العبور المنشود!
أمتُنا أمةُ حضارةٍ سادت العالم قرونًا، وأنارت للبشرية دروبها المظلمة، بشهادة المنصفين من مفكري الغرب، لكن السؤال المؤلم: ماذا جرى لتلك الأمة العريقة؟ وكيف انسحب البساط من تحت أقدامها؟ إنّ أسباب التراجع كثيرة، غير أن أخطرها هو التخلي عن العلم والعلماء، وتقديم أهل الثقة على أهل الخبرة والاختصاص.
فحين يُهان المعلّم، ويُحتقر الطبيب، ويُهمّش العالِم، وتُمنح القيمة لمن لا يستحق، تبدأ الحضارة في الانهيار بصمت. لقد أدرك المفكر مالك بن نبي أن سقوط الأمم لا يكون بالرصاص، بل حين يُشوَّه سُلَّم القيم، ويُعظَّم التافه، وتُحطَّم القامات، وتُمسخ القدوة، فتفقد المجتمعات بوصلة الوعي وتستبدل الفكرة بالضجيج.
وفي قمة شرم الشيخ للسلام، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه حرص على توقيع الاتفاق في مصر لأنها بلد عريق يمتد تاريخه لستة آلاف سنة، غير أن السؤال الجوهري: هل تُقاس عظمة الأمم بطول أعمارها، أم بقدرتها على صون إنسانها وبناء وعيه وتقدير علمه؟
هل مصر اليوم هي ذاتها مصر التي كتبت فجر التاريخ، وعلّمت الدنيا معنى الإبداع والريادة، وكانت يومًا سلة غذاءٍ للعالم؟ وهل ما يعانيه المواطن اليوم في ظل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي يعكس ملامح بلدٍ أنار العقول وشيّد أول مدرسة وأول جامعة عرفها الإنسان؟
أي قدوة يتأسى بها شباب اليوم؟ أهم العلماء والمفكرون، أم نجوم الفن والكرة؟ وهل يتصدر التافهون المشهد صدفةً، أم يُنتجون بعناية ليشغلوا الناس عن قضاياهم، ويُضحكوهم حين يجب أن يفكروا، ويمنحوهم وهْم الحياة بينما يُسحب البساط من تحتهم؟ ألا يمكن أن تُهدَم المجتمعات من داخلها حين تختل المعايير وتُشوَّه القيم؟
وأين الإنسان في فكر الحكومة وأولوياتها؟ هل التعليم في أوج عطائه والصحة في أبهى صورها، أم كلاهما رهين بمزاج وزير يغيّر ما قبله بجرة قلم دون رؤية تراكمية أو مشروع وطني شامل يضع الإنسان في مركز الاهتمام؟
إن الحضارة لا تعيش في المتاحف ولا على صفحات التاريخ، بل في ضمير الأمة حين تحترم معلمها وطبيبها وعالمها، وتعيد الاعتبار للعقل قبل العاطفة، وللكفاءة قبل الولاء، وللقيمة قبل الشهرة. فالحضارة كما قال مالك بن نبي ليست ما نملك من آثار، بل ما نحمل من أفكار.
وإذا أردنا أن نستعيد وجه مصر الحضاري المشرق، فعلينا أن نبدأ من داخل الإنسان، بترميم منظومة القيم وإحياء الضمير الجمعي، ليعود للوطن إشراقه الأول؛ وطنٌ لا يُقاس بتاريخه فحسب، بل بقدرته على صناعة مستقبلٍ يليق بعظمة ماضيه.
إن مصر التي عبرت من الهزيمة إلى النصر، قادرة أن تعبر من التراجع إلى النهوض، شريطة أن تبدأ عبورها من وعيها، فالحضارة في جوهرها عبورٌ دائم من التبعية إلى المبادرة، ومن الفوضى إلى الفكرة، ومن الاستهلاك إلى الإبداع، ومتى ما استعاد الإنسان مكانته، استعاد الوطن حضارته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
