متى يغضب العرب؟!
ثار ضباط جيش الاحتلال على مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، في أثناء حديثه مع مجموعة من ضباط الاحتياط، فماذا قال؟ قال بالحرف الواحد “إن الحرب التي يديرها في غزة ليست رد فعل على طوفان الأقصى، بل ضمن مخطط مدروس يهدف إلى تهجير أهل القطاع”.
واجه الضباط مجرمهم العتيد بقولهم “إن الحرب على غزة لا تخدم إلا مصالحه الشخصية، وليس لها هدف استراتيجي”، فراح المجرم يضرب بيده على الطاولة التي أمامه قائلًا: نحن ندمر غزة عن بكرة أبيها، ويجب ألا يكون لهم مكان يعودون إليه ويعيشون فيه.. يجب أن يرحلوا.. إنها فرصة تاريخية للتخلص من عدد هائل من الفلسطينيين!
سيكتب التاريخ أن العدوان على غزة أبشع جرائم الحرب التي ارتُكبت في العصر الحديث، ليس بحجم الضحايا، وإنما بصمت الإنسانية على إبادة بالصوت والصورة، تشارك فيها أمريكا وأوروبا بالعون والمدد، ويشارك فيها قادة عرب بالخيانة والصمت والدعم.
ارتكب مجرمو الحرب إبادات جماعية في طول التاريخ وعرضه، غير أننا، ولأول مرة، نشاهد على الهواء مباشرةً وقائع إبادة جماعية، يرتكبها جيش ضد النساء والأطفال والشيوخ وبأسلحة غربية، وتعاون استخباراتي تورطت فيه واشنطن وباريس ولندن، وغيرها من عواصم العالم الذي يصف نفسه بالمتقدم.
الغريب أن العواصم العربية التي كانت قبل سنوات قليلة يحركها اعتداء على امرأة فلسطينية في حادث عارض، تثور وتهيج وتغلق الشوارع، أصبحت بفعل سلاطين العصر جثثًا هامدة لا تحرك ساكنًا.
والمثير أن الخسائر الشعبية التي مُنيت بها حضارة الغرب، تُعَد أكبر ضربة لها في تاريخها، ليس من أبناء الشعوب العربية، وإنما من تحركات إنسانية قادتها جماعات أوروبية وطلاب جامعات أمريكية.
وبدا واضحًا للعيان أن ما قالوه وصدَّروه عن حقوق الإنسان لم يكن سوى أدوات يضغطون بها على عالمنا، وعلى أنظمة الحكم لدينا، وثبت بالدليل القاطع أن للغرب لدينا مصالح لا تتحقق إلا في ظل الحكم الديكتاتوري.
نتنياهو المطارد من العدالة الدولية المنقوصة، يتباهى بدعم أصدقاء عرب، ويردد في كل مناسبة “إنه يرسم ملامح جديدة لشرق أوسط يكون هو فيه السيد الوحيد، ويكون فيه كيانه المحتل هو المهيمن بلا شريك”.
يعترف بأنه يقتل الأطفال ويهدم غزة كلها، حتى لا تكون لديهم فرصة للعيش فيها، لا يتورع عن ارتكاب جرائمه ضد النساء والأطفال والشيوخ، ينسف البشر والحجر والشجر، حتى لا تكون هناك فرصة للحياة على أرضهم.
وفي معرض حواراته أعلن غير مرة أنه يرغب في تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وإلى الأردن، وهو بمثابة إعلان حرب علينا، وعلى المملكة الأردنية، فماذا فعلت مصر وماذا فعل الأردن؟
لا شيء، لم نفعل شيئًا يردع المجرم، واكتفينا برفض التهجير بأصوات خافتة، فلم نترك للشارع العربي أن يعبر عن غضبه ضد الكيان، وضد كل من تسول له نفسه أن يتطاول علينا أو يهدد بلادنا.
لم نترك للمجتمع المدني أن يشارك ضغطًا على العواصم المتورطة في جريمة العصر، حتى بدا أن الشارع العربي قد ورَّط نفسه بصمت مُخزٍ، لم نرَ أحزابًا تثور، ولا نقابات تنظم المظاهرات، ولا مواطنًا عربيًّا حرًّا يرفض.
وعلى مر الزمان ومنذ أن جاء المغتصب الصهيوني إلى منطقتنا، ظل الشارع العربي حيًّا نابضًا، قويًّا، متماسكًا، داعمًا لصنَّاع القرار فيما يجب أن يتخذوه، هذه هي المرة الأولى في تاريخ الصراع يُحكم على الشارع العربي بالسجن المؤبد، خلف أسوار مصالح حكام يستمدون شرعيتهم خارج حدود الشرعية الشعبية.
لأول مرة في تاريخ الصراع تعبر وسائل إعلام عربية عن ضحايا الدفاع عن وطنهم بأنهم قتلى، ولأول مرة تضم استديوهات القنوات العربية ممثلين عن الكيان الصهيوني، ولأول مرة تتحاكى العواصم العربية الرسمية بسردية الحياد: حياد بين قاتل ومقتول، حياد بين مجرم وضحية، حياد بين أعداء الحياة وأصحاب الحق في الحياة، حياد بين مجرم حرب وطفل تراق دماؤه على الهواء مباشرةً، حياد بين مغتصب وصاحب حق.
خلاصة القول إن فلسطين لن تتحرر قبل أن يتحرر الوطن العربي كله؛ يتحرر من الخضوع والخنوع والاستكانة، يتحرر من آفة الشرعية الكاذبة، شرعية الغصب، شرعية الجبروت الساكن في أرض العرب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا