فضيلة الشيخ جوجل
حسنا فعل البرلمان بإصدار قانون تنظيم الفتوي في مصر، وشدد عقوبات مثيري الفتن من مخترعي الفتاوي الشاذة، وضمان تقديمها بشكل يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين المعمول بها، إضافة إلى التصدي لنشر فتاوى مغلوطة أو متشددة أو متساهلة، وضمان الالتزام بنشر الفتاوى الشرعية الصادرة من المتخصصين، والحماية من الفتاوى المتطرفة أو غير الصحيحة.
فمن غرائب هذا الزمان أن اصبح معظمنا أسير هواتفه الذكية من الصباح حتى الليل، وأصبح استخدام خدمات جوجل التي تتضمن البحث عن الخرائط والمستندات والصور والفتاوى وكل أسئلتنا بما يشبه الإدمان، وبالتالي يسارع الجميع عندما تشغلهم مسألة ما في البحث عبر جوجل، فيكتب مسألته فتخرج له صفحات مشبوهة في أمر الدين..
وأغلب معلومات هذه الصفحات تم حشوها ممن لديهم القدرة على إدخال المعلومات والتحكم فيها، وأصبح الشباب للأسف الشديد إذا تحدثت إليهم في أى مسألة خلافية أو غير خلافية، مثل التوسل بالنبى وأهل بيته وعباد الله الصالحين، تجدهم يتوجهون تلقائيًا إلى تلك المواقع فيجد الإجابة التي تناسبه..
حيث إن كل أجهزة الموبايل عبارة عن أجهزة استقبال تعرف عن صاحبها أكثر مما يعرف عن نفسه وبالتالي تعطيه ما يطلبه..
ومن المؤكد أن السائل لا يراعي عددًا من الأمور سواء كانت أمورًا شرعية أو تقنية، انطلاقًا من قول الفقهاء إن هذا العلم دين فانظروا عمَّن تأخذون دينكم، ولأن عدم الأخذ بمثل هذه الأمور قد ينتج عنه الحصول على إجابة خاطئة أو فتوى غير صحيحة..
والكارثة عند بعض مسلمي أوروبا لم يجدوا بفعل تواجدهم في بلدان غريبة غير بعض مشايخ في الانترنت هنا وهناك ليسألوهم عن قضايا دينهم ودنياهم.. وهناك من يقول لهم: لا ترتدوا السراويل أي البنطلونات! وهناك من يدعوهم إلى الاستقالة من أعمالهم في السوبر ماركت الذي يعملون بها بحجة أنها تبيع المشروبات الكحولية..
رغم أن الأصل في الافتاء يستند على التيسير وتصحيح عبادات المستفتين دون حاجة لوقوعهم تحت مشقة بالغة، حيث أن الدين يسر وليس عسرًا بما يحقق في النهاية الاستقرار المجتمعي..
ومن المعلوم أن الفتوى قد تتغير بتغير الزمان والمكان، وهي تحتاج إلى دراسة حالة واجتهاد وليس كل شخص قادرا عليها، والفتوى لها شروطها وقواعدها السليمة ولا يجوز أن تكون عبر شاشات المحمولة من جهات غير معتمدة ولا تمت لعلوم الفقه والدين بصلة..
والإفتاء من غير علم يعتبر من الأمور المحظورة والخطيرة، لأنه يضلل الناس وينشر أفكارا مغلوطة بين أفراد المجتمع، صحيح أن جوجل تقنية رائعة واستحوذت منذ اليوم الأول على كثير من الانتباه وأصبحت من التقنيات التي تحتوي علي بيانات ضخمة ومدعمه بالذكاء الاصطناعي، ويبدع في فهرست البيانات وترتيبها وتصنيفها وبسلاسة وبأسلوب لغوي يراعي قواعد اللغة، حتى أصبحت شبه آدمية، ولكن خوارزميات جوجل معدة مسبقًا، وتتمكن من الوصول إلى ما يريده الباحث عن المسألة الشرعية..
وهذه الخوارزميات تتأثر بشكل كبير بعدد من العوامل منها نَصُّ السؤال أو الكلمات المفتاحية التي يكتبها الباحث عما يريد، فقد يبحث اثنان عن مسألة واحدة ويحصلان على نتائج غير متشابهة، والسبب أن الكلمات المِفْتاحية التي استعملها الأول تختلف عما استخدمه الثاني..
فعلى سبيل المثال، لو كان السائل يريد معرفة ما إذا كان النوم ناقضًا للوضوء أم لا؟ فالباحث الذي يكتب ثلاث كلمات في خانة البحث وهي (حكم) و(النوم) و(الوضوء)، يختلف عمن يضيف كلمة رابعة هي (ينقض) أو (ناقض) فنتائج الثاني ستكون أدق من الأول.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
