ذكريات في الحج (5).. حج مبرور وذنب مغفور
لم تكن رحلة الحج سهلة أبدا.. لكنها تساهيل ربنا هي التى هونت علي المشقة.. المعاناة كان أكثرها بسبب الزحام الشديد، وعدم تساهل فتاوى المشايخ في أداء المناسك، في طريقتها، وتوقيتاتها.
فبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة، وأثناء التوجه من عرفات إلى المزدلفة لجمع الحصى، اضطرت إدارة شئون الحج إلى تقليص أعداد الحافلات إلى النصف أيضا بسبب الزحام..
ما اضطر معه المشرفون على الفوج لأن يطلبوا من الرجال الصعود فوق الأتوبيس الوحيد، لتوفير مكان للنساء، والمسنين، فاندفع الشباب إلى المسير وقطع المسافة على أقدامهم.
أمطرت السماء، مطرا خفيفا، فاستبشر الناس خيرا، وقال بعضهم إن هذه علامة على قبول الحجة.
في اليوم العاشر من ذي الحجة، كان علينا رمي جمرة العقبة.. أذكر أنني صليت الفجر في مسجد الخيف، القريب من مشعر الجمرات.. ومكثتُ فيه أذكر الله، إلى شروق الشمس، وهو الوقت الذي قال لنا الشيوخ هناك إنه المفضل لرمي الجمرات. وتعمدت أن أكون في الطابق العلوي؛ اعتقادا أن ذلك سيسهل من مهمتي.
في طريق الذهاب نحو المشعر، كان الأمر سهلا، والمتوجهون قليلين.. أتممت المهمة في وقت قصير، (وكنت أرمي الجمرات لي ولأمي ونيابة عن 5 سيدات أخريات)، وعدت أدراجي من حيث أتيت.. لم يكن قطار المشاعر قد بدأ التفكير في إقامته (حججت عام 2000م)، لكنني فوجئت بالمكان وقد اكتظ بالحجيج من كل الجنسيات..
وكاد الزحام يتسبب في موت حاج، كان ابنه يدفعه وهو على كرسي متحرك، فإذا بالكرسي ينقلب، وكاد المسكين يدفع حياته بسبب التزاحم الشديد، فقد تعثر في الكرسي المقلوب أكثر من شخص، ولولا ستر الله لصارت مأساة.
كان المشرفون قد اتفقوا معنا على أنهم سيتولون عملية نحر الهدي نيابة عنا، قمنا بحلق الشعر، والطواف، ثم توجهنا إلى مِنى؛ للمبيت فيها ليالي التشريق، ثم قمنا برمي الجمرات الثلاث؛ الصغرى، والوسطى، والعقبة، في كل يومٍ من أيام التشريق الثلاث. ثم كان التحلل، وبعده طواف الإفاضة.
وفي المدينة المنورة، كانت الدنيا أكثر رحابة، والشوارع أكثر اتساعا، وأهل المدينة مبتسمون، ودودون، وحتى فندق الإقامة أكثر فخامة، وبه تكييف مركزي، ومهبط للهليكوبتر، وله عدة مداخل.. وأماكن التنزه والتسوق بالمنطقة كثيرة، حتى المراكز الطبية متوافرة.
وعند مغادرة مطار جدة، وتسهيلا لمهمة العودة، قامت السلطات السعودية بتخصيص طائرات أصغر، للإسراع في نقل الحجاج المصريين، بالذات، حيث إنهم البعثة الأضخم.
بدأنا في إنهاء إجراءات المغادرة، وكنت في مقدمة الفوج، فسجلوا اسمي أولا، ولكن ما إن تقدمت بوالدتي على كرسيها إذا بهم يطلبون منا الانتظار لحين تدبير أمر الكرسي؛ لأنه يجب أن ينقل في مخزن الطائرة مع الحقائب.
انتظرت حتى انتهاء تسجيل الركاب، وبدأ شحن الحقائب، وإذا بقائد الطائرة يطمئنني: لا تقلق، لو وصل الأمر أن أصطحب كرسي والدتك في قمرة القيادة لن أتردد، ودعا لنا بحج مبرور. على متن الطائرة كان هناك ضابط ينهي إجراءات الخروج لكي لا نتأخر في الخروج من مطار القاهرة.
وفي مطار القاهرة كان إخوتي ينتظرون وصولي، أنا ووالدتي، فإذا بهم يسمعون اسمي فقط، كأول أسماء ركاب الطائرة التي أبلغتهم بموعدها، ولم يسمعوا اسم والدتي، فقد كان تسجيل اسمها الأخير في مطار جدة، فظنوا أنها انتقلت إلى رحمة بارئها، ولم تصل معي على الطائرة.. وكانت مفاجأة رائعة، وفرحة هائلة، عندما شاهدوها معي، نغادر مطار القاهرة.
اللهم؛ هب كل مشتاق، وكل مسلم، حجا مبرورا، وذنبا مغفورا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
