحد البرامج الفضائية وهو ما إشتم منه البعض هجومًا مبطنًا على الأطباء الذين قدموا استقالاتهم في الإسكندرية، وهو ما سيعقبه هجرة للخارج بحثًا عن أجواء عمل أفضل.. 

إذ ركز مذيع البرنامج على حق البلاد على أبنائها المهاجرين فيما وصلوا إليهم ومن حقها حسب المذيع أن تسترد ما أنفقته على تعليمهم بصرف النظر عن صعوبة ظروف العمل المحيطة بهم..

الأمر الذي يعني أننا في حاجة لمؤتمر قومي جامع تشارك في تنظيمه نقابات المهن الطبية بدعم كاف من الجهات الحكومية المهنية بحضور تمثيل برلماني وإعلامي وممثلي المجتمع المدني للحفاظ على ما تبقى من كوادر طبية في البلاد.. وكفانا نزيفًا وخسائر في أهم ما تملكه مصر؛ كوادرها البشرية المتميزة.


أما هجرة الأطباء فتتعدد أسبابها وتتشابك دوافعها، لكن الأكيد أن تداعياتها فادحة على الوطن، ويترتب عليها خسائر فادحة على المستويين الاقتصادي والإنساني، ما يفرض ضرورة البحث الجاد عن حلول حقيقية ومستدامة لها.


أما أهم أسباب هجرة الأطباء فتتمثل في ضعف الرواتب وسوء بيئة العمل؛ فالطبيب المصري يتقاضى راتبًا لا يتناسب مع حجم مسئوليته ولا عدد سنوات دراسته وتدريبه، ما يدفع الكثيرين للبحث عن فرص أكثر عدلًا في دول الخليج وأوروبا. 

كما تعاني بيئة العمل في المستشفيات الحكومية نقص الإمكانيات، وضغط العمل الهائل، وغياب التأمين على الحياة في ظل الاعتداءات المتكررة من بعض المرضى وذويهم ناهيك عن غياب التقدير المهني والمعنوي.


ورأيي أنه لا لوم على شباب الأطباء إذا سعوا للالتحاق بمنظومات صحية أكثر تقدمًا تمكنهم من الحصول على تدريب متطور وشهادات معترف بها عالميًا بعدما أصاب الشهادات المصرية من تراجع في المكانة عالميًا، ناهيك عن ضعف المنظومة الصحية والإدارية للقطاع الصحي الذي يعاني بيروقراطية قاتلة، ونقصًا في التخطيط والتطوير المستمر، ما يولّد إحباطًا لدى الأطباء، خاصة الجدد.


النزيف في الكوادر الطبية المؤهلة مؤلم؛ ذلك أن ما يقرب من 60% من الأطباء المسجلين في النقابة غير عاملين داخل مصر، وهو ما يهدد الأمن الصحي ويقلل من عدد الأطباء المتاحين لخدمة المواطنين، خاصة في القرى والمناطق النائية ناهيك عن خسارة الدولة التي أنفقت أرقامًا كبيرة على تعليم هؤلاء الذين يغادرون المنظومة الطبية تباعًا، حيث تكلف دراسة الطبيب الواحد مئات الآلاف من الجنيهات، مما يعني أن هجرتهم تمثل خسارة مباشرة للمال العام.


لا شك أن نقص الأطباء يؤدي إلى ارتفاع ضغط العمل على الباقين، وانخفاض جودة الرعاية الصحية المقدمة، وزيادة نسب الأخطاء الطبية وهو ما تعاني منه مستشفياتنا لا سيما الحكومة بشدة
وحتى نوقف هذا النزيف فلا مفر من تحسين الأجور والمزايا المالية للأطباء بما يتناسب مع تكلفة المعيشة وجهدهم المهني وتوفير حوافز مالية للمتميزين، ومكافآت للالتحاق بالمناطق النائية مع تمكينهم من نظام تأمين صحي شامل لهم ولأسرهم على السواء.. 

ناهيك عن تطوير بيئة العمل عبر تحديث البنية التحتية في المستشفيات الحكومية وتجهيزها بالتقنيات اللازمة وتقليل الضغط وعدد ساعات العمل الطويلة غير المنضبطة وسن قوانين تضمن حماية الأطباء من الاعتداءات داخل أماكن عملهم.

 


لا شك أن التقدير المهني والمعنوي للأطباء وإطلاق برامج تكريم وتقدير دوري للمتميزين منهم، وإشراكهم في صناعة القرار الطبي داخل منشآتهم وتحسين الصورة الإعلامية للطبيب في المجتمع توفير فرص التدريب والتعليم المستمر ودعم الأطباء للحصول على زمالات وشهادات متقدمة داخل وخارج مصر.. سوف يخلق بيئة جاذبة لشباب الأطباء فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن يتسع الخرق على الراتق؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية