ذكريات في الحج (4).. في مِنى

روى الترمذي والنسائي، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نزل الحجر الأسود من الجنة”. لذا منذ اللحظة الأولى، حاولت الاقتراب من الركن اليماني، حيث الحجر الأسود، لتقبيله، أو لمسه حتى، فلم أتمكن من ذلك إلا مرة واحدة!

اشتريت كرسا متحركا لأمي، لأنه كان من الصعوبة، بل من المستحيل، أن تتمكن من الطواف حول الكعبة المشرفة، أو أداء شعائر الحج مع صعوبة تحركاتها، وفي وسط كل تلك الحشود الهائلة.

الحمد لله، تمكنا من أداء الكثير من الصلوات في المسجد الحرام، وكنا نمكث بعد صلاة المغرب حتى يحين موعد أذان العشاء، فنصليها مع الجماعة، ثم نعود إلى مقر الإقامة. وأحيانا كنا نبقى بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس، فنصلي ركعتي الضحى، ونتناول الإفطار، ونرجع.

أذكر أن الشرطة السعودية كانت تقوم بإيقاف جميع السيارات في كافة الطرق والشوارع المؤدية إلى المسجد الحرام فور انطلاق الأذان في أي صلاة. وتظل السيارات متوقفة حتى انتهاء الصلاة، وما أن يردد الإمام: "السلام عليكم ورحمة الله"، حتى تتحول ألوان الإشارات إلى الأخضر، فتعاود المركبات تحركاتها.

الجنسيات الآسيوية كانت غالبة على العمالة في المملكة.. الغريب أن مواطني السعودية منهم من يجهل المناسك، ولا يحفظ سننها، بل إن بعضهم لم يعرف أسماء أبواب البيت الحرام،؛ لأنه لم يقم بزيارته طوال عمره!

كان في مقر إقامتنا الكثير من السيدات ممن تجاوزن مرحلة الشباب، فكنت أساعدهن في الذهاب إلى الكعبة، لأداء الصلوات.. وبعد النزول من عرفات، كلفتني خمس منهن برمي الجمرات بدلا منهن، فكنت أرمي عنهن وعن أمي وعن نفسي.

كانت تلك مهمة شاقة جدا، في ظل الأعداد الضخمة للحجيج، رغم محاولات المشايخ، والدعاة، والسلطات لتنظيم عملية رمي الجمرات، بتحديد مواعيد لكل بعثة، ولكل دولة، لكن البعض كان مقتنعا بأن هناك أفضلية لأوقات معينة؛ فكنت أتفاجأ بالزحام يشتد في تلك الأوقات.

وعن قصة رمي الجمرات، يقال إنه عندما هم سيدنا إبراهيم، عليه السلام، بتنفيذ رؤياه بذبح إبنه سيدنا إسماعيل، عليه السلام، اعترضه إبليس اللعين في ثلاثة مواضع ليصده عن ذبح سيدنا إسماعيل، عليه السلام، فرماه سيدنا إبراهيم بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات. 

ذكريات في الحج (3).. "مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"

ذكريات في الحج (2).. فبشرناه بغلام حليم

قال ابن عباس، رضي الله عنهما: "الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون".. ومع ذلك فإن الأزهر الشريف أكد أن رمي الحصى ليس لرجم الشيطان، مؤكدا أن هذا لم يذكره العلماء على الإطلاق.. على الرغم من ذلك فإن كثيرين من البسطاء يقذفون بأحجار طوب كبيرة الحجم، معتقدين أنهم يصيبون الشيطان الرجيم؛ مما يشكل خطرا على الباقين!!

ونستكمل في مقال قادم بإذن الله تعالى

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.