رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة العمر التي لا تُنسى (1)

18 حجم الخط

في محطات كل إنسان محطات مهمة لا يمكن أن ينساها أبدًا، ومن تلك المحطات التي لن أنساها ما حييت رحلة جريدة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة التي بدأت عام 1968.  ومن خلالها سافرت إلى 6 دول أوروبية لأول مرة في حياتي بعد التحاقي للعمل بها فور تخرجي في كلية إعلام القاهرة 1976.. ويا لها من فوائد عديدة!

سيظل السؤال: كيف أسهمت جريدة الجمهورية عبر تاريخها في ترسيخ صورتها كصوت وطني لا يُنسى، وإلى أي مدى صنعت رحلة أوائل الجمهورية حلمًا تتوارثه الأجيال عامًا بعد عام؟ وكيف أسهمت هذه الرحلات في إطلاع الطلاب على ثقافات أخرى وتجارب نجاح في الخارج لتكون مصدر إلهام لهم في المستقبل؟ 

وماذا لو لم يجد هؤلاء الأوائل تلك النافذة المبكرة على العالم، هل كانوا سيحققون النجاح ذاته؟ وأي أثر تركته لقاءاتهم مع قادة ورؤساء في وجدانهم، وكيف حفزتهم على الطموح العالمي؟ 

رحلة الأوائل لم تكتف بإطلاع الأوائل على مشاهدات وعجائب تأثر بها من قبلهم أحد رواد النهضة الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي بل أدرجت على أجندتها أيضًا زيارات لمشروعات قومية داخل مصر، ليوازن الطالب بين ما يراه في الخارج وما يتحقق في وطنه؟ ثم إلى أي مدى أسهم الجنود المجهولون من صحفيين ومديرين في صناعة هيبة الجريدة واستمرار رسالتها؟

لا شك أن للجمهورية تاريخًا صحفيًا عريقًا منذ صدور عددها الأول في 7 ديسمبر 1953؛ فهي جريدة الثورة وصوت الشعب، وقد خطّت على صفحاتها أقلام لامعة وشخصيات تاريخية بارزة، من بينهم الرئيس الراحل أنور السادات الذي روى بنفسه قصة الجمهورية؛ الثورة والجريدة.

لقد تميّزت الجمهورية بشخصية صحفية متفردة وبصمة راسخة في عالم صاحبة الجلالة، وكانت صاحبة السبق في تنظيم رحلة أوائل الجمهورية في الثانوية العامة؛ إذ بدأت أولى رحلاتها إلى بيروت عام 1968، ثم اتسعت الرحلة لتشمل ست دول أوروبية هي: فرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا، وألمانيا، واليونان، وبلجيكا.

وكان من بين أوائل الثانوية الذين شملتهم هذه الرحلات نابهون صاروا فيما بعد رموزًا في المجتمع، من أساتذة وأطباء وسفراء، بل ومن بينهم وزير الخارجية الحالي الدكتور بدر عبد العاطي، الذي يفاخر بانتمائه إلى أسرة من الطبقة الوسطى، ولا يزال يذكر بامتنان الصحفي الراحل الكبير إسماعيل الشافعي نائب رئيس التحرير ورئيس قسم الأخبار في عهد الكاتب الصحفي الكبير محسن محمد، وقد تولّى الشافعي بعناية فائقة تنظيم هذه الرحلات لسنوات طويلة، حتى رحل عن دنيانا بعد مشوار مهني حافل بالعطاء.

وقد عُرف الشافعي بدقته وحرصه، فكان يختار خبيرًا من وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى صحفيين شباب من الجمهورية، لاصطحاب الأوائل في رحلة تستمر نحو 40 يومًا، ببرنامج متكامل يجمع بين الثقافة والمعرفة والترفيه وزيارة المعالم المهمة. وأتذكر أن رئيس النمسا فالدهايم استقبل الأوائل وأجرى معهم حوارًا مطولا كنت مشاركًا فيه.

وكانت هذه التجربة الفريدة تغسل عناء الدراسة، وتُحفّز الطلاب من الأجيال التالية على مضاعفة الجهد لنيل شرف السفر ضمن رحلة الأوائل.

وما زالت ذاكرتي عامرة بذكريات حلوة لتلك الرحلة التي عاصرتها منذ التحاقي بالعمل محررًا في الجمهورية عام 1976، بتوجيه من الكاتب الكبير محسن محمد، الذي دفع بي إلى قسم الأخبار برئاسة الأستاذ إسماعيل الشافعي آنذاك. وعلى يديه تعلمت الكثير في بدايات مسيرتي المهنية؛ فمن لم يبدأ محررًا للأخبار أو مندوبًا بالوزارات فقد فاته الكثير من أصول المهنة. 

وكان الشافعي قدوة في الانضباط والتفاني؛ يسبق المحررين حضورًا، ولا يغادر حتى يطمئن إلى تغطية جميع الوزارات والهيئات. وإلى جانبه برز جندي مجهول لا يقل أثرًا، هو الأستاذ ناجي قمحة، مدير التحرير ورئيس التحرير التنفيذي مع كل رؤساء التحرير الذين تولوا رئاسة تحرير الجمهورية، وكان عمودًا أساسيًا في إخراج الجريدة ونجاحها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية