رئيس التحرير
عصام كامل

المسلماني.. ماذا يريد؟!

18 حجم الخط

بعد توجيهات الرئيس السيسي بضرورة وضع خارطة طريق جديدة لإصلاح الإعلام المصري استبشرنا خيرا، وتوقعنا تغييرا جذريا لخريطة الإعلام لاسيما ماسبيرو العريق، لكننا فوجئنا مؤخرا بخبر متداول على المواقع يفيد بعودة الإعلامي الأستاذ محمود سعد إلى شاشة التلفزيون المصري عبر برنامجه المعروف باب الخلق، والذي يُعرض بالفعل منذ سنوات على قناة النهار.. 

وقد ورد في الخبر أن البرنامج سيُعرض بالتزامن على القناتين، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة تتعلق بطبيعة هذا التزامن ودلالاته، فإذا كان المقصود أن البرنامج سيُبث في التوقيت نفسه على كل من شاشة ماسبيرو وقناة النهار، فإننا أمام وضع غير مألوف يعيد النظر في العلاقة بين التلفزيون المصري كمنصة وطنية رسمية، وبين القنوات الخاصة ذات الطابع التجاري والإنتاج المستقل.


من حيث المبدأ، نحن نُرحب بعودة الإعلاميين الكبار إلى شاشة ماسبيرو، ومنهم الأستاذ محمود سعد، والإذاعي الكبير عمر بطيشة، أحد أعلام الرعيل الأول الذي تعلمنا منه الكثير، وتخرجت على يديه أجيال من الإعلاميين الملتزمين بالمهنية والموضوعية، لكن رغم هذا الترحيب، لا يمكن إغفال ملاحظات أساسية تتعلق بشكل وطبيعة هذه العودة..

فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يعقل أن يعود إعلامي بحجم محمود سعد إلى شاشة التلفزيون المصري من خلال برنامج تملكه وتنتجه قناة أخرى؟ وهل يعقل أن يكون الظهور على الشاشة الوطنية من خلال إعادة أو مشاركة محتوى ليس من إنتاجها أو تصميمها أو فكرها؟


الأمر هنا يتجاوز مجرد التفاصيل الفنية، ليصل إلى صميم فلسفة الإعلام العام ودوره الريادي، الذي طالما ميز التلفزيون المصري لعقود، هل بعد أن كان ماسبيرو هو صاحب السبق والعرض الأول، وأساس التغطية الرسمية التي تلحق بها باقي القنوات، أصبح اليوم تابعًا يلتحق بإرسال قناة أخرى؟

 فهل هذا ما يريده المسلماني وهو تعميق تبعية ماسبيرو.. وهل هذا هو الدور الذي نتطلع إليه لتلفزيون الدولة في مرحلة نحتاج فيها إلى إعلام وطني متماسك وقادر على تقديم محتوى مستقل وشامل وذو قيمة؟


السؤال الأهم الذي لابد أن يُطرح في هذا السياق: هل هذه هي الترجمة العملية لخارطة الطريق التي دعا إليها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة لإصلاح الإعلام المصري؟ وهل هذا هو الإصلاح المأمول الذي يعيد للإعلام الوطني بريقه وتأثيره ومصداقيته؟ 


إن دعوة الرئيس لإصلاح الإعلام لم تكن أبدًا دعوة شكلية أو تجميلية، بل كانت دعوة لتأسيس منظومة إعلامية جديدة تُعبّر عن هوية مصر، وتُعيد للإعلام الرسمي هيبته واستقلاله ودوره في تشكيل الوعي الجمعي، لا أن يتحول إلى ناقل محتوى من إنتاج آخرين.


ولعل ما يزيد من حساسية هذا الأمر هو أن لدينا من الكفاءات داخل ماسبيرو، من الإعلاميين والمعدين والمخرجين والمبدعين، ما يكفي لإنتاج محتوى جديد تمامًا، يعبر عن تطلعات المشاهد المصري، ويُعيد الثقة في شاشته الوطنية، فلماذا لا يُطلب من الأستاذ محمود سعد، بما له من تجربة ومكانة، أن يُقدّم برنامجًا جديدًا خاصًا بالتلفزيون المصري، يحمل فكرًا جديدًا وشكلًا مختلفًا، ويكون حصريًا على الشاشة التي طالما كانت رائدة؟ 

أين الطاقات والكوادر التي طالما أبدعت في هذا المبنى العريق، وساهمت في تشكيل الوعي العربي لعقود؟ وهل وصلنا إلى مرحلة نستعير فيها البرامج من قنوات أخرى وكأننا نعاني من فقر في الفكر والإنتاج؟


إننا حين نعود بالذاكرة إلى فترة ذهبية من تاريخ ماسبيرو، وتحديدًا في عهد الوزير أنس الفقي، ورئاسة المهندس أسامة الشيخ لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، نتذكر كيف كانت شاشة التلفزيون المصري تتلألأ بأعمال درامية وفنية وثقافية حصرية، كانت مصدر تغذية لبقية الشاشات المصرية والعربية، لم يكن التلفزيون المصري مجرد قناة بين قنوات، بل كان هو القناة، وكان حضوره مرادفًا للثقة والجودة والسبق.


اليوم، ومع كل ما نعيشه من تحولات إعلامية وسياسية واقتصادية، لا نملك ترف التكرار أو التقليد، بل نحن بحاجة ماسة إلى إعلام يعيد تعريف رسالته، ويستعيد جمهوره، ويخاطب المواطن المصري بلغة تحترم وعيه وعقله، وهذا لا يتم بإعادة بث برامج قائمة على قنوات أخرى، بل بإنتاج جديد يحمل الروح المصرية، ويتناول قضايا المواطن، ويُعبّر عن نبض الشارع دون تسطيح أو استنساخ.


ما نأمله صادقًا هو أن تكون عودة الإعلاميين الكبار إلى شاشة ماسبيرو عودة حقيقية، تُضيف ولا تُكرر، وتؤسس لا تقتبس، وأن تعكس إرادة جادة في تطوير الإعلام الوطني ليكون جديرًا بثقة جمهوره، ومواكبًا لدوره التاريخي، فالتليفزيون المصري لا تنقصه الإمكانيات، بل يحتاج إلى قرار ورؤية وإرادة تعيد له مكانته التي يستحقها.

والأهم من كل ذلك، افتحوا الباب أمام شباب جديد من المذيعين والإعلاميين ليعتلوا المنابر الإعلامية حتي يعود شباب مصر ليري تليفزيونه المصري الوطني بدلا من أن يذهب لمشاهدة تليفزيون الخارج، هو مافيش إلا محمود سعر وخيري رمضان ويوسف الحسيني ولميس الحديدي..إلخ، وهل جاء المسلماني الذي يتكلم أكثر مما يفعل ليعيد الوجوه القديمة فقط؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية