رئيس التحرير
عصام كامل

السمنة عند الأطفال خطر يهدد صحة الأجيال القادمة.. النمط الغذائي السيئ وقلة الحركة «أبرز الأسباب».. ممارسة الرياضة الحل الأمثل.. وأطباء يحذرون: مراقبة الوزن ضرورة لا ترف

السمنة عند الأطفال
السمنة عند الأطفال
18 حجم الخط

السمنة عند الأطفال، واحدة من أبرز التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، إذ باتت تنتشر بوتيرة متسارعة في مختلف المجتمعات، سواء المتقدمة أو النامية، لتتحول من مجرد مشكلة فردية إلى قضية عامة تمس الصحة العامة والتنمية المستقبلية. 

وأشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات السمنة لدى الأطفال والمراهقين تضاعفت عدة مرات خلال العقود الماضية، الأمر الذي يستدعي اهتمامًا بالغًا من الأسر والجهات الصحية والتعليمية على حد سواء.

وأكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية، أن السمنة عند الأطفال ليست مجرد مشكلة جمالية أو مؤقتة، بل هي أزمة صحية تهدد جيلًا بأكمله إن لم يتم التعامل معها بجدية.  

ويقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع مسؤولية كبيرة في التوعية والوقاية والعلاج؛ فالطفل السليم اليوم هو رجل أو امرأة صحيان غدًا، والاستثمار في صحة الأجيال هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا وخاليًا من الأمراض. 

ما هي السمنة عند الأطفال؟

وأوضحت الدكتورة مروة، أن السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل هي تراكم مفرط للدهون في الجسم قد يؤثر سلبًا على صحة الطفل.  

ويُحدد الأطباء عادةً إصابة الطفل بالسمنة من خلال قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومقارنته بالمعايير الخاصة بالعمر والجنس. فإذا تجاوز المؤشر نسبة معينة، يُعتبر الطفل مصابًا بالسمنة، مما يعرضه لمضاعفات صحية ونفسية لاحقة.

اسباب سمنة الاطفال
أسباب سمنة الأطفال

أسباب السمنة عند الأطفال

وأضافت الدكتورة مروة، أنه لا يمكن إرجاع السمنة إلى سبب واحد فقط، بل هي نتيجة تداخل عدة عوامل، وهي كالتالي:

النظام الغذائي غير الصحي

الاعتماد المفرط على الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكر.

الإكثار من تناول المشروبات الغازية والعصائر المعلبة.

إهمال تناول الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف.

الخمول وقلة النشاط البدني

مع انتشار الأجهزة الإلكترونية، أصبح الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، سواء في مشاهدة التلفاز أو اللعب على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ما يقلل من وقت ممارسة الرياضة والحركة.

العوامل الوراثية والجينية

الأطفال الذين ينحدرون من أسر تعاني من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها، نتيجة لعوامل جينية وسلوكية مشتركة.

العوامل النفسية والاجتماعية

بعض الأطفال يلجأون إلى الطعام كوسيلة للهروب من التوتر أو القلق.

البيئة الأسرية التي لا تشجع على التغذية السليمة أو الرياضة تزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة.

مخاطر السمنة عند الأطفال

وأكدت الدكتورة مروة، أن آثار السمنة تتجاوز مجرد الشكل الخارجي أو زيادة الوزن، إذ ترتبط بعدد من المضاعفات الصحية والنفسية، ومنها ما يلي:

المشاكل الصحية الجسدية

ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

مشاكل في المفاصل والعظام نتيجة الضغط الزائد على الهيكل العظمي.

اضطرابات التنفس أثناء النوم مثل انقطاع النفس النومي.

المشاكل النفسية والاجتماعية

انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالنقص.

التعرض للتنمر من قبل الأقران في المدرسة أو المجتمع.

القلق والاكتئاب بسبب الإحباط أو عدم الرضا عن شكل الجسم.

مخاطر مستقبلية

الأطفال المصابون بالسمنة أكثر عرضة للاستمرار بها في مرحلة البلوغ، ما يزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية لاحقًا.

وقاية الاطفال من السمنة
وقاية الأطفال من السمنة

طرق الوقاية من السمنة عند الأطفال

 الوقاية تبدأ منذ الصغر، بل ومنذ مرحلة الحمل والرضاعة، إذ إن غرس العادات الصحية في وقت مبكر يُعتبر خط الدفاع الأول:

تشجيع التغذية السليمة

إدخال الفواكه والخضروات في الوجبات اليومية.

تقليل الأطعمة المصنعة والسكريات.

تشجيع الطفل على تناول وجبة الإفطار بانتظام.

زيادة النشاط البدني

تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة أو اللعب في الهواء الطلق.

تقليل ساعات الجلوس أمام الشاشات إلى ساعتين يوميًا كحد أقصى.

 

دور الأسرة

أن تكون الأسرة قدوة في ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي.

إشراك الطفل في تحضير الوجبات الصحية ليشعر بالمسؤولية.

 

دور المدرسة والمجتمع

توفير حصص رياضية منتظمة داخل المدارس.

توعية الأطفال من خلال برامج تثقيفية عن مخاطر السمنة وأهمية الغذاء السليم.

 

علاج السمنة عند الأطفال

عندما يكون الطفل مصابًا بالفعل بالسمنة، فإن العلاج يجب أن يكون تدريجيًا وتحت إشراف طبي متخصص، مع التركيز على ما يلي:

التقييم الطبي

فحص شامل لتحديد درجة السمنة ومضاعفاتها المحتملة.

التغيير السلوكي

تعليم الطفل كيفية التحكم في حجم الوجبات واختيار أطعمة صحية.

الدعم النفسي

مساعدة الطفل على تقبل نفسه والتغلب على مشاعر الرفض أو التنمر.

التدخل الطبي في الحالات الشديدة

في بعض الحالات النادرة قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية أو إجراءات خاصة، لكن غالبًا ما يكون الحل الأمثل هو تعديل نمط الحياة.

 

علامات مبكرة للسمنة يمكن أن تلاحظها الأم:

زيادة الوزن بشكل غير متناسب مع الطول والعمر

لو وزن الطفل بيزيد بسرعة ملحوظة مقارنة بأقرانه في نفس السن.

وجود بروز واضح في منطقة البطن أو الوجه ممتلئ بشكل غير طبيعي.

صعوبة الحركة أو قلة النشاط

الطفل يتعب بسرعة عند الجري أو اللعب.

يفضل الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز أو الهاتف بدل النشاط البدني.

العادات الغذائية غير السليمة:

إقبال كبير على الأكلات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية.

رفض تناول الخضار والفواكه بشكل متكرر.

 

علامات جسدية واضحة:

وجود ثنيات جلدية عميقة أو احمرار بين الثنايا.

ظهور خطوط تمدد (stretch marks) في أماكن مثل البطن أو الفخذين.

 

تأثيرات نفسية واجتماعية

شعور الطفل بالخجل من جسمه.

التعرض للتنمر أو تجنب اللعب مع أقرانه.

 

خطوات عملية للأم لاكتشاف السمنة بدقة:

 ولفتت الدكتورة مروة، إلى أنه يمكن للأم أن تتابع طفلها، حتى يمكنها أكتشاف السمنة مبكرا، من خلال اتباعها ما يلي:

مراقبة مؤشر كتلة الجسم (BMI)

يمكن للأم متابعة نمو طفلها من خلال جداول النمو المتوفرة عند أطباء الأطفال. إذا كان المؤشر أعلى من المعدل الطبيعي، فهذا إنذار مبكر.

 

الزيارة الدورية للطبيب

قياس الوزن والطول وضغط الدم بانتظام يساعد في اكتشاف أي خلل مبكرًا.

 

متابعة الملابس

لو الأم لاحظت إن مقاسات الملابس بتتغير بسرعة أو الطفل يحتاج مقاسات أكبر من عمره الطبيعي.

الاكتشاف المبكر للسمنة
الاكتشاف المبكر للسمنة

كيف تساعد الأم طفلها على تجنب السمنة منذ الصغر؟

وهنا مجموعة من النصائح الأخيرة؛ التي يمكن أن تلتزم بها الأمهات لحماية أبنائهن من هذه المشكلة المتنامية:

تنظيم الوجبات اليومية

من المهم أن يحصل الطفل على ثلاث وجبات أساسية ووجبتين خفيفتين صحيّتين، على أن تحتوي هذه الوجبات على عناصر غذائية متوازنة مثل البروتين، الخضروات، الحبوب الكاملة والفواكه.

الابتعاد عن الأطعمة المصنعة

الإفراط في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسكريات يعد من أبرز أسباب السمنة المبكرة، لذلك يُنصح باستبدالها بخيارات صحية مثل العصائر الطبيعية والمكسرات غير المملحة.

تشجيع الحركة والنشاط البدني

ممارسة الرياضة بانتظام أو حتى اللعب في الهواء الطلق يساعد على حرق السعرات الزائدة، ويعزز صحة الطفل الجسدية والنفسية. ويكفي تخصيص نصف ساعة يوميًا كحد أدنى للنشاط البدني.

تقنين وقت الشاشات

الجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية يقلل من معدل الحركة ويزيد من احتمالية زيادة الوزن، لذا يُفضل تحديد ساعتين يوميًا كحد أقصى لاستخدام الشاشات.

غرس العادات الصحية داخل الأسرة

الطفل يقتدي بعائلته، لذلك يجب أن تكون الأم والأب قدوة في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، مما يخلق بيئة أسرية تشجع على السلوكيات السليمة.

المتابعة الطبية الدورية

مراجعة الطبيب بشكل منتظم لقياس الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم يساعد على الاكتشاف المبكر لأي زيادة غير طبيعية في الوزن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية