رئيس التحرير
عصام كامل

الترامبية في الشرق الأوسط

18 حجم الخط

يعتبر وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في يناير 2017 نقطة مفصلية في مسار السياسة الخارجية الأمريكية، إذ رفع ترامب شعارات شعبوية ترمي إلى الانكفاء عن الآخر وإتباع نهج إستعلائي يرقى إلى حد العنصرية، مع تغليب المصالح الأمريكية على ما عداها من إلتزامات وتعهدات دولية..

 

هذا فضلًا عن تركيزه على إضعاف النظام الديمقراطي الأمريكي الراسخ وعدم الإكتراث بالمؤسسات الدولية، ومهاجمته للحلفاء كذلك اتجاهه نحو شخصنة قضايا السياسة الخارجية والإعتماد على منطق الصفقة في كافة تعاملاته، وبدت الترابية في أوضح صورها خلال الساعات الأثني عشر التي قضاها في المنطقة وبدت لكل ذي عينين نهج السياسة الأمريكية خلال السنوات الثلاث المتبقية في حكمه منذ وصوله إلى البيت الأبيض.. 

 

وهذا هذا الأسلوب التفاوضي الذي يُصر ترامب على اتباعه يعتبره البعض مشابهًا لاستراتيجية رجال الأعمال في نيويورك، حيث يراهن دائمًا على الفوز بأكبر قدر ممكن من المكاسب، وبتحليل كلامه في جولته الشرق أوسطية نجد تغيير جذري في نمط وإسلوب وهيئة الرئيس الامريكي فمن الوقار والاتزان والحرص في اختيار العبارات الموزونة، نجده خرج عن القالب الرسمي التقليدي.. 

وإنطلق بكل أريحية وعفوية بشخصيته الاصلية والتي لم يخفيها خلف قناع وقالب الرئيس الجاد الذي مفروض يزن كلماته قبل التفوه بها.. بل تمادي في الهزار والاستخفاف والتحدث بعفوية شديدة وكأنه مع أصحابه في ملعب الجولف.. 

 

وعند  تحليل المفردات الأساسية للخطاب، يتضح أن اختيار الكلمات وتكرارها لم يكن عشوائيًا فكل مفردة -من إسرائيل إلى السلام والإرهاب- جاءت لتعكس خريطة نفوذ واضحة فأمريكا في موقع القيادة، وإسرائيل في موقع البطولة، والعرب في موقع الدعم المالي والمساندة. 

وأصبح السلام الاقتصادي بديلًا عن الحقوق السياسية أو المال مقابل الصمت، أو الرفاه مقابل التنازل عن المطالب الوطنية والسيادية. كلامه اتّسم بـنغمة إستعلاء أمريكي واضح: أمريكا القائد والمعلم. مع نغمة ودّية شخصية تجاه إسرائيل ونتنياهو: لغة صديق لا رئيس دولة. ونغمة تجارية في التعامل مع العرب: كل شيء عنده يُقاس بالصفقة والمال.. 

 

وفي كل تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، أمريكا لا تتقدم بمبادرات سلام إلا لإنقاذ إسرائيل، حدث ذلك بمبادرة روجرز في يوليو 1970، وزيارات كيسنجر المكوكية بعد أكتوبر 1973، ويحدث الآن بمبادرة ترامب ولكنه رئيس يثرثر كثيرا بأخطاء تاريخية أكثر..

لكنه أثبت أنه زعيم العالم فعلًا وقولًا بكل ما شاهدناه، حين يتقدم كل رؤوساء العالم واحدًا تلو الآخر لإلتقاط صورة معه.. ويتهافتون جميعًا لدعم حلمه الشخصي في الحصول على جائزة نوبل، بما فيها رئيس بحجم بوتين، ثم منحة أعلى القلادات في عدة دول، تؤكد ان الرجل وضع الولايات المتحدة في قمة العالم منفردة ووضع نفسه حاكمًا على العالم..

فالسلام، كما قدمه، لم يعد عملية سياسية تقوم على التفاوض حول الحقوق (الأرض، السيادة، اللاجئين)، بل أصبح مشروعًا أمنيًا-اقتصاديًا بحتًا. الوعد بـ عصر من الازدهار للفلسطينيين يعكس ما يُعرف بـ السلام الاقتصادي والمال مقابل الصمت، أو الرفاه مقابل التنازل عن المطالب الوطنية والسيادية. 

لا شريك فلسطيني، لا اعتراف بحق تقرير المصير، بل صفقة أُبرمت فوق رؤوسهم. والتاريخ يعلمنا أن السلام المفروض بالقوة لا يدوم، لأنه يتجاهل الجذور التي تُعيد إشعال الصراع لاحقًا. إنه تأجيل للصراع لا نهايته، لأن السلام الذي لا يشعر به الطرف الأضعف عدلًا، يظل مجرد استراحة محارب وما يستحقه ترامب كان جائزة أوسكار كأحسن ممثل عن دور رئيسي وليس جائزة نوبل للسلام.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية