رئيس التحرير
عصام كامل

العلم والدين.. تكامل لا تعارض!

18 حجم الخط

 هل هناك تعارض بين الدين والعلم؟! سؤال لا يزال محل جدل في عقول البعض للأسف؛ حتى إن هناك من يفتعل، بضيق أفق، صراعًا أو تناقضًا مزعومًا بين الدين والعلم، لكن الحقيقة أن الدين في جوهره علم يؤتيه الله من يشاء من خلقه "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" (البقرة:31)، فهل يمكن أن يُعبد لله على جهل؟!


أما العلم فهو نفحة من الله يهبها من يشاء من خلقه. في عصر العلم لا يصح افتعال أي تعارض أو تناقض بين الدين والعلم! ولقد أطلَّ علينا الراحل الدكتور أحمد زويل كنافذة هواء نقي، ليعيد تذكيرنا بأنّ هذا الصراع ليس سوى صناعة بشرية، وأنّ الحقيقة أعمق وأبسط من كل ذلك. فالدين، في جوهره، ليس سورًا منغلقًا يحاصر العقل، ولا العلم مطرقة تحطّم القيم الروحية، بل كلاهما جناحان متكاملان يحلّقان بالإنسان نحو آفاق المعرفة والرقي.


يقول زويل إن أول رسالة في القرآن كانت "اقرأ"، وهذه ليست كلمة عابرة، بل وصية تأسيسية لحضارة تجعل من المعرفة فريضة، ومن البحث والتفكر عبادة.. التاريخ الإسلامي نفسه شاهد على هذه الحقيقة، إذ لم يعرف الإسلام -في أزهى عصوره- خصومة بين محراب العبادة ومختبر البحث العلمي، بل جمعهما في كيان واحد، فكان الفقيه عالم فلك، والطبيب شاعرًا فيلسوفًا، والمخترع مؤمنًا يسبّح بخالقه وهو يبتكر.


لكن مأساة حاضرنا أننا جعلنا الدين ذريعة لتقييد العقول أحيانًا، والعلم أداة لتجريد الحياة من معناها أحيانًا أخرى، فضاعت البوصلة بين طرفي النقيض. نحن بحاجة إلى مصالحة حقيقية بين العقل الباحث والقلب المؤمن، لا عبر شعارات مؤقتة، بل برؤية حضارية تدرك أن القيم الأخلاقية التي يغرسها الإيمان، هي الدرع التي تحمي ثمار العلم من أن تتحول إلى أدوات للدمار.


زويل لم يكن يتحدث من برج عاجي، بل من تجربة عالم حمل نوبل في جيبه، وإيمانه في قلبه. كان يعرف أن الأمم لا تنهض إلا حين تجعل من العلم قاعدة صلبة للبناء، ومن الدين قوة دافعة تحافظ على إنسانيتها. فبدون الاثنين، سنبقى ندور في دائرة التخلف، مستوردين ما نأكل ونلبس ونتداوى به ونتسلح به، بينما نكتفي نحن بالجدل حول ما إذا كان العقل والإيمان يستطيعان السير معًا.

 

الحقيقة أن السير معًا ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية، فمن دون هذه الشراكة، لا علمٌ يبقى نافعًا، ولا إيمانٌ يظل حيًّا.. زويل لم يكن يطلب منا المعجزات، بل المعادلة البسيطة التي فهمتها أمم سبقتنا، دينٌ يحفظ القيم، وعلمٌ يصنع القوة. نحن الذين اخترعنا معارك وهمية، حتى صرنا مثل من يطلق النار على قدميه ثم يشكو من العجز عن الحركة.

 

إن لم ندرك اليوم، قبل الغد، أن الدين بلا علم يصبح طقسًا جامدًا، وأن العلم بلا دين يتحول إلى وحش بلا ضمير، فسوف نظل نستهلك ولا ننتج، نقتات على بقايا مائدة العالم، بينما ننشغل بخطب لا تُطعم جائعًا ولا تصنع ميكروسكوبًا.

الحقيقة المرة أن الأمم لا تنهض بالشعارات ولا بالاجترار التاريخي، بل بإرادة فكرية شجاعة تكسر أغلال الخوف وتضع العقل والقلب في صف واحد. أما نحن، فإما أن نتصالح مع هذه الحقيقة.. أو نودع القرن الحادي والعشرين ونحن نحمل ذات أمراض القرون الوسطى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية