رئيس التحرير
عصام كامل

إلى عرفات الله

18 حجم الخط

إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ    ..   عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِرًا.. وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ  ..    تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ

 

يا رب، هذي جموع الحجيج أقبلت؛ تلبية لندائك الذي تلتقته على لسان خليلك، سيدنا إبراهيم، يرددون: لبيك اللهم لبيك.. مؤمنين بك.. ذاكرين لك.. شاكرين نعماءك.. موقنين بقدرتك على أن تغفر لهم ذنوبهم، وأن تستر عيوبهم، وأن تفرج كروبهم، وأن تيسر عسرهم.


تستغيث أفئدة الحشود، الذين يتجمعون اليوم في صعيد واحد، فوق جبل عرفة، من أطهر بقاع الأرض، في يوم من أعظم أيام الله.. يارب؛ لقد صرنا غثاء، كغثاء السيل، وتداعت الأمم علينا.. كل ظالم، وكل غاصب يرانا فريسة سهلة المنال، وأرضنا صالحة للاستعمار، ومواردنا نهبا للآخرين.

 

لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ..  رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ..  بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما.. أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ

 

يا رب؛ أنت المنعم، ونعمك كالبحار أو كالمحيطات، غمرتنا في فيوضها، لكننا ألفناها، واعتدنا وجودها.. في أبداننا، وفي حياتنا اليومية، وفي أهلنا، وفي بلدنا، وفي عالمنا.. فلم نعد نفكر في تلك النعم الكثيرة، والفضائل العميمة.
التنفس، البصر، التذوق، الشمُّ، المشي، النوم، والأكل، الشرب، الوالدان، الإخوة، الأبناء، العمل.. كلها نعمٌ، وكلها مفيدة، ولا غنى عنها، ولو للحظة، ولا يعلم قدر النعمة إلا من حُرِمها.

 

وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُنًا.. مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي..  وَشانيكَ نيرانًا مِنَ الجَمَراتِ
يُحَيّيكَ طَهَ في مَضاجِعِ طُهرِهِ  ..   وَيَعلَمُ ما عالَجتَ مِن عَقَباتِ
وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِحٍ  ..    وَرُبَّ ثَناءٍ مِن لِسانِ رُفاتِ

 

يا رب؛ كل ما حاق بنا، من مآسٍ وكوارث، ومصائب، واحتلال لأراضينا، واستغلال لاقتصادنا، واستعباد لأهلنا في كافة الأصقاع، واستعلاء الغرب فوقنا، واستكبار الآخرين علينا.. كل ذلك من صنع أيدينا، وما جنيناه بتصرفاتنا، خالفنا شرائعك، وسرنا عكس ما أمرتنا، ولم ننفذ توجيهات رسولك، صلى الله عليه وآله وسلم.
 

سفك بعضنا دماء بعض، واستحل بعضنا أموالا لا تحل له، واستمرأ الأقوياء منا ظلم الضعفاء، ومن لا ظهر لهم ولا سند.. الغشُّ بات سمتا غالبا، والكذب غدا ممارسة يومية، والنفاق صفة للناجحين منا، والخداع أسميناه ذكاءً، والغدر نعتناه شطارة، والظلم صار في أعرافنا قوة، والسخرية من الآخرين أصبح خفة ظل.


الوفاء لم يعد له وجود، والرحمة اختفت من حياتنا، والتسامح صرنا نعتبره ضعفا، والبرُّ عملة نادرة، وجبر الخواطر يحدث بالصدفة، والإخلاص غباءً، وصنائع المعروف باتت سُنَّة مهجورة، والكرم نظنه سرفا.


لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم.. لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ  .. إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ  ..     لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ

 

يارب؛ كل ما يحدث لنا، وفينا، وبسببنا.. لم نعد نتعلم من دروس التاريخ، بل ولم نعد نقرأه إطلاقا.. لكن بين الحجيج من هم صادقون، ومؤمنون، ومخلصون، ونظن أن دعاءهم مستجاب لديك، سبحانك.
اللهم؛ استجب للحجيج، كلما دعوك، وسالت دموعهم خوفا منك، وتقشعر أجسامهم شوقا إليك، ويتوقون إلى رضوان، ويهرعون إلى تنفيذ أوامرك، ويفرون فرقا من نواهيك.


اللهم؛ فرِّج عنا ما نحن فيه، وفك أزمة أهلنا في غزة، وسائر الأراضي المحتلة، وأنقذهم من حرب الإبادة التي يواجهونها، وخفف عنهم مصاعب المجاعات ومخاطر الأوبئة، وساعدهم ليخرجوا من محنتهم، وذكِّر إخوانهم العرب بمبادئ النخوة، والنبل؛ لكي يدعموا إخوانهم المأسورين، والمحاصرين، والمطاردين.


اللهم؛ اجعل العرب يدعمون العرب، ويرفعون رءوسهم في مواجهة الغاصبين، وباعد بينهم وبين صداقة أعداء الإنسانية، واجعلهم يغلبون أواصر الأخوة على مصالحهم الدنيوية، وذكرهم بأن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وعالم ومُتَعَلَّم منه، ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.

 

 

أنا لست في الحجاج يارب الورى.. لكن قلبي بالمحبةِ كبَّرا

لبيك ما نبض الفؤاد وما دعا.. داع وما دمع بعين قد جرى

لبيك أعلنها بكل تذللٍ    ...  لبيك ما امتلأت بها أم القرى

لبيك يا ذا الجود ما قلب هفا.. للعفو منك وبالخضوع تدثرا

اللهم؛ صلِّ على حبيبك، سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، واجمع بيننا وبينه، كما جمعت بين الروح والجسد، ظاهرا وباطنا، في الدنيا قبل الآخرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية