مصرالعظيمة أكبر مما يعتقد المصريون!
الأيام الماضية كانت مزدحمة إعلاميا بأحداث كثيرة، ولكن يأتى افتتاح المتحف الكبير هو الحدث الأهم على الاطلاق، نظرا للأهمية الكبيرة للمتحف وما يحمله من رسائل مهمة، هذه الرسائل أرى أنها في المقام الأول موجهة إلى المصريين قبل العالم..
بداية فقد ثبت بالدليل أن الكثير من المسئولين وأيضا المصريين لا يعرفون قيمة ومكانة مصر، يروى الكاتب الكبير الراحل عبدالتواب يوسف أنه أثناء زياراته لابنه في الولايات المتحدة الامريكية، قام بزيارة أسرة أمريكية جيران لابنه..
وبحكم تخصص الأستاذ عبدالتواب الكتابة للأطفال، جذبه فضوله إلى محاورة طفل الأسرة الأمريكية، فما كان من الطفل إلا أن طلب منه الذهاب إلى غرفته التى كانت تضم مكتبة، مما آثار الاستاذ التواب، فسأله هل تسمع عن مصر؟
فكانت المفاجأة الكبرى أن الطفل إبتسم وظهر عليه علامات الفرح لمجرد أنه عرف أن ضيفه مصرى، ثم مد يده إلى المكتبة مخرجا منها موسوعة عن الحضارة المصرية، يقول الأستاذ عبدالتواب: لم أصدق أن طفلا في الثانية عشر من عمره وربما أقل في مكتبته موسوعة عن الحضارة المصرية، بل والطفل سعيد بها ويقدرها!
فى الخمسينات والستينات كل من سافر إلى أوروبا، كان المواطنين بمجرد أن يعرفوا أنه مصري كان يصحيون: مصر ناصر! يروى الدكتور محمد إسحاق عندما كان يدرس الدكتوراه في ألمانيا، كان الجميع يقول مصر بلد ناصر، يروى الدكتور كمال درويش أثناء دراسته الدكتوراه في ألمانيا كان الجميع يرفعون القبعة إلى مصروناصر..
ويروى السفير جمال البيومي عندما عين سفيرا في أحد الدول الأوروبية فيقول: ركبت تاكسي للذهاب إلى مقر السفارة المصرية، لم يعرف السائق ماذا يريد السفير البيومى إلا بعد أن قال أريد سفارة مصر بلد ناصر، في الستينات كان في الأمم المتحدة سبعة وثلاثين دولة أفريقية ينظرون عند التصويت لمندوب مصر، إذا رفع يده رفعوا أيديهم، وإذا لم يرفع يده لا يرفعون، هذه مصر للذين لا يعرفون قيمة مصر وقدرها..
حتى في عصر الاحتلال قبل ثورة يوليو، كان الملك فاروق يقف حوله كل الحكام العرب وهو جالس، مصر هي التى قادت حركات التحرر في افريقيا، حتى إن مصر كانت أول دولة تعترف بالصين فكانت الشرارة إلى قادت لاعتراف العالم بها، وحتى الآن لايزال الصينين يشعرون بالامتنان لمصر لهذا الموقف..
وهناك موقف آخر يتذكره الصينين ونسيه المصريين، هو حضور شوين لاى رئيس الوزراء الصيني احتفال مصر بعيد العلم الذي كان عبدالناصر يكرم فيه الاوائل، ويعتبر الصينين هذا كان أكبر تكريم، مصر عبدالناصر لاتزال حاضرة في الهند والامريكتين وأفريقيا، وهذا يعني أن مصر حاضرة بتاريخها، وليس معنى التخاذل والسياسات الفاشلة نحو الدول التى كانت الاقرب إلى لمصر، أن مصر غائبة..
أعود إلى مصر العظيمة فأقول: إن البعض عبرعن سعادته بالافتتاح بشكل مبالغ وساذج، والبعض تصور أن مجرد توجيه أي نقد للحفل هو بمثابة ضرب الكرسي في الكلوب، وتحويل الفرح إلى عزاء، إقامة المتحف مجرد بداية وإفتتاحه هو مجرد إشارة للبدء في إستقبال الالاف من كل انحاء العالم..
المتاحف هى مدارس لتعلم الوعي والانتماء وليست مجرد مزار، كان المتحف المصري والاسلامي ومارى جرجس بالنسبة لنا أماكن نرسم ونتعلم ونتأمل ونستمتع بها، وكان هذا طوال سنوات الدراسة وليس مجرد زيارة وصور نعود بها أو ننشرها على صفحاتنا الفيسبوكية..
المتحف يحتاج إدارة واعية ليست كوادر موظفين، إفتتاح المتحف فرصة للضغط لإعادة بعض ما تم سرقته وتهريبه للخارج، هناك متاحف كاملة من آثار مصر القديمة، على سبيل المثال في هولندا يوجد متحف به مائة ألف قطعة، وغيره كثير في العالم، وأتمنى منع خروج أي آثار للعرض في الخارج..
أعود للافتتاح فلم يكن على مستوى المتحف، وكان فيه أجزاء مسجلة وليست على الهواء كما قال المسئولين عن الحفل، فإفتقد الرؤية المتكاملة، كما إنه سقط منهم عبقرية الهارب للفنانة منال محيى الدين التى يعرفها العالم كله، والفنان عز الاسطول وغيرهم، المهم الآن أن القادم هو الأصعب وعلينا أن ندرك أن المتحف ليس مجرد مزار وإنما مدرسة لتعلم وترسيخ الانتماء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
