أسئلة على هامش انتخابات البرلمان! (2)
قبل أن نُسارع إلى انتخاب مجلس نواب جديد، يثور سؤال مهم: ماذا قدّم البرلمان السابق للمواطن؟ لماذا غاب قياس الرضا الشعبي عن الأداء التشريعي والرقابي؟ ولماذا لا يُوزَّع استمارة تقييم بسيطة على الناس قبل أن نوزّع اللافتات والشعارات والوعود الانتخابية البراقة؟
الشعب الذي دفع الثمن الأكبر من التضخم والغلاء وتعقيدات الحياة اليومية يحق له أن يعرف: هل أخلص نوابه في الدفاع عنه؟ أين كانت أصواتهم عندما ارتفعت الأسعار المرة تلو الأخرى؟
نحن اليوم أمام معركة مبكرة، طعون واستبعادات وجدل صاخب. لكن الجوهر غائب. الحكم في النهاية ليس للمحكمة ولا لشعارات المرشحين، الحكم لشارع لم يقل كلمته.. وعندما يتكلم الشارع، فهو لا يجامل.
المواطن هو الثروة الحقيقية لأي سياسة. المصري لا يطلب المستحيل. يريد اقتصادًا يتنفس، وظائف تحفظ الكرامة، أسعارًا عادلة، وعدالة اجتماعية تقنعه أن الدولة معه لا عليه. يريد أن يشعر أن النائب ينظر في عينه لا فوق كتفه.
نريد برلمانًا لا يخاف الرقابة بل يمارسها. لا يخشى كشف الخطأ بل يصوّبه. برلمانًا معيار الوصول إليه هو الكفاءة والعلم لا المصالح الشخصية وشبكات الولاء. برلمانًا لا يتعامل مع الحصانة ك درع نجاة بل كتكليف ثقيل.
هل يستطيع النواب الجدد أن ينسوا فتنة الكرسي ويتذكروا أمانة الناس؟ هل يجرؤون على مساءلة مسؤول مقصّر مهما يكن منصبه؟ هل يحترمون الدستور فعلًا أم يرفعونه كشعار فقط؟
الدولة العصرية لا تحتاج إلى نواب يبتسمون أمام الكاميرات. تحتاج إلى نواب يذهبون إلى المستشفيات والمدارس والأسواق قبل أن يذهبوا إلى المنصات. تحتاج إلى تشريع يصنع فرص عمل لا فرص مجاملة. تحتاج إلى رقمنة تكسر البيروقراطية، وإلى إرادة تحارب الفساد من جذوره.
المعارك الحقيقية ليست في لجان الانتخابات، بل في معركة التعليم ضد الجهل، والصحة ضد المرض، والأمن الغذائي ضد العوز. هذه هي المهام التي ينتظرها الناس من نوابهم.
والأحزاب؟ من المخجل أن يطالب حزب لا يعرف الديمقراطية في داخله بأن يقودها في الوطن. السياسة ليست غنيمة تُقتسم خلف الأبواب المغلقة.. الشارع سيحكم. والناس ستتذكر. وكل نائب سيدخل البرلمان وفي يده شيك على بياض صادر من المواطن.
ويبقى السؤال الأكبر الذي يحدد المستقبل: هل يتحرر البرلمان الجديد من استخدام الحصانة لحماية المصالح الخاصة؟ هل نرى فيه من يؤمن بالعمل العام دون مقابل؟ هل يقيس النائب نجاحه بما قدّمه للناس لا بما حصّله لنفسه؟ هل نطوي صفحة الكرسي فوق المواطن، ونفتح صفحة الكرسي من أجل المواطن؟
الإجابات لن تُكتب في البرامج الانتخابية.. بل في يوميات الناس بعد 2025.. والشعب، وهو القاضي الأخير، لن يمنح ثقته إلا لمن يثبت أنه أهل لها.. وهل يتعلم البرلمان الجديد من أخطاء الأمس؟ هل يقيس رضى المواطن قبل أن يقيس مكاسب السياسة؟ هل يتحول إلى مؤسسة فعالة للرقابة والتشريع وخدمة الناس لا مجرد منبر للجدل؟
المواطن هو رأس المال الحقيقي للسياسة، وهو البوصلة التي يجب أن يتجه نحوها كل نائب. ومصر اليوم تحتاج إلى برلمان جديد يقترب من الناس بلا حواجز، يصغي لمعاناتهم، ويشرّع بقلب حي وعقل مفتوح..
لأن المصري لا يطلب المعجزات، بل يريد اقتصادًا قادرًا على الصمود، وفرص عمل تحفظ كرامته، وأسعارًا عادلة، وحياة يشعر فيها بأن الدولة تحمي حقوقه وتفتح أمامه باب الأمل.
برلمان المستقبل مطالب بأن يحترم الدستور ويمارس دوره الرقابي بشجاعة، ويوازن بين السلطات دون خضوع أو تردد.. مصر اليوم بحاجة إلى برلمان جديد واعٍ بحجم التحديات، قريبٍ من الناس، يصغي لآلامهم قبل أصواتهم، ويشرّع بحكمة ويحرس الصالح العام بضمير يقظ.
برلمان يعرف أن الناس لا يبحثون عن وعود مطاطة، بل عن اقتصاد يتنفس، واستثمارات تتدفق، وفرص عمل تحفظ الكرامة، وأسعار منضبطة، وعدالة اجتماعية تُشعر المواطن بأنه شريك لا عبء.
نريد برلمانًا يحترم الدستور وسيادة القانون، ويوازن بين السلطات دون انحياز. برلمانًا يجعل الكفاءة والعلم معيارًا للاختيار، لا الولاء والقرابة. لا تؤثر فيه بريق الوجاهة ولا حصانة المقاعد، يسع الجميع بعدل، ويضع أمامه حقيقة ثابتة أن الأمن القومي يبدأ من ثقة المواطن في دولته.
نريده برلمانًا يصنع دولة عصرية رقمية، تحطم البيروقراطية وتواجه الفساد بلا تردد، وتخفف مشقة الخدمات عن الناس عبر الشفافية والسرعة. برلمانًا يحتفي بالخبراء، ويؤمن أن الإنسان هو الثروة الأولى، وأن العدالة ليست في توزيع الموارد فقط، بل في توسيع الفرص وتمكين العقول.
التعليم الجيد، والبحث العلمي المنتج، والرعاية الصحية الكريمة يجب أن تكون أولويات لا تتزحزح، لأن الجهل والمرض والفوضى هي أعداء التنمية الثلاثة. كما أن دعم مشروعات الدولة القومية لحماية الأمن الغذائي والمائي والدوائي والطاقة ليس رفاهية بل نافذة النجاة.
أما أحزابنا السياسية فمدعوة للعودة إلى دورها الأصيل.. مدرسة لتأهيل القيادات وإحياء المنافسة الصحية. المناصب مسؤوليات تُحمَل على الكتف لا غنائم تُقتسم، ومن لا يمارس الديمقراطية داخل جدرانه لن يقنع الناس بها خارجه.
المطلوب اليوم مسؤولون ينزلون إلى الشارع، يسمعون الناس بصدق، ويصارحونهم بالتحديات بعيدًا عن التجميل والتبرير. الشفافية تعمق الثقة وتغلق أبواب الشائعات على المتربصين بالوعي العام.
إن الوطن لا ينهض بسلطة واحدة، بل بتكامل الجميع. والتواصل المستمر بين البرلمان والحكومة والشعب هو أساس رأي عام واعٍ لا تُخدعه العناوين الرنانة ولا تُباع له الأوهام.
لقد تعب المواطن من الشعارات. ينتظر أداءً صادقًا، ينتظر إرادة تُترجم الثقة إلى إنجاز. والشعب، وهو الرقيب الأول والأقوى، لن يقبل بأقل من برلمان يليق باسم مصر وتاريخها وطموحها في المستقبل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
