رئيس التحرير
عصام كامل

اضربوا السد

أعلم أن التهديد بضرب السد الإثيوبى نهج لم تستخدمه مصر منذ بداية الأزمة، وأن الدبلوماسية كانت الخيار الأوحد طوال السنوات العشر الماضية، وأعلم أن الإعلام المصرى (كما القيادة) لم يأت على ذكر خيار الحرب ولو مرة واحدة، فعلى الرغم من مراوغة الجانب الإثيوبى وضربه عرض الحائط بما تم الاتفاق عليه، واستمراره فى البناء والملء، وعلى الرغم من استفزازات المسئولين المستمرة تلميحًا ثم تصريحًا بداية من آبى أحمد وانتهاءً بمن يطلون علينا من الشاشات، على الرغم من كل ذلك تحلت القيادة المصرية بضبط النفس، ومثلها تحلى الإعلام.


فلا تصريحات إلا عن مفاوضات تحمل أملًا فى حل تتوافق عليه مصر والسودان وإثيوبيا، وتأتي جلسة مجلس الأمن التى تعقد الخميس المقبل لتكون آخر خطوات الحل الدبلوماسى، وهى جلسة إن كان الكثيرون لا يعولون على إيجابية مخرجاتها.. إلا أن أهميتها تكمن فى وقوف العالم شاهدًا على الجريمة التى تسعى إثيوبيا إلى ارتكابها فى حق الشعبين المصرى والسودانى.

مؤخرًا.. أطل علينا مدير إدارة الهندسة فى وزارة الدفاع الإثيوبية «بوتا باتشاتا» ليؤكد أن بلاده مستعدة للحل العسكرى مع مصر والسودان، ليفتح بتصريحه هذا المجال أمام نشطاء وصحفيين تحدثوا عن استعداد إثيوبيا لنفس الحل، وقد برر بعضهم ذلك بتلميحات صدرت عن مصر تحمل تهديدًا بالحرب على إثيوبيا.

وإزاء هذه التصريحات المستفزة، وتلك الادعاءات الكاذبة.. سوف أشذ عن القاعدة التى أرستها مصر (قيادة وإعلامًا) منذ بداية الأزمة، وأطالب بضرب السد الإثيوبى، وهو رد طبيعى على صحفيين ونشطاء دأبوا على استفزازنا طوال عشر سنوات، ربما يستند أحدهم إلى مطلبى بضرب السد كوثيقة تدين الإعلام المصرى الذى يهدد بالحرب، فإن كان ذلك فلدينا عشرات الوثائق التى تحمل تهديدًا من مسئولين ونشطاء وصحفيين ومواطنين.

صبرنا على إثيوبيا، ولجمنا أقلامنا وألسنتنا، وعولنا على الدبلوماسية، لكننا ضقنا ذرعًا بمراوغتها وتماديها فى البناء والملء، ثم تأتي استفزازات من جنرالات المفروض أنهم يعلمون حجم قوتهم التى تهاوت أمام مقاتلى تيجراى.

الرد على التهديد الإثيوبى لا بد أن يكون بتهديد، والتصريح بخيار الحرب يجب أن يقابله تصريح، حتى لو كان من مارق مثلى ضاق ذرعًا فخرج عن صمته، وشذ عن الخيار الدبلوماسى الذى رسخ له الإعلام طوال عقد كامل.
besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية