رحلة العمر التي لا تُنسى (2)
كلما تورادت لخواطري لحظات العمر الجميل مع رحلة أوائل الثانوية التي تنفرد بها جريدة الجمهورية بين سائر الصحف العربية ثارت أسئلة مهمة مثل: ألم يكن سرّ تميّز الجمهورية أنها جعلت من حبرها جسورًا تُعبر بها أجيال من الطلاب نحو التفوق؟
وكيف استطاعت أن تربط وجدان قرائها الصغار والكبار بصفحاتها، حتى غدت كل صفحة منها نافذة على الأمل، وكل سطر مشعلًا لطريق النجاح؟ أليس ملحق التعليم المتميز هو الشاهد الأعظم على هذا الدور، وقد تحوّل إلى مرشد أمين ودليل موثوق، به يجد الطالب حلًّا لأسئلته، وبصيرةً تعينه على اجتياز امتحاناته، وكأنه مفتاح سحري لأبواب المستقبل؟
ألا يحق لطلاب اليوم أن يتساءلوا: أليست تلك الروح هي التي جعلت من جريدة الشعب صديقةً للعلم وحاضنةً للأحلام؟ وهل يمكن للصحافة الحديثة أن تستعيد هذا الدور الملهم وسط طوفان الإعلام الرقمي؟
ولم تكن رحلة أوائل الثانوية العامة وحدها علامة الجمهورية، بل تعددت علامات تميّزها. فقد سبقت غيرها إلى التحول الرقمي في عهد الكاتب الكبير سمير رجب، الذي خطّ بيده أول بريد إلكتروني في الصحافة المصرية بتاريخ 23 ديسمبر 1999 تحت مقاله الشهير خطوط فاصلة.. كان هذا المقال بكبسولاته الصاخبة يثير دويًّا هائلًا في الأوساط السياسية ويحرّك المسؤولين وصنّاع القرار، متقدّمًا بذلك على كل الصحف المنافسة.
وعندما توليت رئاسة مجلس إدارة دار التحرير (الجمهورية) عام 2009، وحتى قدّمت استقالتي بعد أحداث يناير 2011، لم أتأخر عن دعم المؤسسة بأحدث أدوات العصر؛ فأنشأت قطاعًا لتكنولوجيا المعلومات بقيادة زملاء أكفاء على رأسهم سعد سليم ومحمد الشرقاوي، ليكون مظلة لكل ما يتعلق بالخدمات الرقمية.
وكان قسم الخدمات الصحفية المتميزة (139 جمهورية) نموذجًا رائدًا في "صحافة المواطن"، حيث شارك القراء بصناعة الخبر والتحقيق والتقرير وحتى الحوادث، قبل أن تصل للأجهزة الرسمية نفسها، وذلك عبر الهاتف، أي قبل أن يتربّع المحمول وتطبيقاته على عرش الإعلام. وقد وثّقت الزميلة د. عزة قاعود هذه التجربة في كتابها "رحلتي من القلم إلى الموبايل"، مشيرة إلى تأسيس "تحرير أون لاين" كبوابة إلكترونية سبّاقة للجمهورية. والسؤال الذي يظل عالقًا حتى اليوم: أين ذهب (139 جمهورية) هذا القسم المتميز ورقمه؟
إن الجمهورية بحق جريدة تاريخية في نشأتها وتطورها، وأكثر الصحف ارتباطًا بالزعماء؛ منذ أن وقّع الرئيس جمال عبدالناصر طلب إنشائها وكتب افتتاحيتها الأولى، مرورًا بالرئيس أنور السادات الذي لم يكتف بالكتابة فيها، بل تولى رئاسة مجلس إدارتها بعد أن قدّم 300 جنيه كضمانة لإصدارها، ثم صار مديرًا عامًا لها، وصولًا إلى الرئيس حسني مبارك الذي افتتح مطابعها ومبناها الجديد بشارع رمسيس.
لقد عُرفت الجمهورية بأنها جريدة الشعب رغم كونها صحيفة الثورة، فقد تبنّت قضايا الناس، وتلمست همومهم وأحلامهم، ورفعت مطالبهم إلى المسؤولين. وبلغ توزيعها في أوجها أكثر من 850 ألف نسخة يوميًا.
ويُسجَّل الفضل في نهضتها وتوسّعها لعدد كبير من أعلام الصحافة والأدباء والمفكرين.. وستبقى هذه الرحلة التي استمرت قوية متألقة حتى أحداث يناير 2011، بما تحمله من دلالات تربوية وثقافية، شاهدًا على اهتمام الجمهورية بالمتفوقين وتكريم طلاب العلم.
رحم الله أستاذنا إسماعيل الشافعي، أيقونة رحلة الأوائل، والراحل الكبير الأستاذ محمد حمودة مدير عام تحرير الجمهورية الذي كان له دور بارز في نجاح الرحلة، والزميل عبد الوهاب عدس الذي كان دينامو حقيقيًا لنجاحها.
وأنا واحد ممن امتدت إليهم يد هذا التكريم، حين رشحني الراحلان محسن محمد وإسماعيل الشافعي لمرافقة الرحلة وفق معايير صارمة لا مجاملة فيها ولا وساطة. فشكرًا لكل من أسهم في جعل رحلة الأوائل أيقونةً متفردة وشاهدًا خالدًا على عراقة الجمهورية ودورها الريادي في التنوير وتحفيز الموهوبين والمبدعين من طلاب العلم.
وأخيرًا.. كم تمنيت أن يكون هناك توثيقٌ لمسيرة رحلة الجمهورية للأوائل من خلال كتاب فخيم وخير من يقوم بتلك المهمة الزميل عبد الوهاب عدس.ِ
أما الحقيقة الثابتة فهي أن الصحافة القومية اهتزت كثيرا ولم تعد قريبة من الناس، وانخفض توزيعها بشكل كبير. ولم نعد نسمع أهرام أخبار جمهورية التي كنا نسمعها أمام دور السينما والمسارح، وفي الشوارع وفي كل مكان. هل هذا إيذان بأن نقول: وداعا للصحافة الورقية!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
