رئيس التحرير
عصام كامل

قمة الخزي والخذلان!

18 حجم الخط

هل ارتاحت ضمائر حكام العرب حينما خذلوا غزة وخذلوا شعوبهم؟ لماذا تراجعت قمة الدوحة عن تشكيل ناتو عربي يواجه تهديدات تل أبيب، وهي التي استباحت عواصمهم واحدة بعد الأخرى؟ كيف يرضون أن تكون أمريكا -ربيبة إسرائيل- الخصم والحكم في آن واحد؟ وماذا فعلت قواعدها العسكرية الرابضة في ديار العرب سوى تكريس الوهم؟ هل وفرت لهم الأمن الذي وُعدوا به، أم كانت مجرد أبقار حلوب يحلبها ترامب ويستنزف منها تريليونات الدولارات؟

 

بهذه الأسئلة الثقيلة كان ينبغي أن تُفتتح قمة الدوحة، لكنها للأسف افتُتحت بخطابات دبلوماسية باردة وانتهت ببيانات هزيلة. قمة قيل عنها استثنائية، لكنها لم تُنجب إلا قرارات كسيحة لا تردع عدوًا ولا تحفظ كرامة، بل بالعكس كانت بمثابة ضوءٍ أخضر لاجتياح وتدمير ما بقي من غزة.

 

الشعوب العربية انتظرت موقفًا صلبًا يليق بجراح غزة وصمودها، لكن ما صدر لم يجاوز لغة التنديد والشجب التي شاخت على ألسنة السياسيين منذ نصف قرن. حتى جامعة الدول العربية لم يعد لبقائها داعٍ ولا مبرر. 

 

لقد غاب القادة كما غابت الإرادة، والبيان الختامي لم يحمل سوى عبارات رخوة عن "السلام خيار استراتيجي" و"التعايش"، بينما كان الدم يسيل في غزة والعدو يمرح في سماء العرب وأرضهم. أيّ سلام يُستجدى من قاتل؟ وأي تعايش يُمكن أن يُبنى فوق أنقاض البيوت المهدمة ودموع الأمهات الثكالى؟

 

وحدها مصر وضعت النقاط فوق الحروف، فسمّت العدو باسمه صراحة وحذّرت من مغبة التصعيد والتهور، لكن تحذيراتها ضاعت في ضجيج العجز العربي. إن ما جرى في الدوحة لم يكن قمة للأمة، بل قمة للخذلان. كل شيء فيها كان مرتبًا ليُقال لا ليُفعل: بيانات ورقية تُضاف إلى أرشيف القمم العربية التي لا تغيّر شيئًا من معادلات القوة على الأرض.


والمفارقة أن أمريكا، التي يتخذونها حامية، لم تحمهم يومًا؛ قواعدها لم تصن عاصمة من قصف، ولا جيشًا من هزيمة، ولا سيادة من انتهاك. فهل يُعقل أن يُسلَّم مصير الأمة لخصمٍ يتظاهر بدور الحكم؟ وهل يليق بشعوب تنبض بالكرامة أن يكتفي قادتها بمشهد الانكسار في كل قمة جديدة؟

 

التاريخ لن يرحم هذا العجز، والشعوب لن تغفر هذا الصمت المذل. لقد كانت قمة الدوحة شهادة وفاة رسمية لمشروع العمل العربي المشترك، وإعلانًا بأن الشعوب صارت وحدها في مواجهة قدرها، بينما القادة لا يزيدون عن حراسٍ على أبواب الوهم. فهل بعد الوهم إلا السراب وخيبة الأمل؟


ولعل لسان حال العرب بعد قمتهم الخائبة يقول: أبشر بطول سلامة يا نتنياهو! ويبقي ان نقول إن كلمة الرئيس السيسي كانت قوية في لغتها ومعانيها وكلها رسائل لعلها تكون قد وصلت لشعب إسرائيل ونتنياهو المتطرف المتغطرس، ولترامب الذي هو وراء كل ما يحدث في غزة والمنطقة والعالم. إن من أفشل القمة العربية والإسلامية قطر ودول الخليج رغم أن من دعا إليها هى قطر. 

المصارحة تقتضينا أن نعلنها بلا مواربة أن دول الخليج غير محررة ولا تستطيع أن تفعل شيئا وهي التي قبلت أن يكون بها قواعد عسكرية أمريكية تحت زعم حمايتها. إسرائيل ستستبيح كل شييء طالما رأت هذا الهوان وهذا الضعف والاستسلام من الأنظمة العربية وتحديدا دول الخليج وتكالبها لدفع الترليونات لترامب ثم لا يعبأ الأخير بهم ولا يقيم لهم وزنا!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية