رئيس التحرير
عصام كامل

آفة الجدل

18 حجم الخط

 ورد ذكر الجدال في القرآن الكريم في مواضع متعددة، منه ما هو مذموم وما هو  ممدوح، الجدال المذموم هو ما كان فيه إنكار للحق وعناد ومكابرة وإصرار على الباطل، بينما الجدال الممدوح هو ما كان بالتي هي أحسن ويهدف إلى إظهار الحق وبيانه بالدليل والحجة.. 

 

ومن الجدال المذموم الذي ورد في القرآن جدل أهل الكتاب بالباطل وإنكارهم للحق وكفرهم بالرسالة الخاتمة وبالرسول مع علمهم به في كتبهم، وإلى ذلك أشار الحق عز وجل بقوله تعالى في سورة البقرة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ). 


وقوله تعالى في سورة الكهف: (وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا). وقوله تعالى في سورة الزخرف: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ). 

 

هذه الآيات تظهر جدالهم بالباطل واتباعهم لآبائهم دون تعقل.. هذا وهناك جدال ممدوح هادئ بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وهو ما أشار إليه سبحانه وتعالى في سورة النحل بقوله سبحانه: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). 


وقوله تعالى في سورة العنكبوت: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).. هذا ومن الجدال المزموم أيضا جدل المراء وهو جدل لطمث الحقيقة وإقامة الحجة بالباطل، وهو ما أشار الله تعالى إليه بقوله تعالى:{ما ضربوه لك إلا جدلا}، أي: مراء.. 

ومن أخطر أنواع الجدال هو المجادلة في آيات الله، وهو جدال أهل الكفر، يقول سبحانه إشارة إلى ذلك  ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.. 

أدب المجادلة المشروعة: 

أولا، أن يكون المجادل صادق النية في طلب ومعرفة الحق، والحقيقة.. ثانيا، إلا يكون المراد من الجدال البحث عن الأنا للمجادل والسعي للإنتصار على من يجادله، وإن كانت حجته باطلة. 

ثالثا، الأخذ بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أدب التحدث والإستماع حيث قال: (إذا تحدثتم فأحسنوا القول وإذا إستمعتم فأنتصوا). فليس من الأدب مقاطعة المتحدث.. 

رابعا، التسليم والإنقياد عند بيان الحجة والدليل.. خامسا، يجب أن يتحلى المجادل بالصبر وسعة الصدر وخاصة إذا شعر بجهل المجادل، وأن يأخذ بقوله عز وجل (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين)..

 سادسا: عدم الخروج عن حد اللياقة والأدب وألا يصل الجدال إلى الخصومة والتطاول بالألفاظ.

هذا والمراد من الجَدَلُ: مُقابلة الحُجَّةِ بالحُجَّة. والمُجادَلَةُ: المُناظَرةُ والمُخاصَمَةُ. هذا وهناك جدال منهي عنه تماما وهو أثناء آداء فريضة الحج لقوله تبارك في علاه. (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).. هذا ومن الطامة الكبرى أن يكن الجدال بغير علم فهو مدخل للشيطان والكراهية والخصومة والعداوة، وليس الجهل بحكم مسألة عيبا، بل العيب أن يجادل الإنسان فيها بالباطل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية