دعوها فإنها مأمورة
بعد أن سمع المسلمون بخروجه من مكة قاصدًا المدينة، كانوا يغدون كل غداة لاستقبال الرسول الكريم، وكان إذا ما اشتد الحر بهم فلم يجدوا ظلًّا يستظلون به، عادوا إلى منازلهم، حتى جاء يوم وصل فيه الرسول الكريم، فتسابق القوم ليأخذوا بخطام ناقته، فقال قولته الشهيرة: «دعوها فإنها مأمورة»، سارت الناقة إلى حيث المسجد النبوي الآن، ونخت، فكان موقع اختيار مسجده.
تذكرت تلك الواقعة التاريخية العظيمة وأنا أتابع لحظة بلحظة مع زملائي في «فيتو» وقائع انتخابات الصحفيين التي جرت يوم الجمعة الماضية، حيث أرادت قوى كثيرة أن تأخذ بخطام نقابتنا عنوة، فقالت الجمعية العمومية قولها الفصل: «دعوها فإنها مأمورة»، نعم، نقابة الرأي مأمورة بأوامر إرادة جمعيتها العمومية، ولم تُخطف يومًا، ولم يقوَ أحد يومًا على لجم خطامها.
دعوها فإنها مأمورة أن تبقى أبد الدهر واحدة من مؤسسات الدولة الداعمة لها، بتنوُّع أبنائها وتباين مشاربهم ومقاصدهم، وعلى اختلاف مدارسهم المهنية والسياسية، وعلى وقع معاركهم يبقى الوطن هو القصد والمقصود، هو الهدف والغاية.
دعوها فإنها مأمورة بنسائم الحرية التي لم تغِب عنها يومًا على الرغم من الصعاب والمرارة وتجريف معينها، وعلى الرغم من محاولات فرض السطوة عليها وعلى أجيالها المتعاقبة، وعلى الرغم من كل المحن، لا يزال خطام الأمل معقودًا بنواصي أبنائها من خاضوا السباق ونجحوا، ومن خاضوه ولا يزال في جعبتهم محبة خالصة للكيان.
دعوها فإنها مأمورة على الرغم من التلاسنات الحادة وارتفاع حدة حرارة الصراع بين إرادتين وطنيتين خالصتين، عبث البعض بتفاصيل إدارتها، فكان الخوف والحذر أن يقع في بيتنا ما وقع في بيوت الآخرين، لكن إرادة جمعيتها العمومية حالت دون ذلك.
دعوها فإنها مأمورة باختيار نقيب أساء له البعض حيث أحسن، فلم يكن إلا ما أرادت الجماعة الصحفية بكل طوائفها، فاختارت نقيبًا ومجلسًا متجانسًا إلى حد الصدمة، خلطة لا يمكن تفسيرها إلا بوعي جماعة حرة لا يقرر لها أحد قرارها.
دعوها فإنها مأمورة أن يبقى خطامها حرًّا أبيًّا ليقدم صورة مشرقة لوطن يستحق، صورة عبرت حدود شارع عبد الخالق ثروت لتصل إلى ما هو أبعد من حدود الوطن، إلى كل حر يعيش هنا أو هناك في بلاد لا تزال تقرأ ما جرى بدهشة وتعجب واستغراب.
وصل الخطام إلى من يستطيع أن يكمل تجربته التي بدأها، فمن خلالها حرر مبنى النقابة من «كفن» سيطر عليها لسنوات، وناضل من أجل الحريات فيما يملك من أدوات من دون صدام أو خضوع أو استسلام.
دعوها فإنها مأمورة على الرغم من محاولات رؤساء تحرير لا يملكون شرعية مهنية أو نقابية استخدام العصا والجزرة لفرض رؤية على مرؤوسيهم، من دون أن يدركوا أنهم صحفيون محترمون، يعانون ما نعاني، ويحلمون مثلما نحلم بمهنة حرة ورسالة تعبر عن الوطن والمواطن.
دعوها فإنها مأمورة أن تواجه غصب الحشد بانتصار داخل الصندوق، على غير ما رغب من حشدوا، ومن قدموا الطعام الصباحي لقمة مهينة لا يمكن لها أن تستقر في جوف الأحرار الذين ردوا بقوة على الاستهانة.
دعوها فإنها مأمورة أن تفرز الغث والثمين، تختار من تراه مناسبًا وتشكر من رفضت اختياره من دون إهانة أو استهانة، إنها مأمورة أن ترفض من يظن أن زملاءنا بالصحف القومية قطيع يساق، من دون أن يدركوا أنهم من ذات الجماعة، أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم هي نفس الأحلام التي تعلي شعار «عاشت وحدة الصحفيين» منذ قديم الأزل.
أخيرًا، سلمت النقابة خطامها، ووضعته أمانة في صندوق لم يثبت تاريخيًّا أن أحدًا استطاع الالتفاف عليه أو تزويره أو العبث فيه، «ارفع رأسك فوق، أنت صحفي»، شعار لا يزال حيًّا على الرغم من كل الظروف.
وأخيرًا، ولزامًا علينا جميعًا أن نشكر كل من قدم نفسه خادمًا للعمل النقابي ولم يوفق فيما سعى إليه، وفي القلب منهم الأستاذ عبد المحسن سلامة، الذي يحظى بتاريخ نقابي مقدر، وواصل العمل ليلًا ونهارًا وفق برنامج بذل فيه مجهودًا كبيرًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا