رئيس التحرير
عصام كامل

خطة ترامب -تو

18 حجم الخط

نموذج تفكير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صار مفهومًا بسهولة ومعروفًا على أوسع نطاق لدى الكافة، بدءًا من زعماء العالم وقادته إلى أبسط متابع للنشرات الإخبارية التي ترصد تقلباته، ويمكن القول إن العفويةَ المزاجية الحالية لم تكن أبدًا بمثل هذا الوضوح في فترة ولايته الأولى، كما يمكن القول إن ترامب يسابق عمره ويسعى لطي الزمن ليحقق بالقوة ثم النكوص عن القوة ما لم يحققه..

 

نموذج تفكير ترامب ينهض على فكرة أساسية هي فرض السلام بالقوة، بالحرب أو بالتهديد بالحرب. وهو في الحقيقة لم يدخل حربًا مباشرةً ليفرض السلام الذي يريده في مناطق نزاع نارية مثل أوكرانيا أو غزة أو اليمن، بل في اليمن بالذات عقد اتفاقًا مع الحوثيين فاجأ إسرائيل وقتها..


وهو إذ يعتقد أن خطته المؤلفة من عشرين نقطة لفرض السلام في غزة لا تزال صامدة، بدأ يدخل بقوة على بؤرتين ملتهبتين، أولهما أوكرانيا وثانيهما السودان بنداء وطلبٍ مُلِحٍّ قويٍّ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارته الاستثمارية الأخيرة للبيت الأبيض..


التفت إلى السودان مؤخرًا رغم وجوده في لجنة التسوية الرباعية مصر وأمريكا والسعودية والإمارات، ولم نر بعد ضوءًا واهنًا حتى يوحي بحل ينهي جرائم التمرد والقتل والاغتصاب والتجويع، ما يفعله حميدتي الدعم السريع هو ذاته ما يفعله نتنياهو، قتل وغصب وسلب وتجويع وهدم وتخريب.. وتشريد..


أوكرانيا هي البؤرة التي تؤرق نوم ترامب، وهو يبدو متأثرًا للغاية حين يتحسر على قتل سبعة آلاف أسبوعيًا من شباب أوكرانيا ومثلهم من شباب روسيا. وعلى طريقته المعهودة أعطى زيلنسكي رئيس أوكرانيا مهلة للطاعة آخرها الخميس المقبل، سبق أن وجهها من قبل لحماس ونكص، وإلى بوتين ونكص، ولم يعطها أبدًا لنتنياهو..


خطة ترامب المطروحة مؤلفة من 28 نقطة أساسية مجملها القهر وقبول التنازل عن أراضٍ من أوكرانيا استولت عليها روسيا، ومن بين البنود تقليص عدد أفراد الجيش الأوكراني ومنع انضمام أوكرانيا للناتو وإجراء انتخابات خلال 100 يوم فضلًا عن الاعتراف بضم روسيا للقرم.


انضمام أوكرانيا لحلف الأطلنطي هو أساسًا جذر وجذوة الأزمة الناشبة، وهذه الخطة وضعت مع الجانب الروسي وعرضت على زيلنسكي، والأخير عرضها على شركائه الأوروبيين، وبالذات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الذين يناصبون بوتين العداء بقدر خوفهم من تمدد الجيش الروسي إلى بقية القارة الأوروبية. 

وفي جنيف ليلة أول أمس طرح القادة الأوروبيون الثلاثة مشروعهم الأوروبي، اعتبروه مجرد تعديل على خطة ترامب -2 لأن ترامب -1 هي خطته في غزة..


رغم أقصى التشدد، فإن مبعوثي ترامب، روبيو وزير خارجيته وستيف ويتكوف، تكيفا مع التعديلات الأوروبية التي ترفض تغيير الحدود بالقوة، وترفض تقليص الجيش الأوكراني، وترفض غلق المجال تمامًا أمام انضمام أوكرانيا لاحقًا إلى حلف شمال الأطلسي..


روسيا من ناحيتها لم تطلع بعد على التعديلات، وكما نرى فإنها تنسف خطة ترامب نسفًا، ومع ذلك فإن موسكو لم تعلن موقفًا بالرفض طالما أن هذه مجرد تسريبات وتصريحات وتقارير، وهي تترقب الإخطار الرسمي، ونحسب أن هذا لن يكون إلا بعد اللقاء المنتظر بين ترامب وزيلنسكي هذا الأسبوع في واشنطن..

هل يرغمه على قبول الخطة الأمريكية بعد نزع ألغام أوروبا منها؟ هل يفرض عقوبات أشد على روسيا؟ هل يفرض خطته على الأوروبيين ويثير غضب حلفائه بمن فيهم بريطانيا الحليف الأوثق؟

الموقف معقد وانهيار أوكرانيا وارد كما حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ولعل هذا يفسر نداء الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الشعب الفرنسي بالاستعداد للحرب مع روسيا وفقدان الأبناء.
موقف مشتعل، الخط الفاصل بين السلم والحرب يتوارى كل لحظة وينذر بالنار.
نتابع ونرى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية