رئيس التحرير
عصام كامل

ما لا يشترى!

18 حجم الخط

في زمنٍ صار فيه المال معيارًا ظاهرًا لقيمة الإنسان، يُخيَّل للكثيرين أن امتلاك المزيد هو الطريق الأسرع للسعادة والأمان والوجاهة الاجتماعية. فنرى من يجتهد بلا توقف ليقتني بيتًا أوسع، أو يبحث عن جنسية أجنبية تمنحه شعورًا بالاستقرار، أو يطارد أرفع مظاهر الرفاهية من سيارات فارهة ومدارس باهظة. 

 

ومع ذلك، كلما اتسع ما في اليد ضاق ما في القلب، وكلما تعددت الأشياء حولنا ازدادت المخاوف التي تسكننا. هنا نفهم أن الرزق وحده لا يكفي، وأن هناك قوة معنوية خفية تُسمى البركة، هي التي تمنح الأشياء روحها وقيمتها.


فالبيت قد يكون واسع الجدران ضيق السكينة، لأن الأمان ليس في الخرسانة بل في القلوب المتآلفة. والجنسية قد تُعرّفك بوثيقة، لكنها لن تمنحك وطنًا إن لم يحمل قلبك جذوره. والمال قد يسوق إليك أمهر الأطباء، لكنه لا يملك توقيع الشفاء. 

والسيارة اللامعة قد تبدو حلما، لكنها لا تضمن فرحًا أو راحة بال. والجمال الخارجي قد يخطف النظر، لكنه لا يصنع زوجة صالحة أو ودًا مقيمًا. وحتى التعليم الراقي، إن لم يتصل بقيم راسخة وضمير حي، فلن يخرج أبناءً نافعين ولا أجيالًا تحمل مسؤولية الحياة.


إن الفرق بين الرزق والبركة يشبه الفرق بين الكم والكيف، بين الامتلاك والاستمتاع، بين أن تعيش حياتك وأن تحياها حقًا. الرزق قد يأتي كثيرًا، لكنه إن فُقدت منه البركة يتبخر كأنه لم يكن، بينما القليل إذا باركه الله نمَا وامتد وتحوّل إلى سعادة تُرى في العيون وطمأنينة تُحس في الصدور. 

لذلك كانت دعوات الصالحين لا تقتصر على طلب الرزق بل طلب البركة فيه، لأن البركة هي الرضا، والرضا هو بداية القناعة، والقناعة هي أول بوابة للسكينة.


إن ما يعانيه المجتمع اليوم ليس نقصًا في الموارد بقدر ما هو نقص في المعنى. نُجيد جمع الأشياء ولا نُجيد العيش بها. نتنافس على ما يُرى ونغفل عما يُعاش. نطارد الزيادة وننسى القيمة. فإذا فقد الإنسان إحساسه بالبركة في حياته، لن يشعر بالاكتفاء ولو ملك الدنيا بأكملها. 

أما حين تتنزل البركة على رزقه القليل، يصبح غنيًا بأقل القليل، وسعيدًا دون شروط، وهادئًا دون امتلاك كل ما يرغب.

ختامًا، نسعى ونعمل ونأخذ بالأسباب، فهذا واجب العمر، لكننا لا نطمئن إلا حين ندرك أن كل ما نملك هو فضل من الله، وأن السعادة ليست فيما نملك، بل فيما ينعم الله به على قلوبنا من نور البركة. فاللهم ارزقنا رزقًا حلالًا طيبًا، وبارك لنا فيما رزقتنا، واجعل الخير في ما أعطيت، والسكينة في ما أبقيت، فإن النفوس لا تشبع إلا بما يباركه الله.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية