اللغة العربية لقوم لا يعقلون!
يقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي سأل ذات مرة يحيى بن يعمر، أشهر قراء البصرة، فقال له: هل تراني ألحن؟ فقال له نعم لقد رفعت منصوبًا في آية من كتاب الله، فنفاه الحجاج إلى خراسان، لأنه أمسك عليه خطأ في كلمة واحدة من آية واحدة في القرآن الكريم، وخاف أن يشيع هذا الخبر بين الناس عن طريق ابن يعمر فيلحق به عار الدهر، فنفاه وهو يقول: لن تسمعني ألحن بعدها أبدًا!
وكانت جلسة أداء اليمين لرئيس وأعضاء الشورى حافلة، وأكدت مقولة الإمام على: إذا فسدت النية وقعت البلية.. فاذا كانت تلك مخرجات النخبة فما بالنا بالعامة؟! فليس أعجب من رَجُلِ قضاءٍ يَلْحَنُ فيها ويتلعثم، ويُعييه قراءةُ آيةٍ قرآنية تُقرأ وتُكتب وتتردد على ألسنة العامة..
بل تُكتب على جدران المدارس الابتدائية، وتصدح بها المنابرُ والقاعات، فى بلدٍ يُِقرُّ دستورُه أن اللغةَ العربية هى لغته الرسمية، اللغة العربية لغةٌ عادلة، أنظر كيف ترفع الفاعل وتنصب المفعول، وتجر وتجزم، فلا تخلط بين صاحب الفعل ومن وقع عليه الفعل.
لو أن قاضيًا جلس على منصة القضاء، ونطق بحكم خلط فيه بين الفاعل والمفعول به، أو بين الصفة والحال، لاهتزّ العدل في ميزانه، وضاع الحق في دهاليز اللفظ، وهكذا والوصف الرائع للأديبة نهى الرميسي، وآه من اللفظ وتنوينه، وكان من الطبيعي ألا يعرف كبار المسئولين قراءة نص سليم لأنهم لم يقرأوا بالقدر الذي يصقلهم..
فإذا كان القضاة لا يحسنون اللغة العربية في خطاباتهم ولا الخطباء في المساجد الذين هم مصدر الثقة والقدوة لدى الناس، فمن الطبيعي أن تكون اللغة العربية بعيدة عن وجدان أبنائها..
إحدى المدارس الخاصة بالإسكندرية دعت أولياء الأمور إلى الاجتماع، وطلبت منهم منع أطفالهم التلاميذ من الحديث باللغة العربية في المنزل، ومعاقبتهم على ذلك عن طريق الحرمان من المصروف، إذا وقعوا في المحظور، ونطقوا بغير الإنجليزية، ولهذا أصبحت الجملة عند الكثيرين لا تنطق إلا ونصفها أعجميا وغابت الفصحى لصالح العامية سواء الدارجة أو المستوردة.
نحن أننا أمام جيل مسخ، فلا هو يحسن لغته العربية ولا أحسن اللغات الأوربية التي لهث خلفها سنوات ولم يستطع إتقانها لدرجة ان الالتحاق بالمدارس الأجنبية، صار ميدانًا للتفاخر بين الأسر، بل إن بعض الناس صار يتباهى بأن أبناءه لا يعرفون العربية، لفرط انغماسهم في التعليم الأجنبي! حتى ينالوا بذلك وجاهة زائفة..
ومع انتشار الإنترنت والقنوات الفضائية، أصبح الشخص لا يجد وقتًا لتصفح كتاب، وبلغ الأمر ذروته حينما اقتحمت حياتنا الأجهزة الذكية، وبالتالي صار أي وقت فراغ ولو قليل يقضى في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبما لا يصنع فكرًا ولا ينقل معلومة!
والمشكلة غياب الفهم لدي مسئولي التعليم الذين جعلوا من اللغة العربية مادة هامشية لصالح اللغات الأجنبية، وهم يتجاهلون أنها لغة رسمية في 27 دولة، فهى سادس اللغات المستخدمة فى الأمم المتحدة، وتحتل المرتبة الرابعة من حيث الانتشار عالميا، حيث يتكلمها ما يربو على 422 مليون نسمة، يشكلون 6.6% من سكان المعمورة، ويستخدمها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم..
وتحظى العربية بمكانة رفيعة لدى المسلمين، كونها لغة القرآن الكريم، ولا تتم جل العبادات الإسلامية إلا بإتقان شىء من عباراتها. تكمن المزية النسبية الأبدية للغة العربية فى كونها وعاء كتاب الله المكنون فى لوحه المحفوظ، وحكمته المسطورة فى السنة النبوية المطهرة. ولقد تجلى الربط الإلهى بين اللغة العربية وكتاب الله الكريم، فى غير موضع قرآنى.
إذ قال تعالى فى الآية الثانية من سورة يوسف: «إِنَا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنا عَرَبِيا لَعَلَكُمْ تَعْقِلُونَ». وفى الآية 195من سورة الشعراء:«بِلِسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِينٍ». وفى الآية 28 من سورة الزمر: «قُرْآنا عَرَبِيا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَعَلَهُمْ يَتَقُونَ». وفى الآية السابعة من سورة الشورى: «وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنا عَرَبِيا». وفى الآية الثالثة من سورة فصلت: «كتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنا عَرَبِيا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ». وفى مطلع سورة الزخرف: «إِنَا جَعَلْنَاهُ قُرْآنا عَرَبِيا لَعَلَكُمْ تَعْقِلُونَ».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
