رئيس التحرير
عصام كامل

ناتو عربي أم الارتماء في أحضان أمريكا (2)

18 حجم الخط

هل رأيتم أعجب من أن يعلن رئيس كولومبيا عن استعداد بلاده لإرسال 20 ألف جندي للدفاع عن غزة، بينما تعجز اثنتان وعشرون دولة عربية عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة تكون بمثابة ناتو عربي للدفاع عن أنفسهم ضد الأطماع الصهيونية في أراضيهم.

 
أرأيتم تقاعسا وخذلانا أكثر من ذلك، 400 مليون عربي وأكثر من ملياري مسلم عاجزون عن إنقاذ غزة من براثن التطهير العرقي والابادة الجماعية والتجويع الذي تمارسه دولة مارقة، تستغل الجموح الأمريكي والضعف العربي لتفعل ما يحلو لها، وتعربد كما تشاء في سماوات العرب وأراضيهم في سوريا ولبنان واليمن وقطر وغيرها في ظل صمت دولي تواطؤ عربي؟!


ما يحدث حولنا وما يراد لنا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن جيشنا صمام أماننا الذي لم يبق للعرب قوة صلبة تضاهيه.
 

ولا ننسى أن مصر كانت ولا تزال محط أطماع القوى الاستعمارية التي لم تتوقف محاولاتها المستميتة منذ القِدَم وحتى اليوم عن استهداف هذا البلد لإخضاعه وبسط السيطرة عليه.. وينبئنا التاريخ بوقائع عديدة تجسد هذه المطامع؛ لعل أبرزها تجربة محمد علي الكبير الذي اجتهد في تأسيس نهضة مصرية حديثة وجادة تستلهم روح النهضة الأوروبية وتحاكي تجاربها الناجحة.. 

فبدأ بتأسيس جيش قوي ومنظومة زراعية وصناعية وتعليمية ناهضة، مستعينًا بخبرات أوروبية استقدمها لمصر جنبًا إلى جنب إيفاد بعثات علمية من أبناء مصر لأوروبا، التي لم يرق لها قيام دولة قوية في مصر فناصبتها العداء، وانقضت عليها حتى انتهى الأمر بمؤسس النهضة الذي بلغ بمصر شأنًا عظيمًا في القوة العسكرية والاقتصادية محاصرًا بين أنياب القوى الأوروبية الرئيسية آنذاك.


ومن يومها لم تتوقف مطامع أوروبا في أرض المحروسة؛ فقد تكالبت عليها الحملة الفرنسية 1798، وبعد فشلها انقضت عليها الإمبراطورية البريطانية لتمكث مصر في قبضتها نحو سبعين عامًا في ذل وهوان واستنزاف واستعباد أزهق الأرواح حتى نالت مصر استقلالها.. 

لكن لندن لم تقنع بخطاياها في أرضنا حتى شاركت مع فرنسا وإسرائيل في عدوان ثلاثي، استهدف ضرب الثورة الناشئة وإثناءها عن تأميم قناة السويس.


ولا تزال المحاولات مستمرة حتى اليوم لإيقاف تقدم مصر نحو المستقبل، وربما يكون مفهوما لماذا تحاول قوى كبرى إجهاض دور مصر، لكن الأعجب أن تتبارى دول يفترض أنها بحكم اللغة والدين والجوار شقيقة، للقفز على أدوارها وتنفيذ مخطط هدم وتفتيت للنسيج الوطنى حتى يصبح المصريون فرقاء متصارعين!

وهذا ما يفسر لماذا ظل جيش مصر هدفا للتشويه والاستهداف وتلويث السمعة من جانب قوى الشر وجماعاته.. وينسى هؤلاء أن العلاقة بين الشعب المصري وجيشه فريدة يميزها قوة التلاحم؛ إذ لا نجد عائلة أو أسرة في بلدنا إلا وبينها مجند أو ضابط يخدم في قواتنا المسلحة التي يرتبط بها شعبنا ارتباطًا عضويًّا متينًا كإرتباط العضو بالجسد.. 

ولم ولن يحدث أن خذل الجيش المصري شعبه أو تخلى عن مسئولياته الأخلاقية أو نكث بعهوده وأيمانه تحت أي ظرف من الظروف.. فهل أخذنا الدرس مما يجري حولنا، وكيف أن جيشنا صمام أمان في وجه عاصفة المطامع والتحديات التي يقبلها للأسف تخاذل عربي يزيد المخاوف ويثير القلق؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية