رئيس التحرير
عصام كامل

شوارعنا.. وثقافة الفوضى

18 حجم الخط

المداخلات الإلكترونية والمباشرة معا للرئيس عبد الفتاح السيسي في الأسبوع الماضي، وأمس، تكشف عن استطلاع يومي مباشر لمؤسسة الرئاسة تجاه ما يجري في الشارع المصرى، فقد مارس الرئيس حق الفيتو علي أساليب غير شريفة فى 19 دائرة ب 7 محافظات بانتخابات المرحلة الاولى وسجل ذلك في تدوينة علي منصة إكس، وأمس أعاد تسجيل اعتراضه علي تلك المخالفات ضمن تفاعل حي فعال مع مجموعات من الدارسين الشباب والشابات بالأكاديمية العسكرية.. 

 

كان ذلك التفاعل بمثابة استعراض لأحلام الدولة وواقعها والتحديات، فيما يشبه الفضفضة بين رجل البيت وعائلته الكبيرة، وفي الفضفضة. يهدأ الصوت، ويتبسط، ويوضح ويشرح ويتطلع ويتنهد ويحلم ويحرض علي التطوير، تلك كلها مفردات دفء السرد، وشغف الاب باطلاع أولاده علي أحوال البيت.. 


من بين كل أحوال البيت وضع رئيس البلاد يده علي فوضى الشارع الذي أمام البيت وخلفه وعن يمينه وعن يساره! فوضى الشارع المصرى ظاهرة قبيحة مذمومة منذ عقود، شأن الأمراض الاجتماعية المزمنة في جسد البنية الاجتماعية للمصريين، وهو ما يستوجب ضبط الشارع.. 
 

هل نحن بحاجة لتشخيص أمراض الشارع المصرى؟ المرور؟ عادي، مشكلة مزمنة. جنون السرعة والقيادة بالتخريم؟ عادي.. لا حل رغم أن النيابة حذرت من القيادة الجامحة والزجزاجية.. أخطر مظاهر الفوضى أمران البلطجة، والضجيج..


للفوضى انضباط خصوصي داخلي، هي ليست شظايا أفعال بل هي ثقافة متكاملة تتكاثر ذاتيا إن لم تجد من يسيطر عليها ويلجمها.. ثقافة الفوضي معدية، وهي ليست قصرا علي الفئات المهمشة أو الجاهلة أو المتمردة بطبعها، بل يمارسها أكابر في المال وفي النفوذ وفي المناصب.. 


اخطر مظاهرها اغتصاب أمن الناس وحقوقهم، وهو الوجه الآخر لفعل البلطجة.. وبالمناسبة هي من أفعال الإرهاب، فترويع الناس باستعراض القوة إرهاب من جماعات الصيع -جمع صايع- وهذه الجماعات تستمتع بشعور السيطرة على الحارة أو الشارع أو البناية، وتحبس الناس داخل جدران التخويف.. 

بالصوت العالي المخيف الشلق الشمحطجي، تلك مفردات الشارع، أعتذر عنها لكنها تصف بدقة طريقة النطق والتكلم عند هؤلاء من أسافل الناس، وبغير الصوت العالي المرعب، ستجد بقبضته السيف أو الشمروخ الغليظ، وهو مفتول العضلات، ولسانه ثقيل بفعل التخدير.. 


أما البلطجية بمناصبهم، بأموالهم، بنفوذهم، فلهم شكل مختلف بطبيعة الحال، وجهاء الملبس غالبا، لكنهم بنتائج أفعالهم يتساوون مع الأسافل الذين وصفتهم آنفا.. 


أما الضجيج فهو ثقافة راسخة مزمنة، فالشارع والبيت وأماكن العمل ضجيج وصخب وزعيق وكلاكسات وأغان هابطة وحقيرة وسماعات تخرق طبلات الأذن وتفجر الأدمغة وتثير الغضب.. 
نتكلم بصوت عال، في البيت وفي الشارع، بل لدينا من المذيعين من جمع بين أداء الشلق والجعير معا، ناهيك عن آخر يستخدم لغة الحواجب كما العوالم!


قبل عقود، في زمن الرئيس الراحل السادات، فرضت الدولة الانضباط، وانتشرت الدعوة لضبط الشارع المصرى، ولم يكن عدد السكان هائلا كما هو الأن، ربما كنا تحت الأربعين مليونا بقليل، لأن الرئيس مبارك رحمه الله تسلم الحكم ونحن قرابة الأربعين مليونا وتركه ونحن ثمانون مليونا. وزدنا تحت حكم الرئيس السيسي وما قبله بقليل ثلاثين مليونا في أربعة عشر عاما!


الزحام له ثقافة، فما بالك إن كان الزحام كثيفا خانقا؟ ثقافة الزحام هي الفوضى وعليك أن تتوقع أي شئ من هتك الاعراض إلي البلطجة إلي نزع الحقوق، إنها اللصوصية الفجة تحت عيون الناس وكاميرات الموبايل.. نعم يصوّرون ما يجري ولا يتدخلون لمنعه.

عورات كثيرة ومثالب مخيفة، لعل وفرتها ورصدها هو ما جعل رئيس البلاد يطلب ضبط الشارع المصرى.. تنظيمه وتطهيره بالصرامة والحضور الأمني والعقاب الفوري بالقانون..
واضح أن الرئيس لا يكتفي بالتقارير الأمنية.. له منبع علم مباشر عفوى مفتوح هو الفيسبوك وإكس وغيرهما.. فيهما فوضى بالطبع أيضا لكن في كثير مما ينشر حقائق تستدعي التدخل الفوري.. 
ونتابع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية