جرس إنذار المغرب
كانت دول الربيع العربي تعتقد إلى درجة اليقين أن ما يجري في تونس بعيد عنها أيامها، وهو ما يتكرر الآن في المشهد المغربي، رغم أن ظروف المغرب بشكل عام أفضل من دول عربية كثيرة مجاورة، سيناريو مخيف يتجسد تلقائيا ويتكرر بحذافيره، فهل عجزنا عن تعلم دروسنا أم أن التغيير أصبح يفرض نفسه فرضا؟
خاصة أن العدوى خرجت من المغرب إلى الجزائر، وظهرت دعوات غامضة للتظاهر.. السلطة هناك سارعت للتحذير وربطتها مباشرة بالموجة المغربية.. كرة الثلج صارت محتملة: إذا التقت شبكات المغرب والجزائر في لحظة واحدة، سيتحول المشهد من احتجاج اجتماعي محلي إلى موجة إقليمية تُعيد للأذهان شبح الربيع العربي بكل أشباحه، ولكن هذه المرة بوجه شبابي رقمي.
ما يجرى في المغرب ليس مجرد احتجاجات شبابية عابرة.. بل انفجار رقمي أسرع من قدرة السلطة على الفهم، وأوسع من قدرة الإعلام الرسمي على التبرير. “جيل زد 212” خرج من شاشات الهواتف إلى الشوارع وهذه ليست مظاهرة محلية، بل شبكة جيل كامل قرر أن يختبر قوته في الميدان.
السلطة بدورها لعبت لعبتها المعتادة: قبضة أمنية من جهة، وابتسامة سياسية من جهة أخرى. نتفهم المطالب، يقول الخطاب الرسمي، بينما تُفتح السجون على مئات الشباب وتُطفأ صفحات رقمية بعد أن أغلقت صفحة جيل زد 212.. الرسالة واضحة: الحوار ممكن، لكن فقط تحت سقف القبضة.
بدأت الشرارة بعد حادثة وفاة ثماني نساء أثناء الولادة في مستشفى عام في أغادير، واشتعل الغضب. الاحتجاجات تتصاعد والصدامات بين شباب المتظاهرين “جيل زد” والأمن تزيد من تفاقم الغضب دون قيادة واضحة، تتمدد في جميع أنحاء المغرب، وسقف المطالب يتصاعد يوما بعد يوم..
بدأ باعتراض على أولويات الإنفاق، ثم تصاعد بهتافات “الشعب يريد إسقاط الفساد”، ثم الشعب يريد إسقاط الحكومة وهناك.. مبغيناش كأس العالم.. الصحة أولًا، هذا الشعار أصبح أيقونة احتجاجات غير مسبوقة في المغرب وتمثل صرخة للشباب ضد ما يرونه اختلالًا في ترتيب الأولويات..
باستثمار مليارات الدولارات في الملاعب والفنادق والبنية التحتية الرياضية، بينما تبقى الخدمات الأساسية عاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين، خصوصًا في المناطق القروية والنائية، أو ما يسميه المغاربة بـ المغرب غير النافع..
ويرى المحتجون أن الحكومة تُعطي أولوية لتشييد البنية التحتية الرياضية استعدادًا لتنظيم كأس أفريقيا 2025، وكأس العالم 2030 على حساب القطاعات الحيوية، التي تمس حياة الناس اليومية.
وهناك جانب خفى في الصراع على من يخلف الملك محمد السادس الذي يعاني من مرض عضال، فهو يرغب فى نقل الولاية لابنه ولكن أخاه يتحرك لتولى الأمور، ويبدو أن ذلك خلق صراعا في الشارع المغربى، ثم أن الشباب المغربي أكثر احتكاكا بأوروبا..
وإجادته للغات الاوربية أفضل ولهذا حين يخرج الشباب من أجل صحة وتعليم ومواجهة الفساد فهو يحلم بوطن أفضل مما هو عليه، وتلك الحركة لا تنتمي لأي تيار أو حزب سياسي، واستخدم القائمون عليها وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للتواصل مع الشباب الغاضب، وتنظيم أماكن ومواعيد المظاهرات.
ووفقا للإحصاءات الرسمية يشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و28 سنة، أي جيل زد الذين ولدوا ما بين 1997 و2012، ما نسبته 26.3% من مجموع سكان المملكة، بينما البطالة في صفوف الفئة العمرية ما بين 15 و24 عاما تصل إلى 35.8%، فيما سجلت النسبة في صفوف الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة 21.9%.
وهناك الملايين من الشباب العاطلين عن العمل، ليس بقرار منهم بل لأن الفرص في المغرب فرص طبقية، فتوزيع الثروة توزيع طبقي، وبالتالي هذا هو جوهر المشكلة والمحرك الأساسي للحراك.. وما حدث جرس إنذار ودرس لكل نظم الحكم التي عليها أن تُحدِث التغيير وإلا فسيُحْدَث بها هذا التغيير وبكُلفة باهظة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
