ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان المبكر لدى الشباب
بينما يُعتبر التقدم في العمر عامل خطر رئيسي للإصابة بالسرطان، والذي غالبًا ما يُشخّص لدى الفئة العمرية بين 65 و74 عامًا، تشهد السنوات الأخيرة ارتفاعًا لافتًا ومقلقًا في ما يُعرف بـ "سرطان الظهور المبكر". ويُعرف هذا النوع من السرطان بأنه يصيب الأفراد في الفئة العمرية الشابة نسبيًا، تحديدًا بين 18 و49 عامًا.
وكشفت الجمعية الأمريكية للسرطان عن بيانات تُثير القلق، حيث أشارت إلى ارتفاع معدلات الإصابة بـ 17 نوعًا من أصل 34 نوعًا من السرطان بين جيلي إكس والألفية. والأكثر إثارة للقلق هو تزايد معدلات الوفيات الناجمة عن بعض هذه الأنواع.

لماذا يزداد انتشار السرطان بين الشباب؟
أوضح الدكتور ديفيد ليسكا، جراح القولون والمستقيم بموقع “Cleveland Clinic” الطبي، أنه لا يوجد تفسير واحد ونهائي لهذا الارتفاع، لكنه أشار إلى وجود عدة نظريات قيد الدراسة.
وأكد الخبراء على ما يُعرف بـ "تأثير مجموعة المواليد"، وهي ظاهرة تُظهر أن الأشخاص الذين وُلدوا بدءًا من ستينيات القرن الماضي يشهدون ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالسرطان. ويشمل هذا الارتفاع جميع الدول الصناعية.
وشرح الدكتور ليسكا قائلًا: "الفرضية السائدة تشير إلى وجود تعرض بيئي بدأ في تلك الحقبة الزمنية وأثر على الأجيال اللاحقة". وأضاف أنه من المرجح أن يكون هناك أكثر من عامل بيئي واحد يساهم في هذا الارتفاع.
كما قارن الخبراء بين وباء السمنة والزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بالسرطان المبكر. فالسمنة ونمط الحياة الخامل يُعدان من عوامل الخطر المعروفة للعديد من أنواع السرطان.
وعلق الدكتور ليسكا على هذا التشابه قائلًا: "هذا التشابه واضح، لكن من الضروري التأكيد على وجود العديد من الشباب المصابين بالسرطان الذين يتمتعون بنشاط بدني كبير ووزن صحي". ويستنتج بأن "ارتفاع معدلات السمنة ليس العامل الوحيد المسؤول".
ما هي أنواع السرطان الأكثر شيوعًا لدى الشباب؟
يُعتبر سرطان الثدي النوع الأكثر شيوعًا بين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا. ومع ذلك، تشهد أنواع أخرى من سرطانات الظهور المبكر ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة، وتشمل:
سرطان عنق الرحم
سرطان القولون والمستقيم
سرطان الجهاز الهضمي
سرطان الغدد الليمفاوية
سرطان الجلد (الميلانوما)
ويوضح الدكتور ليسكا: "يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان المبكرة تشخيصًا. ولكن من حيث معدل الوفيات، فإن سرطان القولون لدى الشباب له تأثير أكبر". ويشير إلى أن سرطان القولون والمستقيم يُعتبر السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين البالغين دون سن الخمسين.
كما لفت الدكتور ليسكا الانتباه إلى أن بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الزائدة الدودية وسرطان البروستاتا، تشهد ارتفاعًا في معدلات الإصابة بين الشباب، إلا أنها لا تزال تُعتبر نادرة نسبيًا.
هل يختلف تشخيص السرطان لدى الشباب؟
توجد توصيات محددة بشأن السن الذي يُنصح فيه ببدء فحوصات الكشف عن السرطان. ومع ذلك، غالبًا ما يُكتشف السرطان المبكر في سن أصغر من السن الموصى به لهذه الفحوصات الروتينية.
ويترتب على ذلك أن تشخيص السرطان لدى الشباب لا يتم عادةً من خلال الفحوصات الدورية، بل غالبًا ما يتم بناءً على ظهور أعراض تُشير إلى احتمالية الإصابة بالمرض.
تختلف أعراض السرطان تبعًا لنوعه، ولكن العلامات العامة التي قد تظهر على الشباب تشمل:
الإرهاق الشديد
فقدان الوزن أو فقدان الشهية غير المبرر
الشعور بالضعف العام
الشعور بالألم المستمر
لكن الأبحاث والدراسات الاستقصائية تشير إلى أن الشباب غالبًا ما يتأخرون في إبلاغ أخصائي الرعاية الصحية بهذه الأعراض، كما أوضح الدكتور ليسكا، مرجعًا ذلك إلى ميل الشباب لزيارة مقدمي الخدمات الطبية بوتيرة أقل.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الدكتور ليسكا إلى أن الأطباء قد يكونون أقل ميلًا لإجراء اختبارات للكشف عن السرطان عندما تظهر هذه الأعراض العامة على المرضى الشباب، ربما بسبب الاعتقاد بأن هذه الأعراض أقل احتمالًا أن تكون مرتبطة بالسرطان في هذه الفئة العمرية.
وبالمقارنة مع السرطان الذي يُشخّص لدى كبار السن، فإن سرطان الظهور المبكر يكون أكثر عرضة لأن يكون:
أكثر عدوانية أو في مرحلة متقدمة: توضح الدكتورة ليسكا أنه ليس من الواضح تمامًا ما إذا كان سرطان الظهور المبكر يميل بطبيعته إلى أن يكون أكثر شراسة، أم أنه يُكتشف في مراحل متأخرة بسبب التأخر في التشخيص.
وراثيًا: على الرغم من أن معظم حالات سرطان الظهور المبكر لا تعود إلى عوامل وراثية، إلا أن نسبة الحالات الناتجة عن متلازمات وراثية موروثة تكون أعلى في الفئات العمرية الأصغر سنًا مقارنة بالفئات الأكبر سنًا.
كيف يمكن للشباب تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
يؤكد الخبراء على أنه لا توجد طريقة مضمونة لتجنب الإصابة بالسرطان بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن للأفراد في الفئات العمرية الشابة اتخاذ عدة خطوات لتقليل خطر الإصابة بالسرطان المبكر، وتشمل:
اتخاذ إجراءات استباقية: يمكن أن تكون لقاحات السرطان، مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، فعالة في الوقاية من بعض أنواع السرطان مثل سرطان عنق الرحم. كما يُنصح بإجراء فحوصات الكشف عن أنواع السرطان الشائعة بمجرد الوصول إلى العمر الموصى به. بالنسبة للأشخاص ذوي الخطورة المتوسطة، يعني ذلك البدء بفحص سرطان الثدي في سن الأربعين، وفحص سرطان عنق الرحم في سن الخامسة والعشرين، وفحص سرطان القولون والمستقيم في سن الخامسة والأربعين.
معرفة التاريخ العائلي المرضي: يمكن أن يساعد التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان في تحديد إرشادات الفحص الخاصة بكل فرد، وما إذا كانت الجراحة الوقائية خيارًا مطروحًا.
اتباع نمط حياة صحي: ينصح بممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية. وقد يساهم تجنب الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما يُشدد على تجنب الإفراط في شرب الكحول والامتناع عن التدخين، حيث يُعد تعاطي التبغ عامل خطر مؤكد للعديد من أنواع السرطان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
