صلاح أسطورة مهما فعلوا!
ما جرى حول محمد صلاح في الأسابيع الأخيرة لا يمكن اختزاله في خلاف فني عابر مع مدربه، ولا في نقاش طبيعي حول أدواره داخل الملعب، لأن حجم الضجيج، وطبيعته، وسرعة تحوله إلى تشكيك في التاريخ والمكانة، كلها مؤشرات على أن القضية أوسع من مجرد كرة قدم.
حين تتحول مسألة فنية محدودة إلى سردية تتحدث عن انتهاء لاعب، وتراجع قيمته، وأنانيته، يصبح من الضروري التوقف أمام السياق الذي وُلدت فيه هذه السردية، ومن المستفيد من انتشارها.
محمد صلاح ليس لاعبًا عاديًّا في سوق كرة القدم الحديث، بل حالة جماهيرية نادرة. قيمته لا تتوقف عند أرقامه داخل الملعب، بل تمتد إلى كونه لاعبًا يملك جمهورًا ثابتًا وعابرًا للحدود، يتابعه أينما لعب، ويمنح النادي الذي يرتدي قميصه حضورًا تسويقيًّا واستثنائيًّا لا يُشترى بسهولة.
هذه الخصوصية هي ما جعلت محاولات استقطابه في 2023 تتجاوز المنطق الرياضي التقليدي، وتتحول إلى رهان استراتيجي ضمن مشروع ترفيهي ورياضي ضخم، سعى إلى شراء الشرعية والاهتمام العالمي عبر الأسماء الكبيرة.
لكن الإشكالية الجوهرية في ذلك المشروع كانت دائمًا أن أغلب نجومه جاءوا في مراحل متأخرة من مسيرتهم، بما يجعل الزخم المصاحب لهم مؤقتًا بطبيعته. وجود محمد صلاح كان سيكسر هذه القاعدة، لأنه لاعب في ذروة تنافسيته، يقدّم أعلى مستوياته في أقوى دوري في العالم، ويملك قاعدة جماهيرية لا تعتمد على الحملات الإعلامية، بل على تراكم إنجازات حقيقية.
لهذا السبب تحديدًا، لم يكن رفضه مجرد فشل تفاوضي، بل ضربة رمزية لمشروع اعتاد أن يحوّل المال إلى قبول عام.
من هنا يصبح من المنطقي قراءة ما تلا ذلك الرفض في ضوء أوسع. فالعالم الرقمي لم يعد ساحة تعبير عفوي فقط، بل مجالًا للصراع المنظم على الصورة والسمعة، وهو أمر وثقته تقارير وتحقيقات دولية تحدثت عن استخدام ممنهج للسوشيال ميديا في صناعة الإجماع أو تشويه الخصوم، عبر حسابات منسقة، ومؤثرين، وضخ روايات محددة في توقيتات حساسة.
حين نضع هذه الخلفية جنبًا إلى جنب مع موجة الهجوم الأخيرة على صلاح، يصبح السؤال المشروع: هل ما حدث كان نقدًا رياضيًّا بريئًا، أم جزءًا من إعادة صياغة متعمدة لصورة لاعب رفض الانخراط.
اللافت أن الحملة لم ترتكز على أرقام أو أداء فعلي. فمحمد صلاح، رغم كل الجدل، ظل من أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي تأثيرًا، وكان عنصرًا حاسمًا في تتويج ليفربول، وتفوقه على منافسين مباشرين. غيابه عن بعض اللحظات أو جلوسه على الدكة لم يكن كافيًا منطقيًّا لتفسير حديث واسع عن نهاية أسطورة، خاصة في رياضة اعتادت أن تحاكم اللاعبين بلغة الأرقام لا الانطباعات.
هذا التناقض بين الواقع الفني والسردية المتداولة هو ما دفع الصحافة الإنجليزية نفسها إلى التساؤل عن أسباب تضخيم الأزمة وتحويلها إلى قضية رأي عام.
تعامل محمد صلاح مع الموقف كشف قدرًا كبيرًا من الوعي. لم يدخل في سجال مفتوح، ولم يرد على كل اتهام، لكنه أشار بوضوح إلى وجود رغبة داخل النادي في رحيله، واضعًا النقاش في إطاره الحقيقي: صراع مصالح، لا أزمة أخلاق أو التزام.
ثم جاء الرد الأوضح في الملعب، حيث أكد مرة أخرى أن تأثيره لا يُقاس بعدد الدقائق، بل بقدرته على تغيير مسار المباريات، وصناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، وهو ما أجمعت عليه الصحافة عقب ظهوره الأخير.
في المحصلة، ما تعرض له محمد صلاح يكشف عن إشكالية أعمق في كرة القدم الحديثة، حيث لم يعد الصراع محصورًا داخل المستطيل الأخضر، بل امتد إلى الفضاء الرقمي، وإلى معارك السرد والرمزية.
والدرس الأهم هنا أن الأساطير الحقيقية قد تُستهدف، وقد تُحاصر بالضجيج، لكنها لا تُمحى إلا حين تتوقف عن العطاء. ومحمد صلاح، حتى الآن، يثبت أن قيمته أبعد من أي جدل، وأن التاريخ لا يُكتب بالحملات، بل بما يحدث حين تبدأ المباراة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
