رئيس التحرير
عصام كامل

السيد فاء

18 حجم الخط

في أثناء فترة التدريب وبحكم بعض صداقة مع زملائه عرفت السيد فاء معرفة عابرة لم أكن أرَها وقتها تستحق التركيز والاهتمام، وشاء قدري أن أصبح مذيعة أعمل في نفس إدارته... ولا أعرف لماذا لم يكن قلبي ولا عقلي يرتاح لهذا الرجل، كنت أشعر أنه شر يسير على قدمين في موكب من نقل الكلام والوقيعة بين الناس وقلب الحقائق وتزييفها فكنت دائمًا أتجنب الحديث معه.. 

خصوصًا عندما كان يحاول إعطائي دروسًا في الإعلام كنت وبكل ثقة لا أحتاج إليها، ليس لكفاءة مني وقتها فقد كانت على قدر سني وخبرتي، ولكن لفشل منه بكل تأكيد فما تعلمته في كلية الإعلام وعلى يد أساتذة في الإذاعة المصرية يفوق سنوات خبرته، خصوصًا مع اقتراب بلوغه سن التقاعد في تلك الأيام البعيدة.

وذات ظهيرة كنت أجلس في مكتب السيد رئيس شبكة البرنامج العام وقتها نتحدث عن فكرة برنامج، على ما أذكر، ودخل السيد فاء فإذا به ينحني انحناءة بسيطة وهو يمتدح ويمجد، ويقول “أنا ماشي تأمرني بحاجة يا ريس؟” فقال له شكرًا، بعدها انصرف، ووجدت السيد رئيس الشبكة يستكمل حديثه معي كأن الرجل لم يدخل من الأساس..

موقف أراه أمامي الآن وأنا أكتب هذه السطور، تذكرته عندما شاهدت فيديو للفنان أحمد أمين الموهوب كتابةً وتمثيلًا وقدرة فائقة على الأداء سواء كان كوميديًا أو غيره ويكفي أداؤه المميز في مسلسل النص رمضان الماضي.

في الفيديو يقدم أحمد أمين في شكل ساخر لا يخلو من الإبداع مشهدًا يناقش التطبيل وأسبابه، ولكن الأكثر سخرية هو جهاز التطبيلوميتر، وهو الذي يقيس كفاءة التطبيل وقدرة المطبلاتي على ابتكار جمل وعبارات رنانة حاجة كده زي شلوت سيادتك دفعة للأمام، وفي الختام قرأ الجهاز أن الوَلَه إبراهيم دائم التطبيل للأستاذ سيد مصاب بداء التطبيل اللاإرادي.

رغم قصر مدة هذا الفيديو إلا أنه رصد ظاهرة قديمة جديدة بداية -وعلى سبيل المثال لا الحصر- من النابغة الذبياني ووصفه للنعمان ابن المنذر كأنك شمس والملوك كواكب، مرورًا بالمتنبي ومدح سيف الدولة الحمداني رغبة في أن يصبح حاكمًا لإحدى الولايات، ومدحه في مصر لكافور الإخشيدي، ثم ذمه بعد ذلك، وأبو نواس وأبو العتاهية ومدح هارون الرشيد، وكنت أود أن أقول وصولًا إلى ولكني أفضل ترك القوس مفتوحًا لما في عالم التطبيل من مبدعين.

إنها ظاهرة تملق كل ذي سلطة صغيرة كانت أو كبيرة والهدف معلوم، والوسائل كثيرة لا تخلو من ابتكار وتجديد يتبارى فيه كل مطبلاتي ليخلق لنفسه مساحة بلا منافس، كأننا في المباراة النهائية لكأس العالم في التطبيل، لاعبوها معروفون بالأسماء والسيرة والوجوه التي ملّها الناس، فتاريخهم الأسود في هذه المهنة لا يخفى على أحد مهما كانت درجة وعيه ومستوى ثقافته، وقدرته على التحليل والفرز.

نعم إن التطبيل لم يَعُد هواية بل أصبح مهنة ترى أصحابها في كل مكان ومجال، ولكن مجالها الأخطر هو ذلك المرتبط بوعي الناس عندما يكونون أداة لتزييفه بذمم خربة، يأكل على كل الموائد بقدرة فائقة على تغيير المواقف كما يغيرون أحذيتهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية