55 عاما على ناصر.. ما له وما عليه
بعد مرور خمسة وخمسين عامًا على رحيل جمال عبد الناصر ما زال اسمه حاضرًا بقوة في وجدان المصريين والعرب، فقد غادر الحياة في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 بعد أن أنهى أعمال قمة عربية طارئة بالقاهرة، وكأنه كان يسابق القدر ليطفئ نار الفتنة قبل أن يودع الدنيا.
رحل جسده، لكن أثره لم يرحل، فهو عند الملايين رمز للكرامة والعدالة الاجتماعية وحلم الوحدة الذي لم يكتمل، وقائد صنع مرحلة من أعمق المراحل في تاريخ مصر والعالم العربي.
خرج عبد الناصر من بيت متواضع في حي باكوس بالإسكندرية، من أسرة صعيدية بسيطة كان والده موظفًا بالبريد، لكنه حمل منذ صباه همّ الوطن، فآمن أن التحرير لا يصنعه الكلام بل الفعل. التحق بالكلية الحربية بعد أن رفض في البداية بسبب مشاركته في المظاهرات وخلفيته الاجتماعية المتواضعة..
ليبدأ رحلة عسكرية ونضالية امتدت من حرب فلسطين 1948 حتى تنظيم الضباط الأحرار الذي فجر ثورة 23 يوليو 1952 وأسقط الملكية وأعلن ميلاد الجمهورية، فدخلت مصر مرحلة جديدة من الاستقلال السياسي والاقتصادي.
كانت العدالة الاجتماعية جوهر مشروعه القومي، فأصدر قوانين الإصلاح الزراعي ووزع الأرض على الفلاحين، وفتح أبواب التعليم المجاني حتى غدت الجامعة حلمًا ممكنًا للفقراء قبل الأغنياء، وأتاح الرعاية الصحية والدعم والتموين والجمعيات الاستهلاكية، فصار صوتًا للفقراء وحبيبًا للملايين.
أنشأ السد العالي رمز الإرادة الوطنية المستقلة، وأمم قناة السويس متحديًا القوى الكبرى، وأقام نهضة صناعية واستراتيجية كبرى، واعتنى بالعلم والفن فأقام لهما أعيادًا، واختار لوزارته رجالًا أقوياء ينهضون بمشروع أمة لا مجرد إدارة دولة. وبفضل إعادة بناء الجيش بعد النكسة، خاضت مصر حرب الاستنزاف التي مهدت لانتصار أكتوبر 1973.
غير أن مسيرته لم تخلُ من أخطاء جسيمة تركت أثرًا عميقًا في الوجدان، فقد أخفق في إقامة حياة ديمقراطية سليمة تُحصّن التجربة، وتركزت السلطة في يديه دون مؤسسات سياسية متينة، كما منح عبد الحكيم عامر صلاحيات واسعة قادت إلى نكسة 1967 التي كسرت قلب الأمة وأوجعتها..
واستنزفت حرب اليمن طاقة مصر ومواردها، وتعثرت تجربة الوحدة العربية بانفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، فعاش ناصر آخر أيامه مثقلًا بآلام الفرقة وضعف العرب وعجزهم عن التوحد في وجه التحديات الكبرى.
كانت جنازته واحدة من أضخم ما شهد التاريخ، خرجت فيها ملايين المصريين والعرب في مشهد مهيب يودّعون زعيمهم بالدموع والصدمة. ترك عبد الناصر إرثًا متناقضًا يجمع بين إنجازات صنعت مجدًا وكرامة، وأخطاء جسام أوجعت الذاكرة ودعت إلى العبرة.
وإذا كان السادات قد حاز قرار الحرب والسلام، فإن ناصر هو الذي أعاد بناء الجيش وصاغ ملحمة الاستنزاف. وبعد خمسة عقود ونصف، نستعيد سيرته لا لنمجده بلا وعي ولا لننقده بلا إنصاف، بل لندرك أن القادة الكبار يتركون من بعدهم دروسًا تضيء للأمة حاضرها وتلهمها مستقبلها..
إن عبد الناصر سيظل -مهما اختلفت الرؤى حوله- جزءًا أصيلًا من الذاكرة الحية لمصر والعرب.
ما زلت أتذكر عبارة مؤلمة قالها ناصر: "مزايدات العرب وتفرقهم جاب لنا أمراض نفسية أكثر من الإسرائيليين".. رحم الله زعيم مصر الخالد جمال عبد الناصر!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
