رياضة التزلج على الألواح.. «بدور» تحول هوايتها إلى مشروع عائلي.. وتؤكد: خصصنا مساحات آمنة لممارسة الإسكيت.. ونحتاج إلى دعم رسمي من الدولة
في قلب منطقة المنشية بالإسكندرية، حيث تمتزج نسمات البحر بأصوات ضحكات الأطفال والشباب، تحولت رياضة التزلج على الألواح (الاسكيت) من مجرد هواية يمارسها البعض إلى مشروع عائلي ناجح، تقوده المدربة بدور، التي كرّست خمس سنوات من حياتها لنشر هذه الرياضة بين الأطفال والشباب، وتحويلها إلى نشاط رياضي منظم يجذب العشرات يوميًا.
البداية: كيف أصبح الاسكيت أكثر من مجرد لعبة؟
بدأت قصة الاسكيت في المنشية عندما لاحظت السيدة سيدة، إحدى سكان المنطقة، أن أحفادها وأصدقاءهم يقضون وقتهم في ممارسة التزلج على الألواح داخل أحد الجراجات المفتوحة على البحر. رأت في ذلك فرصة لإنشاء مشروع رياضي صغير، يُتيح للأطفال والشباب ممارسة الاسكيت في بيئة آمنة، بعيدًا عن مخاطر الشوارع والممرات غير الممهدة.

وتقول سيدة عن بداية المشروع:"كنت أشاهد أحفادي وأصدقاءهم يلعبون في الجراج، وكانوا يستمتعون بالتزلج رغم عدم وجود مكان مخصص لهم. حينها، خطرت لي فكرة إنشاء مساحة تدريبية صغيرة، حيث يمكن للأطفال والشباب التدرب بمعدات مناسبة وتحت إشراف مدربين يساعدونهم على تطوير مهاراتهم."

وبدعم من أبنائها وأحفادها، بدأت سيدة مشروعها، حيث قامت بتوفير أحذية التزلج وتأجيرها بأسعار رمزية، كما خصصت مساحات آمنة لممارسة الاسكيت، الأمر الذي جذب عددًا كبيرًا من الأطفال والشباب الباحثين عن تجربة جديدة وممتعة.

بدور: شغف تحول إلى رسالة تدريبية
من بين أبرز الشخصيات التي ساهمت في إنجاح المشروع، كانت بدور، التي تعمل كمدربة محترفة منذ خمس سنوات. بشغف كبير، كرّست وقتها لتعليم الأطفال والشباب أساسيات التزلج، مؤكدة أن هذه الرياضة لا تقتصر على الترفيه فقط، بل تحمل فوائد عديدة تساعد المتدربين على تحسين توازنهم ولياقتهم البدنية، وتمنحهم شعورًا بالحرية والثقة بالنفس.
تقول بدور عن تجربتها:"الاسكيت ليس مجرد لعبة، بل هو أسلوب حياة. عندما أرى الأطفال يتعلمون التوازن ويتحسنون في اللعب، أشعر أنني أحقق شيئًا مهمًا. التدريب هنا ممتع جدًا، حيث يجمعنا حب هذه الرياضة، ويجعلنا عائلة واحدة."

وأضافت: "أعمل هنا منذ خمس سنوات، وأدرب الأطفال والشباب في جلسات تمتد لـ 15 دقيقة مقابل 20 جنيهًا، مع خيار تأجير الحذاء بأسعار رمزية. هذا المشروع أصبح جزءًا من حياتي، حيث أعمل فيه مع إخوتي وأبنائي وبعض الأصدقاء المقربين. نحن جميعًا متحمسون لهذه الرياضة، وأحب أن أرى الأطفال يتعلمون مهارات جديدة ويستمتعون بوقتهم."

وأوضحت أن أغلب المتدربين لا تتجاوز أعمارهم 22 عامًا، ومعظمهم طلاب يبحثون عن نشاط ترفيهي ورياضي يساعدهم على التخلص من ضغوط الدراسة، مؤكدة أن الإقبال على التدريب يتزايد يومًا بعد يوم.
منافسة قوية.. وأسعار في متناول الجميع
رغم النجاح الذي حققه المشروع في بداياته، إلا أن المنافسة لم تكن سهلة. مع مرور الوقت، ظهرت أماكن أخرى تقدم نفس الخدمة، مما جعل جذب المتدربين أكثر صعوبة، خصوصًا مع اختلاف الأسعار بين المنافسين. ومع ذلك، حرصت بدور وفريقها على تقديم الخدمة بأسعار أقل من المنافسين، حيث يتم تأجير الساعة بـ 40 جنيهًا، بينما تصل الأسعار في الأماكن الأخرى إلى 60 جنيهًا.

تقول بدور عن ذلك: "في البداية، كنا الوحيدين في المنطقة، وكان الإقبال كبيرًا، لكن مع ظهور أماكن أخرى تقدم خدمات مماثلة، أصبح من الضروري تقديم مزايا إضافية للمتدربين، مثل توفير مدربين محترفين وأجواء عائلية مميزة."
حكايات طريفة من عالم الاسكيت
وسط الأجواء العائلية التي تميز المكان، تحدث العديد من المواقف الطريفة أثناء التدريب. تتذكر بدور أحد هذه المواقف قائلة:
"في أحد الأيام، جاء رجل كبير في السن لتجربة الاسكيت لأول مرة. لم يكن يجيد التوازن، وسقط على الأرض أكثر من مرة، لكنه لم يفقد حماسه، بل استمر في المحاولة حتى بدأ يتحسن تدريجيًا. كان المشهد ممتعًا للجميع، وضحكنا كثيرًا، لكنه في النهاية خرج سعيدًا بالتجربة."
كما تحكي تالا، حفيدة سيدة، التي بدأت ممارسة الاسكيت منذ خمس سنوات، عن علاقتها بهذه الرياضة:
"كنت أتدرب بانتظام، لكن انشغالي بالدراسة جعلني أقلل من وقت اللعب. ومع ذلك، ما زلت أمارس الاسكيت من وقت لآخر كوسيلة للتسلية وتغيير الروتين. هذه الرياضة تمنحني إحساسًا بالحرية، وأحب أن أشارك مهاراتي مع الآخرين."

الاسكيت في مصر.. رياضة تحتاج إلى دعم رسمي
مع تزايد شعبية رياضة الاسكيت في مصر، خصوصًا بعد إدراجها ضمن الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، بدأت بعض المبادرات تسعى إلى تطويرها ونشرها على نطاق أوسع. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات عديدة تواجه ممارسيها، أبرزها نقص الدعم الرسمي وغياب البنية التحتية المناسبة.
ترى بدور أن الرياضة تحتاج إلى دعم أكبر من الجهات المعنية، سواء من خلال توفير أماكن مخصصة أو تنظيم بطولات محلية، مما قد يفتح الباب أمام المواهب الشابة للوصول إلى مستويات احترافية. وتضيف:
"أتمنى أن يصبح هناك اهتمام أكبر بهذه الرياضة، لأننا نرى شغفًا كبيرًا لدى الشباب، لكنهم بحاجة إلى بيئة تساعدهم على تطوير مهاراتهم."
وفي ظل هذا الشغف المتزايد، يبقى الاسكيت في المنشية تجربة فريدة تجمع بين الترفيه، الرياضة، وروح العائلة، حيث يستمر المشروع في جذب المزيد من الأطفال والشباب، ليصبح التزلج على الألواح أكثر من مجرد رياضة، بل أسلوب حياة يحمل معه الكثير من الحماس والطموح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
