قناة السويس.. جدي مات هنا
كان شابا لم يبلغ الواحد والعشرين عاما عندما فوجئ مع أبناء محافظته بورسعيد بعدوان شاركت فيه عصابات ثلاثة، إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني، فلم يكن منه إلا أن حمل بندقية مثل أبناء جيله مع المجاهدين لمقاومة العدوان.
كان عاشقا للصحافة، ويمتلك كاميرا حملها مع بندقيته، وعددا من أفلام التصوير، كانت الكاميرا سلاحه الأكثر فتكا، تنقل وقائع العدوان بصور مروعة عن حجم الكارثة والدمار الذي حل بالمدينة الباسلة.
وبعد أن جمع صيده الثمين وهرب في زي صياد، ووصل إلى الدلتا وبصحبته كاميرته وأفلامه التى نقل من خلالها مظاهر العدوان ووقائعه ثم وصوله إلى القاهرة حيث مقر أخبار اليوم.
طلب لقاء الأستاذ مصطفى أمين، وعرض عليه الأفلام وحكايته معها، أمر الأستاذ بتحميض وطبع الصور فورا، وعندما رأى مصطفى أمين دقة الصور، وحجم الدمار الذي لحق ببورسعيد، تواصل مع مكتب الرئيس عبد الناصر.
اندهش عبد الناصر لهذا الشاب الذي اختار الدفاع عن بلاده بالبندقية والكاميرا، وأمر على الفور بحملة إعلامية عالمية، اعتمادا على صور مصطفى شردى ابن بورسعيد الذى أصبح فيما بعد واحدا من أساتذة الصحافة في بلادنا العربية.
على صفحات أخبار اليوم كانت صور الدمار تكشف حجم الكارثة، وبعدها تم توزيع مئات منها على وكالات الأنباء العالمية، ثم وصلت إلى أمريكا، حيث وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام الأمريكية، وبها كانت الضربة القاضية على العصابة الإجرامية في فرنسا وإنجلترا والكيان المحتل، وانقلب السحر على الساحر، وكان الخروج الإنجليزى من التاريخ نهائيا وباتا!
ولد مصطفى شردي الذى دافع عن قناة السويس ببندقيته وكاميرته في عام 1935 م، وبعدها بأحد عشر عاما ولد دونالد ترامب الذي يهدد ويتوعد الآن، ليفرض جبروته على قناة السويس ويطالب بأن تمر سفنه فيها هكذا بالمجان.
ربما لا يعرف ترامب أو عصابته أن مصر ليست دولة ضعيفة أو تافهة أو تشغل موقعا جغرافيا هامشيا، وأن مصر التى قاومت الطغاة والغزاة قادرة- بعون الله- على مواجهة التحديات التى تحيط بها وآخرها تصريحات الرئيس الأمريكى.
ومصر التى حفرت قناة السويس بسواعد أبنائها، وروت محيطها قديما وحديثا بدماء شبابها، وطاردت كل قوى الشر من حولها، ومن قبل إنشائها، وستقاوم كل من يتصور أنه قادر بقوة السلاح على لي ذراعها.
هذا ليس من قبيل الاستعراض العاطفي، وإنما هو الحقيقة التاريخية التى قد لا يعرفها ترامب وأمثاله، فمصر هى التى حمت هذا الشريان، باعتباره إكسير حركة الانتقال العالمية بعيون أبنائها الساهرة، ومصر هى التى أعادت الحياة إليه عندما أرادت قوى الشر إغلاقه، ومصر هى التى تقوم بدورها الإنساني عالميا من أجل تجارة آمنة، ولن تقبل بما يحاول ترامب أو غيره أن يفرضه مهما كان الجبروت الأمريكي.
وإذا كان الرئيس الأمريكي يخطط لتقييد مصر ووضعها تحت وطأة التهديد، فإن على صانع القرار أن يعي ذلك وأن يدرك أن المعركة مفصلية ومصيرية، ولا بد من فتح المجال العام وإتاحة الفرصة لقوى المجتمع أن تتحرك.
إن الظهير الشعبى هو الذى نهض بمصر من كبوتها بعد الخامس من يونيه، وهو الذي أمد جيشها بإكسير الإرادة، وهو الذى قدم من قوت أبنائه، ومن دمه ما يجعلنا قادرين على المواجهة والانتصار.
لا يمكن لنظام سياسى أن يواجه وحده مؤامرات تحاك على العلن، إلا إذا اعتمد ظهيرا شعبيا قويا متماسكا وقادرا على الحركة، وحصار القوى الاستعمارية الجديدة التى تطل برأسها، وتعاقب البلد الذى حاك أول معاهدة سلام فى المنطقة.
مصر ليست رئيسا يحكم ولا حكومة تدير، مصر أكبر من ذلك بكثير، مصر هى ذلك المزيج الحضارى الإنسانى الذى امتلك زمام الإسهام الحضارى منذ قديم الأزل، مصر هي الشعب الذي قاوم ولابد أن تتاح له الفرصة لكي يقوم بدوره.
مصر هي العمال والفلاحون، مصر هي النقابات والأحزاب والجمعيات، مصر هي الطلاب والمهندسون والأطباء والصنايعية، مصر هي هذا الجيش العظيم الذى ظهر إلى الوجود قبل أن تظهر أمريكا بآلاف السنين.. مصر هى مصطفى شردى البورسعيدي، مصر هى مائة وعشرون مليونا كلهم مصطفى شردي!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا





