انت عارف بتكلم مين؟!
«حريقة».. هكذا يعرفه أقرانه في المقطم، وهو مشهور بينهم بسلطانه النافذ وقدراته الفائقة في الاشتباك عنفا، رغم أنه ينتمى إلى بيت كبير حيث يعمل والده مستشارا، أى قائما على منصة العدل في الأرض.
وقصة «حريقة» التى عرفها جمهور التواصل الاجتماعى مرتين مثيرة ومدهشة، أولاهما عندما كان طفلا يحمل من سنوات العمر ثلاثة عشر عاما، والتقطته الكاميرات وهو يقود سيارة ليستوقفه جندى المرور، فما كان منه إلا أن وبخه ومضى فى طريقه، بعد أن صدم الرجل في قدمه.
ثارت الدنيا ساعتها وتم إلقاء القبض عليه، ومر الحادث مرور الكرام، باعتبار أن «حريقة» طفل صغير لا يدرك ما يفعل.. مضت سنوات وصار الطفل شابا يافعا، لتلتقطه الكاميرات مرة أخرى في جريمة أكبر.
ينزل الشاب «حريقة» من سيارة ملاكى بصحبة جماعة من رفاقه، وفي أيديهم عصي، أما هو فقد كان يحمل عصا بيسبول جديدة، ودارت معركة حامية الوطيس في شوارع المقطم، ارتكب حريقة جريمته ومضى مع رفاقه إلى حيث لا ندري.
الشاب الضحية نقل إلى المستشفى بين الحياة والموت، بعد أن تلقى ضربات على أذنه وعلى رأسه أدخلته فيما هو بعد الارتجاج، والعناية المركزة، وفور نشر الفيديو البشع اتخذت قوات الأمن طريقها للقبض على «حريقة».
اكتشف جمهور التواصل الاجتماعى أن «حريقة» هذا هو نفسه الطفل الوديع، الذى قاد سيارة ملاكي، وهو في الثالثة عشرة من عمره، وهو نفسه الذى هدد عسكرى المرور ساعتها ثم اعتذر له وكان ما كان.
جمهور السوشيال ميديا أقام المحاكمات لابن المستشار، وطبق عليه من الحدود أقساها لأنه إبن مستشار، أى إنه نشأ في بيت قانون وعدالة، ومن المفترض أنه استقى من والده قيما عظيمة، يبثها الوالد في الناس من أعلى منصة ترمز للعدالة.
والسؤال الأكثر أهمية: هل «حريقة» مجرم أم مجنى عليه؟، من الذى صور له أنه يستطيع أن يدير حياته بالقوة الجبرية؟ ومن الذى أوهمه أنه فوق القانون؟ ومن الذى أوصله إلى أن يلغى عقله أثناء الخلاف ويستخدم حديدة؟
لم يكن «حريقة» عند ولادته سوى طفل مثل كل أطفال الدنيا يعتمد في نشأته على البيئة التى تحيط به، والغريب أن بيئة الطفل نظريا واحدة من أفضل البيئات، التى تتوفر لطفل يرى والده في مكانة مرموقة بحكم إعماله للقانون والفصل بين الخصماء بالعدل.
من الذى جرّأ الطفل الوديع على قيادة سيارة في هذه السن؟ ومن الذى اصطحبه في جولات تعليم القيادة وهو في هذه السن الغض؟ ومن الذى جعله يعبث بطفولته ليتحول إلى طفل غير طبيعى يقول: انت عارف بتكلم مين؟ وأين سمع هذه العبارة؟
«حريقة» من هذا المنطلق ضحية لشخص أو أشخاص، صوروا له أن هناك في بلادنا من هم فوق القانون، وأنه يستطيع وهو طفل أن يقود سيارة وحيدا، ويتمشى بها في شوارع المعادى وهو واحد من أرقى أحياء القاهرة.
ما هى المنظومة القيمية التى تربى عليها الطفل الوديع، ليصبح مشهورا باسم «حريقة» وما المعنى الذى يتبادر إلى الذهن عندما نردد: حريقة.. حريقة.. هل المقصود من الإسم إشاعة جو من الرهبة والخوف فى نفوس الآخرين؟
«حريقة».. ضحية بيئة محيطة به قد تكون هذه البيئة فى الشارع أو المجتمع أو فى بيته.. المهم أنه أقرب ما يكون إلى الضحية التى تحتاج إلى علاج محيطه، سواء كان هذا المحيط بيتا أو أسرة أو شارعا أو مجتمعا.
وحتى لا يتصور البعض أننا تجاهلنا الشاب الذى يرقد الآن في المستشفى بين الحياة والموت فإن قلوبنا تنفطر على ما آلت إليه أحواله، ونتحسر على كل «حريقة» في بلادنا تتربى على شعار: انت عارف بتكلم مين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا





