يارب، هذي جموع الحجيج أقبلت؛ تلبية لندائك الذي تلتقته على لسان خليلك، سيدنا إبراهيم، يرددون: لبيك اللهم لبيك، مؤمنين بك، ذاكرين لك، شاكرين نعماءك، موقنين بقدرتك على أن تغفر لهم ذنوبهم، وأن تفرج كروبهم.
وقيل لحكيم: أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجُود. فهو تعالى الكريم الجواد العاطي المعطي الوهاب.. ويقول أحد الصالحين: أعط مِن الدُّنْيا وهي مقبلة؛ فإنَّ ذلك لا ينقصك منها شيئًا..
هناك أشخاص أحببناهم بصدق، لكنهم لم يثبتوا في مكانهم، بل تواروا إلى الظل وحين نحتكم إلى العقل وننحي العاطفة جانبًا سنجد أننا كم كنا مخطئين في تقييم الأشخاص..
ما جدوى العلم إذا لم يخفف متاعب البشر، ما جدوى الصداقة إذا لم يكن الصاحب عونا لصاحبه، يواسيه في الشدة، يزوره في المرض، يفرج عنه كربة من كربات الدنيا..
كثير من الناس يرى الدين مجرد عبادات لا تنتج شيئاً في حركة الحياة ثم يسيء معاملة الغير، وينسى أن الله قد أدخل رجلاً الجنة لمجرد أنه سقى كلباً كان يتلوى من العطش..