بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هل تدخل تل أبيب مرحلة العزلة السياسية؟ خبراء يجيبون: هذا التحول بداية الحصار السياسي لدولة الاحتلال ويؤشر على تآكل النفوذ الإسرائيلي عالميا
الاعترافات الدولية التي شهدتها الأمم المتحدة لصالح الدولة الفلسطينية تعد لحظة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، وانتصارا سياسيا ومعنويا يفتح آفاقا جديدة أمام الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، وفى نفس الوقت فرضت حالة من العزلة السياسية على دولة الكيان الصهيونى التى تمارس العنف والإرهاب بفعل حكومة متطرفة برئاسة نتنياهو، فماذا قال الخبراء عن هذه الخطوة؟!

قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبريات والخبير بملف الصراع العربي الإسرائيلي: إن اعتراف بريطانيا وفرنسا بالدولة الفلسطينية سيؤدي إلى فرض عزلة سياسية على حكومة الاحتلال، وخصوصا بعد تراجع رصيدها فى أمريكا، خاصة أن هذه الاعترافات من جانب دول غربية ساندت إسرائيل لسنوات طويلة وساهمت في تأسيسها وخاضت معها حروبا، مشيرا إلى أن الأمر يمثل لطمة كبرى للداخل الإسرائيلي، ويزيد من عزلة إسرائيل سياسيا خاصة ونحن نتحدث عن 160 دولة تعترف تباعا بدولة فلسطين حتى الآن.
تخوفات إسرائيل من الرئيس الأمريكي القادم
وأكد أن هناك تخوفات إسرائيلية من الرئيس الأمريكي الذي سيأتي بعد ترامب، فربما يكون محايدا أو على الأقل لن يكون منحازا لإسرائيل مثل ترامب، وبالتالي هناك تخوفات من أن يمتد تأثير هذا التأييد الأوربي للدولة الفلسطينية لأراضي 1948.
وتساءل الخبير في الشأن العبري: لماذا الآن يتم رفض حل الدولتين؟، وهو ما يفتح الباب أمام خيار الدولة الواحدة من النهر إلى البحر، أي الدولة الفلسطينية.
وأجاب قائلًا: “الجانب الغربي يدرك أن هناك طرفًا فلسطينيًّا يعترف بحدود عام 1967، ويقبل بـ22% فقط من أرض فلسطين التاريخية تحت الانتداب البريطاني، في المقابل، هناك طرف إسرائيلي يصر على مخطط التهجير والاستيلاء على الأرض، مبينا أن هذا ما حذر منه الكاتب الإسرائيلي عاموس عوز، أحد مؤسسي حركة ”السلام الآن"، حيث قال: “إذا لم نقبل بحل الدولتين فستأتي حكومة إسرائيلية تقمع معارضيها وتقتل الفلسطينيين، وفي النهاية سيفرض على إسرائيل حصار دولي وعزلة سياسية، وستُقام دولة فلسطينية من النهر إلى البحر”.
إعلان الدول الغربية واعترافها بالدولة الفلسطينية يستلزم تصديها للتهجير
كما تساءل الدكتور أحمد فؤاد أنور: لماذا الآن؟ وأجاب: لأن إعلان الدول الغربية واعترافها بالدولة الفلسطينية يستلزم تصديها للتهجير وعدم السماح بالاستيلاء على الأرض، وهنا نعود لمبدأ اللأض مقابل السلام، وبالتالي التخوفات الإسرائيلية كبيرة خاصة أن هناك من يحاول أن يقود مشروع التهجير من خلال الصهيونية العالمية من خلال فرض القوة اعتمادا على الاحتماء بالقوى الكبرى والتي تراجعت عن دعم إسرائيل، بل إن الغالبية أصبحت تحمل نتنياهو مسئولية هذه الخسائر السياسية الفادحة وتحميل الصهيونية الدينية المسئولية أيضا، وبالتالي أصبح داخل إسرائيل والغرب الأوربي اتهامات متبادلة بين المستوى السياسي والمستوى العسكري داخل إسرائيل.

قال الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولى: إن اعتراف بعض الدول بـدولة فلسطين تؤثر في القضية الفلسطينية بشكل كبير إيجابيًّا، حيث إنها تُعزِّز من الوضع القانوني والسياسي لفلسطين على الصعيد الدولي، وتزيد من الضغوط على إسرائيل للعودة إلى مفاوضات السلام.
تأثير الاعتراف في القضية الفلسطينية
وأضاف لـ"فيتو": "لا يمنح هذا الاعتراف تلقائيًا فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لكن تأثير الاعتراف في القضية الفلسطينية يتمثل في الآتي:
* تعزيز الشرعية الدولية: يمنح الاعتراف الدولي فلسطين شرعية أكبر ويُرسّخ من حقها في تقرير المصير، مما يدعم موقفها في المحافل الدولية.
* عزل إسرائيل: تُشكل هذه الاعترافات ضغطًا سياسيًا ودبلوماسيًا على إسرائيل وتُساهم في زيادة عزلتها الدولية، خاصة أن بعض هذه الدول لها ثقل سياسي واقتصادي كبير.
* بناء الدولة: يمكن أن يؤدي الاعتراف إلى تقديم المزيد من المساعدات الدولية لفلسطين لبناء وتعزيز مؤسسات الدولة، مثل الأنظمة القضائية، والتعليم، والبنية التحتية، مما يمكنها من ممارسة سيادتها حط من المستقبلية.
إحياء حل الدولتين
وواصل الدكتور أيمن سلامة حديثه، قائلًا: “تُعتبر هذه الاعترافات بمنزلة محاولة لإعادة الزخم لمبدأ حل الدولتين، الذي يرى المجتمع الدولي أنه الحل الأمثل للصراع”.
وتابع: "لا يمنح الاعتراف الدولي لفلسطين من قبل عدد من الدول الحق في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بشكل مباشر، فالعضوية الكاملة تخضع لإجراءات محددة ومعقدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
متطلبات الحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة
وأوضح أنه لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فإنها تحتاج إلى:
1. تقديم طلب: على فلسطين تقديم طلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يتضمن إقرارًا رسميًّا بقبولها للالتزامات الواردة في الميثاق.
2. موافقة مجلس الأمن: يُنظر في الطلب من قبل مجلس الأمن.
يجب أن يحصل الطلب على موافقة 9 أعضاء على الأقل من أصل 15 عضوًا، شريطة عدم وجود فيتو من أي من الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، والصين).
وهنا تكمن العقبة الكبرى أمام فلسطين، حيث سبق أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع انضمام فلسطين.
3. موافقة الجمعية العامة: إذا أوصى مجلس الأمن بقبول العضوية، يُعرض الطلب على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يجب أن يحصل الطلب على أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء الحاضرة والمصوتة.
وأصدرت رئاسة مؤتمر حل الدولتين بيانًا مشتركًا،، أكدت فيه أن اعتماد إعلان نيويورك يشكل مسارًا لا رجعة فيه نحو حل الدولتين ويقدم بديلًا مبدئيًا وواقعيًا لإنهاء دائرة العنف والحروب المتكررة.
وطالب البيان بتوحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، مؤكدة على ضرورة إنهاء حكم حركة حماس ونزع سلاحها لضمان تحقيق الاستقرار واستكمال مسار حل الدولتين.
وأشار البيان إلى أن المجتمع الدولي ينظر إلى أي مشروع إسرائيلي لضم الضفة الغربية باعتباره خطًا أحمر، محذرة من أن أي خطوات من هذا النوع ستترتب عليها عواقب جسيمة على الصعيد السياسي والدبلوماسي، مؤكدا أن إنهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل وفق الأمم المتحدة طريق الاندماج الإقليمي لإسرائيل.
ودعا جميع الدول إلى الإسراع في تنفيذ إعلان نيويورك عبر خطوات عملية، مؤكدًا الالتزام بدعم نشر بعثة دولية مؤقتة في قطاع غزة لتحقيق الاستقرار، انسجامًا مع نصوص الإعلان.
وأشاد البيان بالاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين، مؤكّدًا أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تشهد مرحلة حاسمة.
وأكد أن إعلان نيويورك حصل على تأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموافقة 142 دولة، ما يعكس الدعم الدولي الواسع لمسار حل الدولتين.
هذا التحول يؤشر على تآكل النفوذ الإسرائيلي عالميا
وأكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام، وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن اعتراف بريطانيا وفرنسا بـالدولة الفلسطينية يضع إسرائيل في عزلة دولية حقيقية لم تشهدها منذ تأسيسها، مؤكدا أن هذا التحول يؤشر على تآكل النفوذ الإسرائيلي عالميا.

اعتراف دولتين أوروبيتين مؤثرتين يكسر الحصانة السياسية التي تمتعت بها إسرائيل لعقود
وقال الدكتور مهران: إن اعتراف دولتين أوروبيتين مؤثرتين وعضوتين دائمتين في مجلس الأمن بفلسطين يكسر الحصانة السياسية التي تمتعت بها إسرائيل لعقود ويضعها أمام تحديات دبلوماسية واقتصادية خطيرة.
التطور يقوض قدرة إسرائيل على بناء تحالفات دولية جديدة
وأشار إلى أن هذا التطور يقوض قدرة إسرائيل على بناء تحالفات دولية جديدة ويضعف موقفها التفاوضي في المحافل الدولية.
وأوضح الخبير القانوني أن تراجع الرصيد الإسرائيلي في أمريكا نفسها يضاعف من حجم العزلة التي تواجهها إسرائيل مؤكدا أن الرأي العام الأمريكي بدأ يتحول ضد السياسات الإسرائيلية خاصة بين الأجيال الشابة والأقليات.
العزلة ستؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال المقاطعة التدريجية والانسحاب الاستثماري
ولفت الدكتور محمد محمود مهران إلى أن هذه العزلة السياسية ستؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال المقاطعة التدريجية والانسحاب الاستثماري والضغوط على الشركات الدولية لتجنب التعامل مع إسرائيل.
وأكد أن القانون الدولي يتيح للدول فرض عقوبات أحادية على إسرائيل دون الحاجة لموافقة مجلس الأمن.
وحذر الدكتور محمد محمود مهران من أن استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية سيدفعها نحو مزيد من العزلة وقد يجعلها دولة منبوذة دوليا على غرار نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا.
وشدد على أن مصير إسرائيل بات مرهونا بقدرتها على التكيف مع الواقع الجديد والالتزام بالقانون الدولي أو مواجهة عزلة متزايدة تهدد وجودها على المدى الطويل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




